لاصوت يعلو علي صوت ازمة السولار والبنزين في مصر هذه الايام.. فالازمة تتفاقم وتشتعل يوماً بعد الآخر.. والطوابير تقف بلا نهاية امام محطات الوقود حتي صارت مشهداً مألوفاً رغم اعاقته لحركة المرور في العاصمة والمحافظات. ورغم تعطل حركة المواطنين واصابة حياتهم بالشلل. فضلاً عن تعطل سيارات الاجرة وتعرض سائقيها لبطالة تحرمهم من لقمة العيش لهم ولأولادهم.. ناهيك عن اعمال البلطجة التي انتشرت داخل محطات الوقود بهدف الحصول علي السولار لبيعه في السوق السوداء والتربح بفارق الاسعار في ظل غياب الامن والرقابة. "المساء" تفقدت بعض محطات الوقود للتعرف علي حجم المعاناة وأسبابها عن قرب: يتساءل احمد بهجت "سائق اجرة خط اكتوبر- رمسيس. يقف امام محطة بنزين بشارع رمسيس": إلي متي تقف الحكومة صامتة امام ازمة بلا حل منذ عامين. ازمة تهدأ ثم تشتعل دون سبب حقيقي. وللاسف بعض محطات البنزين تبيع السولار في جراكن في السوق السوداء بسعر 25- 35 جنيهاً للجركن. ولماذا لايوجد رجال امن ومفتشو تموين ملازمون لمحطات الوقود لمنع بيعه في السوق السوداء والتصدي للبلطجة؟! يؤكد صلاح عبدالخالق ابوذكري "سائق اجرة خط القرية الذكية- جسر السويس من امام محطة بنزين بالأزبكية" انه لايجد السولار لسيارته منذ الامس. ولم يستطع التوجه لعمله بسبب ذلك. وتساءل هو الآخر: هل جاءت الحكومة لحل مشاكل المواطنين أم لزيادتها. اضاف: في عهد الرئيس السابق كانت اشد الازمات تستغرق 3 إلي 5 ايام بحد اقصي. والان الازمة مستمرة منذ اكثر من عام. ونتمني ان تتحرك الحكومة لحلها. يشكو هاشم سيد رجب "سائق اجرة خط رمسيس- امبابة من امام محطة بنزين بمنطقة رمسيس" عدم حصوله علي السولار منذ يومين. ولهذا فإن سيارته معطلة امام منزله. وانه يقف امام محطة البنزين ومعه جركن منذ الثانية صباحاً وحتي العاشرة للحصول علي السولار. كما شكا من ضعف الامن داخل تلك المحطات التي يأتي اليها بلطجية ليحصلوا علي السولار ويبيعوه في السوق السوداء بسعر 35- 50 جنيها للجركن. ويزداد السعر علي خط الصعيد الصحراوي ليصل إلي 80 جنيها. وتساءل رجب: ماذا افعل وكيف اعول اسرتي والسيارة معطلة بسبب عدم وجود السولار؟! يقول اسامة عبدالمعطي "مدير محطة بنزين بشارع رمسيس رفض تصويره": الازمة تتفاقم يوماً بعد يوم وتزداد في محطات وسط القاهرة بسبب تزاحم سائقي الاقاليم الذين يتوافدون للحصول علي السولار. بالاضافة لوجود مواقف عربات الاجرة بمنطقة احمد حلمي واكتوبر والفيوم. جميع هؤلاء يتزاحمون امام محطات وسط القاهرة للحصول علي السولار. وللاسف الكمية التي احصل عليها لاتكفي الا 6 ساعات فقط والمفروض ان تكفي اليوم كله.. والوزير يطلق تصريحات بان السولار يجري تهريبه فما هي الاجراءات التي اتخذها لمنع هذا التهريب؟! اضاف: هناك اعمال بلطجة تجري داخل محطات الوقود. واذا طلبنا النجدة فلا تأتي لاغاثتنا.. فماذانفعل ولماذا لاتتحرك الحكومة بصورة افضل؟! يوضح محمد احمد عيسي من الشرقية امام محطة بنزين التعاون بالازبكية انه يعاني ازمة السولار منذ عامين. وهي غير مسبوقة وحتي الآن لم تتحرك الحكومة ولم تقدم حلولاً جادة لها. وانه لم يشاهد ازمة مثل ازمة السولار منذ 20 عاماً هي فترة عمله في نقل البضائع. وهذه الازمة تؤثر عليه وعلي اولاده وعلي معيشهم. يقول ميشيل شوقي: هذه الازمة تؤثر علي اصحاب عربات النقل والاجرة. ولا اجد سببا لها الا الفشل السياسي للحكومة التي لاتستطيع توفير السولار للمواطنين. طالب شوقي بعودة الامن ومواجهة البلطجة التي انتشرت في الشارع المصري. يري محمد اكرم عبدالمنعم "مدير محطة موبيل بالازبكية" ان هذه الازمة صارت مشهداً معتاداً كل يوم منذ ثورة يناير. لكنها تزداد يوماً بعد الآخر. ولاتجد الحكومة لها حلاً. والادهي من ذلك ان الكميات التي تأتي للمحطةاصبحت اقل كثيراً من الكمية الاساسية. حيث كانت 20 الف لتر ثم تناقصت إلي 10 ثم 8 ثم 6 آلاف لتر. وهي كمية لاتكفي حتي نهاية اليوم. ورغم ذلك فإنه يدفع المبلغ المطلوب لتلك الكمية قبلها بيومين ثم يحصل عليها. وطالب عبدالمنعم بتخصيص امن للمحطات حتي يحميها من البلطجية. يقول احمد عبدالمنعم "سائق اجرة من امام محطة التعاون بالعتبة" نعاني هذه الازمة منذ 25 يوماً. ونضطر لملء الجراكن بالسولار بأسعار تزيد عن سعرها الحقيقي. فالجركن يباع ب 25 جنيهاً بالإضافة إلي دفع 5 او 10 جنيهات لعامل البنزينة حتي يوافق علي ملء الجركن. يؤكد سعد ابراهيم احمد "مدير محطة التعاون بالعتبة" ان سبب الأزمة هم اصحاب عربات الاجرة. حيث يقوم بعض سائقيها بملء تانك السيارة ثم يقوم بتعبئة جراكن من محطات اخري لتخزينها. وهم بذلك يحصلون علي حصتهم إلي جانب حصص عربات اخري وهو ما يزيد الازمة اشتعالاً. اضاف احمد: هناك حصص مخصصة لاصحاب المخابز تتراوح بين 192 و308 آلاف لتر. وللاسف يتم استخدام ربع هذه الكميات والباقي يباع في السوق السوداء. ولا استطيع منعها عنهم. ولابد من مراقبة اصحاب المخابز حتي لايحدث ذلك. اوضح انه لم يشاهد ازمة بهذا الحجم منذ عشرين عاماً هي فترة عمله بالمهنة. حتي ايام النظام السابق كان يعرف بالأزمة قبل وقوعها فهناك اوقات لتطهير الخطوط سنويا يتم استبدالها بعربات تنقل السولار والبنزين فلن ما يحدث الآن شيء غريب وعلي الحكومة ان تتحرك لمنع التهريب. يشير محمود البحيري "سائق اجرة امام محطة بنزين بشارع رمسيس" إلي ان الازمة تتزايد بشكل ملحوظ هذه الايام. مما يؤثر علي عمله ودخله اليومي. فالطوابير تمتد امتاراً طويلة امام المحطات.. وتساءل: متي تنقذنا الحكومة من هذه الازمة..؟!