وتتوالي المليونيات كل جمعة.. هذه للخلاص وتلك للكرامة. وهذه للدفاع عن الشرعية .. و.. و.. وفي كل جمعة يسقط الأبرياء في الشوارع ويسيل الدم الزكي وتنجرف مصر إلي مرحلة قد ينفرط فيها عقد الدولة ويضيع فيها كل شيء.. كل ذلك والسياسيون في واد آخر ولم لا ونحن لم نسمع يوماً ان أحدهم أو أحد أبنائهم لقي حتفه في المظاهرات ولم نجد زوجاتهم يولولن علي فقدانهن الزوج أو الابن مثلما نشاهد بصورة تكاد تكون شبه أسبوعية أمهات أحد الشهداء تنتحب وتدعو علي من تسبب في فقدانها للزوج أو الابن أو الشقيق.. السياسيون سعداء بهذه المناظر.. ويكتفون بتبرير تلك المشاهد والمواقف التي نعيشها وندفع ثمنها.. هذا يبرر سحل الشرطة للمواطنين ويطلع علينا ليقول انها حوادث فردية. وذاك يخرج ليقول لنا إن الشرطة لا تطلق الرصاص الحي ولا يبرر لنا كيف يلقي الشهداء حتفهم بالرصاص الحي.. وآخر يسكت عن استخدام المولوتوف في المظاهرات بل وللأمانة يحاول البحث عن مبررات لمن يستخدمونه.. كل هذا يحدث بينما الدماء تسيل والاحتياطي النقدي لا يكفي استهلاك البلاد أكثر من 3 شهور بعدها ندخل -لا قدَّر الله- في مجاعة. إن توالي المليونيات كل جمعة يجعلني أتذكر مليونيات سوريا التي قادتها إلي ما وصلت إليه الأمور الآن فهل نريد تكرار المشهد أم سيخرج البعض علينا ليقول: "إن مصر ليست مثل سوريا".. تماماً كما قال بعض رموز النظام السابق ان مصر ليست تونس. الوضع خطير أيها السادة ويتحمل مسئوليته الجميع بلا استثناء.. قد يكون خطأ المعارضة تأخر ما تحتويه خطاباتها عن مطالب الشارع في الوقت الحالي وغياب المشروع البديل لبناء الدولة وعدم وجود جلسات حوار بينها وبين الشباب والقوي الثورية وعدم نزولها للمواطنين في الشوارع والأزقة والحواري في كل مكان. كما قد يكون من بين أخطاء المعارضة البحث عن بعض المكاسب الحزبية أو الشخصية الضيقة.. وركوب موجة الشباب الثائر.. نعم قد يكون كل ذلك من أخطاء المعارضة إلي جانب انتقادها الدائم لكل ما يصدر من مؤسسة الرئاسة إلا ان كل ذلك لا يعني انها تتحمل المسئولية وحدها بل المسئولية الأكبر تقع علي عاتق جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة. إن خطأ بل خطيئة جماعة الإخوان انهم خدعونا بأن لديهم كوادر وكفاءات تصلح لكل المجالات والتخصصات بخلاف ما أكده الواقع علي الأرض وبدلاً من الاعتراف بالخطأ فإنهم يكابرون بل ويصرون علي الدفع برجالهم في كل المواقع بصرف النظر عن الكفاءة ويكفي مثالاً حكومة د. هشام قنديل التي فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي إنجاز بل وتتعمد سواء بحسن نية أو بسوء نية إحداث واشعال الفتن.. فمرة تخرج علينا لتقول انها ستقرر 3 أرغفة فقط للمواطن في اليوم.. ومرة أخري تقول يكفي 5 لترات بنزين في اليوم وكأنها أتت لكي تعلمنا الأدب ويبقي لها أن تفعل كما كان الأتراك يفعلون في الماضي "اشرب من هذه القلة" ولا تشرب من تلك. إن الجماعة ورجالها ينسون ان استخدام الدين كوسيلة للقهر شيء ضد الدين من الأساس.. لقد دافعنا عن الإخوان وقت ان كانوا مضطهدين والتاريخ يشهد علي ذلك والأرشيف موجود لكنهم الآن تحولوا وللأسف الشديد إلي "جلادين" مما يستدع وقفة لأن الأمر لم يعد مقتصراً علي وصول جماعة إلي الحكم بل تعداه إلي محاولة تلك الجماعة التمكين من كل مفاصل الدولة حتي لو أدي هذا الأمر إلي تقسيم البلاد والتضحية بها من أجل مصلحة الجماعة فقط. يا حضرات السادة.. انظروا إلي قضية "سوريا" من زاوية هامة. فالجيش السوري الآن يدافع عن نظام ينتمي إليه بعد أن سيطرت الطبقة "العلوية" عليه وعلي مقاليد الأمور في سوريا لسنوات عديدة وأنا ألمح في الأفق سعي البعض للسيطرة علي الجيش والشرطة المصرية لتكون الذراع القوية للدولة الإخوانية وليس للدولة المصرية وهذا يعني الكثير.. أتمني أن أكون مخطئاً في تحليلي ووجهة نظري. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.