"المكمورة".. هي الغرفة التي يتم بها عملية تحويل أخشاب الأشجار إلي فحم.. وتعود أهمية الفحم إلي أنه من السلع التي تصدر لخارج مصر وينتعش موسم بيع "الفحم" داخل مصر في فصل الصيف بالإضافة إلي الأعياد والمناسبات كذلك لإقبال المصريين علي الشراء بصفة عامة في هذه المناسبات..ويبدأ موسم التصدير من شهر فبراير ويستمر حتي شهر يوليو.. "المساء" قامت بجولة بين هذه المكامير للتعرف علي أسرار هذه المهنة ورصد أهم مشاكلها والعاملين بها بالإسكندرية. يقول مصري السعدي 25 سنة أعمل بهذه المهنة وهي تحويل خشب الأشجار إلي فحم عن طريق حرقه في المكامير منذ أكثر من 15 سنة موضحاً أنه بدأ كعامل حتي وصل إلي أن أصبح صاحب "مفحمة" وهي مصنع لإنتاج الفحم مشيراً إلي أن مساحته لا تقل عن 12 متراً.. وهذه المكمورة عبارة عن غرفة أرضي أو محل تجاري تغلف حوائطه بالصاج لاحتباس أكبر قدر ممكن من الحرارة الناتجة من عملية حرق الأخشاب وتحويلها إلي فحم يسهل استخدامه فيما بعد..أضاف أن المصنع يجب أن يحتوي علي مصدر مياه تحسباً لحوادث الحريق..ويقول محمد مرزوق 19 سنة أعمل كعامل في إحدي المفاحم منذ 3 سنوات واكتسبت من خلالها خبرة في معرفة أنواع الفحم الذي ينتج من حرق أخشاب الأشجار ومنها الفواكه والجازورين والكافور والصفصاف والتوت موضحاً أن أفضل أنواع الفحم هو الناتج من أخشاب شجر الفواكه وتختلف أسعار الفحم نظراً لنوعه وجودته ويبدأ سعر طن الفحم من 200 جنيه وحتي 500 جنيه. واستعرض مرزوق مراحل صناعة الفحم حيث تبدأ بجمع خشب الأشجار علي شكل هرمي مفرغ من الأعلي وتسمي هذه الفتحة بالفوة والتي يتم إشعال النار من خلالها ثم يغطي هذا الخشب بطبقة من قش الأرز ويعلوها طبقة أخري من الرمال وتسمي هذه الطريقة بالكمر وتستغرق عملية حرق ثلاثة أطنان من الخشب فلها نوعان الأول: الإطفاء عن طريق المياه ويستغرق بضع ساعات والنوع الثاني عن طريق الكمر أو احتباس الحرارة داخل المكمورة دون وصول الأكسجين إليها لعدم استمرار اشتعال النيران وتستغرق هذه العملية يومين تقريباً..ويشكو سلطان أبوالمجد 30 سنة من ملاحقة العاملين بجهاز البيئة بالإسكندرية لأصحاب المفاحم أو المكامير برغم أن معظمهم يعمل بعيداً عن المناطق السكانية مشيراً إلي أنهم لا يعملون بترخيص ويرجع ذلك إلي الإجراءات الروتينية التي يتطلبها هذا الترخيص..ويضيف عبدالسلام مجاهد 25 سنة يعمل بإحدي المكامير أن يومية العامل تتراوح ما بين 30 إلي 60 جنيهاً وتتحدد هذه الأجرة علي قدر خبرة هذا العامل في صناعة الفحم. موضحاً أن أقل مفحمة تحتوي علي أربعة أفراد ما بين العامل والصنايعي. وطالب مجاهد باهتمام الجهات المعنية بهذه الحرفة التي أصبح لها باع في مجال التصدير بعد أن أصبح للفحم المصري سوق رائجة في الخارج مضيفاً أنه من الضروري تذليل العقبات أمام أصحاب هذه المفاحم حتي يمكنهم أن يستكملوا مسيرة عملهم دون مشكلات من قبل وزارة البيئة.