تذمر وغضب واشتباكات بالأيدي وطوابير طويلة للبحث عن نقطة سولار داخل محطات الوقود.. ومع تجدد الأزمة التي تشتعل منذ وقت لآخر دون حلول نهائية تصاعدت حدتها أمس, مما ضاعف من الزحام المروري في مختلف الشوارع, حيث تكدست مئات السيارات أمام محطات الوقود التي أعلن أغلبها نقص الكميات وعجزها عن تلبية احتياجات أصحاب السيارات, وظهرت من جديد ظاهرة الجراكن وبيعها في السوق السوداء. تحقيقات الأهرام تجولت في عدة محطات بنزين لرصد الأزمة.. جمعة رفعت, سائق ميكروباص, يقول: عدم الاستقرار السياسي هو السبب في أزمة نقص البنزين التي لن تنتهي إلا بحدوث استقرار سياسي يؤدي إلي استقرار أمني, وتنمية اقتصادية شاملة. محمد رمضان, سائق, يؤكد: سنقوم برفع تعريفة الركوب لسد العجز الناتج عن الانتظار لساعات طويلة أمام المحطات وشراء السولار بضعف الثمن من السوق السوداء. وبغضب شديد يقول أحمد علي: أتوقف بالساعات أمام محطات البنزين انتطارا لدوري, ثم أفاجأ بأن عامل المحطة يخبرني بانتهاء السولار. ويتساءل صالح هاشم: من سيقضي علي أزمة نقص المواد البترولية وحجم السوق السوداء؟.. فمحطات البنزين تحولت إلي بؤر للإتاوات, حيث نضطر لشراء السولار في جراكن لتخزينها وقت الحاجة, مما يضطرنا لدفع مبالغ مضاعفة للعامل لملء الجركن أو السماح لنا بالحصول علي البنزين دون انتظار فترة طويلة. ويشير أيمن عيد, سائق إلي أنه يضطر لقضاء الليل في الشارع لحجز دوره في الشارع لحجز دوره في محطة البنزين بعد أن وصلت الطوابير إلي أكثر من3 كيلومترات وأحيانا أضطر لشراء البنزين من السوق السوداء ب04 جنيها للجركن, وهو ما يوازي سعربنزين09 و29, ولكنني اكتشفت أنه مغشوش بالماء داخل الجراكن ففضلت الانتظار أو المبيت في الشارع من أجل الحصول عليه من داخل المحطة. وتلقي أزمة نقص الوقود بظلالها علي ركاب سيارات الأجرة, حيث يؤكد ركاب السيارات أنهم من يدفعون الثمن لتلك الأزمة, حيث يقوم سائقو الميكروباص في ظل الغياب الأمني برفع الأجرة إلي الضعف وأحيانا إلي ثلاثة أضعاف, وأنهم دائما ضحايا اضطرابات سائقي الميكروباص الذين يقومون في بداية كل أزمة إما بالاعتصام أو برفع تعريفة الركوب. ويؤكد صاحب إحدي محطات البنزين رفض ذكر اسمه أننا نتعرض لمسلسل يومي من الاعتداء علي العمال من جانب البلطجية واشتباكات بالأيدي, فالكميات أقل من المقررة, وهذا يمثل خسارة لأصحاب المحطات, لأنه يتم ربط إيجار المحطة طبقا للكمية الموزعة. ويشير صاحب المحطة إلي أن المشكلة في سلوك المواطنين, حيث يتردد علي المحطات أصحاب جرارات غير مرخصة تقوم بتفريغ السولار في جراكن كبيرة خاصة, ثم يعودون مرة أخري للتعبئة لبيعها في السوق السوداء.