ستظل مكامير الفحم النقطة السوداء في التاريخ البيئي لمحافظة القليوبية خاصة بعد أن تحولت إلي بؤر تلوث خطيرة يتصاعد منها الدخان الأسود والانبعاثات التي تصيب الآلاف من أبناء المحافظة بالأمراض الصدرية وبالرغم من صدور قرارات بإزالة هذه المكامير إلا أنها مازالت تصدر الموت للأهالي حتي الآن. روزاليوسف رصدت معاناة الأهالي من مكامير الفحم التي تحتل جانبي طرق المحافظة خاصة خط 12، دعاء أحمد مدرسة تقول إن المكامير تمثل خطراً داهماً علي صحة المواطنين لأنها تتسبب في انتشار أكسيد النيتروجين الذي يتصاعد منها فضلا عن حبيبات الكربون والمركبات العضوية المتطايرة لافتة إلي أن الخطورة تزداد بسبب التمسك بالوسائل القديمة في عملية إنتاج الفحم والتي تعتمد علي تفحيم الخشب بمعزل عن الهواء ودون التحكم في الانبعاثات الصادرة عنه مع استمرار عملية التفحيم لمدة 20 يوماً متواصلة. ويوضح خالد عطية موظف أن خط 12 الذي يبدأ من قرية برشوم ومتي القناطر الخيرية يوجد عليه العديد من مكامير الفحم والتي يتم العمل بها ليلا حتي لا يتعرض أصحابها للمحاضر التي تحرر ضدهم مؤكداً أن المكامير أصبحت تمثل شبحاً خطيراً يطارد الأهالي ويهدد حياتهم في ظل تجاهل المسئولين لحل المشكلة التي تتفاقم في فصل الصيف لارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة مما يزيد من الإصابة بالاختناق بسبب كثرة الأدخنة السامة. وطالب عطية بتخصيص أماكن لهذه المكامير بعيدا عن الكتلة السكانية مثلما حدث في المسابك بشبرا الخيمة، مشيرا إلي أن الحل ليس في ازالتها بل في نقلها للحفاظ علي العاملين فيها خاصة أنها مصدر دخل لعدد كبير من الشباب والمواطنين في القري والمدن المختلفة.. وكان تقرير مركز المعلومات بمحافظة القليوبية قد كشف بوجد 165 مكمورة فحم نباتي في قري ومدن المحافظة منها 124 في طوخ و27 في شبين القناطر و14 مكمورة في الخانكة والقناطر الخيرية وشبرا وكفر شكر. ويشير فوزي حسن موظف إلي أن قري أجهور والعمار وإمياي بطوخ بها نحو 100 مكمورة فحم، لافتا إلي أن هذه المكامير تعمل بطرق بدائية وينتج عنها تلوث الهواء بأكسيد الكربون مما أدي إلي إصابة معظم أطفال هذه القري بالربو والحساسية الصدرية. وأكد ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد أصحاب المكامير المخالفين وإنشاء مصنع لإنتاج الفحم بمواصفات عالية، بعيدا عن الكتلة السكانية لاتاحة فرص عمل لآلاف الشباب وإنتاج فحم خال من الشوائب يمكن استخدامه في الكثير من الأغراض دون أن يكون له تأثير سلبي علي صحة أبناء المحافظة. ويقول محمود السيد موظف إنه لابد من توفير عمل للشباب الذين كانوا يعملون في تقطيع الأخشاب ودفنها بالمكامير خاصة وأنهم ليس لهم أي عمل أو مصدر رزق سوي بيع الفحم وتصنيعه. من جانبه قرر المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية حظر تشغيل مكامير الفحم نهائيا لمدة ثلاثة أشهر ابتداء من سبتمبر الماضي للحد من آثار التلوث الناتجة عنها. وأكد المحافظ أن هناك مشروعا جديدا يهدف إلي تطوير مكامير الفحم بالتنسيق مع الوزارات المعنية وبعض الجهات المانحة لتحديث المكامير والحد من التلوث الناتج عنها.. وأشار المحافظ إلي أن هناك جهودا واسعة لمواجهة السحابة السوداء بأنواعها المختلفة بالمحافظة حيث إنه لم يسجل سوي 5 حالات فقط لحرق قش الأرز بمدينتي شبين القناطر والخانكة خلال الفترة الماضية، لافتا إلي أنه تم تشكيل لجنة من رؤساء الوحدات المحلية للمدن وجهاز شئون البيئة لمتابعة المكامير ومزارعي الأرز للحد من انتشار السحابة السوداء.