عرف المصريون القدماء الرياضة وتنوعت ألعابهم عندما ظهرت رسوماتها علي جدران معابدهم مثل ألعاب القوي والتجديف ورفع الاثقال والرماية والسباحة والصيد والفروسية والكرة والمبارزة والملاكمة والهوكي واليوجا وكذلك المصارعة التي تتعرض هذه الأيام إلي مذبحة دولية في محاولة إلغائها من الدورات الأولمبية اعتبارا من دورة 2020 التي لم يتحدد مكانها حتي الآن لقد رأيت أن أركز في هذه الزاوية عن هذه اللعبة الفردية صاحبة التاريخ الطويل من قبل الميلاد والتي كان لمصر بالذات دور بارز في إظهارها عندما احتضنت مصر اللعبة وأولتها الاهتمام عندما أظهرت الآثار القديمة أهمية هذه اللعبة حتي أن الاتحاد الدولي للعبة اتخذ من هذه الرسوم الفرعونية شعارا له. وبذلك شارك الآشوريون والصينيون ثم عرفها اليابانيون وأقاموا لها أول بطولة عام 25 قبل الميلاد.. ودخلت المصارعة الألعاب الأولمبية في دورة أثينا باليونان عام 1886 إلي أن أنشيء الاتحاد الدولي عام 1921 ووضع قواعد جديدة استمرت حتي الآن ما بين المصارعة الرومانية والحرة. وأعود للوضع الحالي للعبة بعد أن شنت اتحادات المصارعة في العالم هجوما ضاربا علي السويسري رافائيل مارتينيتي رئيس الاتحاد الدولي للعبة بعد توصية اللجنة التنفيذية في اللجنة الأولمبية الدولية باستبعاد اللعبة من دورة 2020 التي لم يعرف مكان إقامتها حتي الآن ما بين اسطنبول التركية أو مدريد الاسبانية أو طوكيو اليابانية وذلك بعد الاجتماع الذي يعقد في بيونس أيرس خلال سبتمبر القادم لاختيار المكان. طالبت اتحادات المصارعة بإقالة مارتينيتي بسبب اهماله في الدفاع عن اللعبة والذي أدي لاتخاذ هذه التوصية من اللجنة الأولمبية الدولية بحجة ان ما صدر لم يخرج عن كونه توصية يمكن التراجع فيها. وبعد تهديدات الاتحادات الأعضاء في الاتحاد الدولي يجتمع الاتحاد الدولي اليوم وغدا للتوحد من اجل الدفاع عن اللعبة من الاستياء الأولمبي. ولن تكون المصارعة هي وحدها التي تسعي لعدم إبعادها في الأولمبياد حيث هناك 7 اتحادات أخري تنتظر دخولها ضمن البرنامج الأوليمبي ويكون لها نصيب من المشاركة في الدورات الأولمبية وهي الاسكواش والانزلاق والكاراتيه والووشو والبسيبول والوايكبورد "رياضة بحرية" والتزحلق. وعلي جانب آخر بدأ أبطال المصارعة في العالم تكوين مجموعات عمل لبحث كيفية التصدي لهذا القرار وتوصيل رسالة للجنة الأولمبية الدولية بأهمية اللعبة الذي اعتبرها الابطال أقدم من الهرم في مصر خاصة وأن قرار الاستبعاد لم يكن المرة الأولي حيث سبق أن تمت إثارة تلك القضية قبل أولمبياد سيدني 2000 وتم التراجع عن القرار وهو ما يطمئن الاتحادات الدولية للعبة ونجومها. وزيادة في توضيح أهمية المصارعة وتاريخها بالنسبة للمصريين فكما قلت قد بدأت عند المصريين القدماء وبين الأسرات الأولي وذلك بداية من 2040 قبل الميلاد. وحتي بعد الميلاد فقد اهتمت الرياضة المصرية بلعبة المصارعة ومازالت ومنذ انضمام اللعبة للاتحاد الدولي في مطلع القرن الماضي وهي تشارك في جميع المنافسات الدولية والعالمية والدورات الأولمبية ولها فيه تاريخ ناجح ونتائج متقدمة وناجحة منذ مشاركة الاتحاد المصري في الدورات الأولمبية بصفة رسمية في دورة امستردام عام 1928 التي فجر فيها اللاعب إبراهيم مصطفي والحكم الدولي الحالي كبري المفاجآت عندما فاز بالميدالية الذهبية والمركز الأول لوزن خفيف الثقيل وتوالي مشاركة المصارعة في الدورات الأولمبية وكان لايطاليا النصيب الأكبر من الميداليات والمراكز المتقدمة حيث حقق كل من إبراهيم مصطفي ذهبية امستردام 28 ثم كرم جابر ذهبية أثينا2004 كما فاز محمد ذهني وإبراهيم عرابي بدورة لندن 48 وعبدالعال رشد فضية ملسنكي 52 وكامل خليل طه وعبدالعال راشد برونزية نفس الدورة في المصارعة وفي دورة روما عام 60 فاز زكريا شهاب بالفضية وكامل خليل طه وعبدالعال راشد البرونزية وفي طوكيو 64 كمال السيد خامس ومصطفي حامد منصور خامس.. المكسيك 68 إبراهيم السيد سادس ولوس انجلوس 84 حسن الحداد رئيس الاتحاد الحالي الرابع في الحرة والخامس في الرومانية ومحمد الاشرم الخامس وسالم حلمي السادس وشعبان عبدالوهاب السابع ومحمد إبراهيم عبدالستار الثامن. لعل كل هذا التاريخ الناصع والحرص علي المشاركة للعبة في جميع الدورات الأولمبية يجعل الاتحاد المصري مشاركاً في المظاهرة التي يعقدها الاتحاد الدولي ويطالب علي باقي الاتحادات بإلغاء توصية اللجنة الأولمبية الدولية بعد أن اصبحت المصارعة خلال العصر الحديث من الرياضات التي يمارسها كثير من الشباب المصري ولم تصبح لعبة شهيدة كما كان يطلق عليها في الزمن الماضي.