عندما قررت نيابة مركز سمسطا ببني سويف حبس طبيبين بمستشفي المركز بعد اتهام والد الطفل اكرامي علي الروبي 3 سنوات لهما بانهما تسببا في وفاته داخل المستشفي المركزي لاهمالهما في علاجه من الالتهاب الرئوي الحاد الذي كان يعاني منه الطفل لم يكن قرار النيابة قد صدر مجاملة لوالد الطفل أو لتأديب الطبيبين بل صدر قرار النيابة بناء علي أسانيد قانونية واضحة وتأكدت النيابة من أن الاهمال في علاج الطفل قد حصل بالفعل من جانب المستشفي. الغريب أن جميع اطباء المستشفيات العامة والمركزية بمحافظة بني سويف أضربوا عن العمل وطالبوا بالافراج عن الزميلين وهددوا بمواصلة الاضراب في حالة عدم الاستجابة لمطلبهم وكل ما فعله وزير الصحة انه سارع بالاتصال بوزير العدل للافراج الفوري عن الطبيبين حتي يعدل الأطباء عن الاضراب الشامل في مستشفيات محافظة بني سويف التابعة لوزارة الصحة. بالفعل تحركت الجهود وتم الاستجابة لمطالب الاطباء بالافراج عن الزميلين بضمان مالي قدره 5 آلاف جنيه لكل منهما ولكن الاضراب مازال مستمرا بمستشفيات وزارة الصحة ببني سويف والاغرب من ذلك ان اهالي الطبيبين تظاهروا أمام استراحة نيابة مركز سمسطا مطالبين بالافراج الفوري عن ابنائهما. هل يعقل ان يحدث هذا في بلد مثل مصر التي خلعت جذور الفساد والظلم منذ بداية ثورة 25 يناير فاذا كان وزير الصحة يريد انتظام سير العمل في المستشفيات في محافظة بني سويف فلا يكون هذا علي حساب أسرة الطفل الفقير التي لاناقة له ولا جمل ولم يكن هناك من يدافع عن حقوقهم سوي النيابة العامة التي لجأنا اليها. هل وزير الصحة يريد أن يضيع حقوق أسرة الطفل بسلطاته في سبيل أن يعدل الاطباء عن اضرابهم يا سيادة الوزير "لعن الله قوما ضاع الحق بينهم" واذا اردت انتظام العمل في المستشفيات فلا يكون هذا بأسلوب الطبطبة والتستر علي المهملين ماذا لو حدث هذا في مستشفي آخر في أي محافظة فسوف يطالب الاطباء بالافراج عن أي زميل لهم يتهم في اي واقعة اهمال او خطأ طبي وفي حالة عدم استجابة وزير الصحة فسوف يكون الاضراب هو الحل ويصبح الاضراب "سىنه" وهو المخرج الوحيد من اي جريمة طبية ترتكب في حق المرضي غير القادرين. علي العموم ان المستشفيات العامة والمركزية التابعة لوزارة الصحة ما هي الا مقبرة للمرضي غير القادرين لا توجد فيها كفاءات طبية ومعظم الاطباء فيها "ممارس عام" ولا توجد فيها امكانيات او تجهيزات وقد تحدثت عن هذا في مقال سابق واكدت ذلك بالمستندات وحددت مستشفي مركز البلينا بمحافظة سوهاج كنموذج للمستشفيات الخاوية علي عروشها والتي تحولت الي ديكور فقط ولم يتحرك الوزير أو يرسل لجنة لمعاينة مثل هذه المستشفيات التي تحولت الي هياكل والاهمال فيها عيني عينك والاطباء محرومون من التعليم الطبي والتدريب وليس لديهم أي اجهزة طبية تساعدهم علي القيام بدورهم علي اكمل وجه. الالتهاب الرئوي الحاد الذي تعرض له الطفل ببني سويف يحتاج الي عناية خاصة وتجهيزات حديثة حتي يتم انقاذ المريض من حالة الالتهاب الرئوي الحاد. من يصدق انه لا يوجد علي مستوي محافظات الصعيد مستشفيات متخصصة مثل مستشفيات الصدر والامراض النفسية حتي الآن ولم يفكر أي وزير في هذا حتي ولو يطرحها للنقاش علي المسئولين في الدولة. علي كل حال اشكر النيابة العامة في واقعة وفاة طفل بني سويف واعتب علي وزير الصحة الذي حاول إضاعة حق أسرة الطفل المتوفي في سبيل إرضاء الاطباء في المحافظة وعدولهم عن الاضراب فاين الاساليب البديلة يا سيادة الوزير لانتظام العمل في مستشفياتك والتستر علي الاهمال الي متي يظل سائدا في بلدنا الجميلة وتعتبر ذلك جريمة.