بعد أيام قليلة تحتفل اللجنة الأوليمبية المصرية بعيدها المئوي وتحديدا يومي12,11 ديسمبر الحالي موعد لاحتفال مصر وهيئاتها الرياضية بهذا الحدث التاريخي الذي يواكب انضمام الرياضة المصرية إلي الحركة الأوليمبية العالمية ودخولها في عضوية اللجنة الأوليمبية الدولية سابقة بذلك دولا عديدة في انحاء العالم كان لها في ذاك الحين صيت رياضي ولقاءات ومنافسات دولية, إن الاحتفال بمئوية اللجنة الأوليمبية المصرية هو بالقطع احتفال بذكري رجال عظام عشقوا الرياضة وجاهدوا وبذلوا من أجل رياضة مصرية متسعة القاعدة ومن أجل تكوين أجيال من الأبطال الرياضيين يرفعون اسم مصر عاليا في سماء الدورات الأوليمبية, ويطوف بالذهن سؤال ملح وهو يتعلق بالشأن الرياضي المصري منذ قرن من الزمان حيث لم يكن هناك الا عدد ضئيل من الأندية مثل الأهلي والسكة الحديد وأندية اخري صغيرة الشأن اندثرت عبر الزمن وطواها النسيان وان كانت جميعها لا تزيد علي أصابع اليدين, ومع ذلك طاف بذهن نخبة من المصريين والمتمصريين فكرة تكوين لجنة أوليمبية بل والانضمام إلي الحقل الدولي الأوليمبي ممثلا في اللجنة الأولمبية الدولية وفي هذا دليل قاطع علي الحيوية التي يتمتع بها كل من يعيش علي أرض مصر وعلي النظرة الثقافية للأمور وعلي استطلاع المستقبل وبالطبع كان انشاء اللجنة الأوليمبية المصرية منذ مائة عام بداية لنشاط رياضي ملموس فقد تضاعف عدد الاندية وجاء النادي المختلط ونادي الاتحاد السكندري وعديد من الاندية الاخري في أقاليم مصر, وتطلع جيل من الرياضيين إلي اللحظة التي يشاركون فيها نظراءهم في عرس الرياضة العالمي الذي يتجدد كل أربع سنوات وهو الدورة الأوليمبية ولم تمض الا سنتان حتي كان الطالب بجامعة اكسفورد والذي يلعب رياضة السلاح أحمد حسنين يسافر من لندن إلي بروكسل وعلي حسابه الخاص ليشارك في فعاليات رياضة السلاح في الدورة الأوليمبية سنة1912 لقد كان هذا الطالب الذي أصبح بعد ذلك أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي هو أول حبة في عقد الأبطال العظام الذين حققوا الميداليات في الدورات الأوليمبية التالية وتحقق ذلك سنة1928 في امستردام بعد مشاركات في بعض اللعبات في دوري انفرس سنة1920 وباريس1924 ففي امستردام كان الظهور الذهبي لبطلي المصارعة ورفع الاثقال ابراهيم مصطفي والسيد نصر حيث حقق كلاهما الميدالية الذهبية كما حقق السباح فريد سميكة ميداليتين فضية وبرونزية في رياضة الغطس لقد كانت طفرة عارمة ملأت القلوب بالفرحة وجاءت دورة برلين سنة1936 ليحقق خضر التوني الرباع الاشهر فوزا مدويا عندما اكتسح بطل الاثقال الالماني المنافس له في وزنه وأمام هتلر محرزا الذهبية وفي لندن كان الفوز ايضا للرباعين المصريين سحس وفياض كل بميدالية ذهبية وتتابع الابطال في الدورات التالية فنجد المصارعين سعيد راشد ومحمود حسن وعيد عثمان ثم الذهبي كرم جابر وهناك بطل الجودو محمد رشوان وابطال الملاكمة الجندي وابطال اثينا وبطل التايكوندو هشام مصباح ليصبح عدد ميداليات مصر الأوليمبية24 ميدالية منها سبع ذهبيات وسبع فضيات وعشر برونزيات وهي حصيلة لا تتناسب مع حجم مصر ولا مع تاريخها الأوليمبي الذي يمتد إلي قرن من الزمان فهل تكون المئوية الثانية للجنة الأوليمبية بداية لعهد جديد تتضاعف فيه ميداليات الفوز بما يتناسب مع التاريخ والممارسة الرياضية التي بدأناها منذ آلاف السنين عندما نقش الاجداد ممارستهم للرياضة بلعباتها المختلفة علي جدران معابدهم, ويوم الحادي عشر من هذا الشهر تتضخم فقرات الاحتفالية ضمن مهرجان للفروسية باعتبارها رياضة لها جذور فرعونية وباليه فرعوني إلي تكريم ست عشرة شخصية تولت رئاسة اللجنة الأوليمبية بدءا من الامير عمر طوسون ووصولا إلي محمود أحمد علي الرئيس الحالي ثم نأتي إلي تكريم هؤلاء الذين رفعوا رايات مصر في سماء الأوليمبيات وعددهم أربعة وعشرون بطلا منهم من يعيش داعين له بدوام الصحة ومنهم من في رحاب المولي حيث يتسلم أحد أفراد أسرهم قلادة فاخرة تعج بالرسوم الأوليمبية.