تتعرض قرى ومدن القليوبية لكارثة بيئية وصحية، بسبب وجود أكثر من 166 مكمورة فحم نباتى تهدد المواطنين بأمراض الربو وحساسية الصدر، وتصيبهم بالاختناق خاصة فى فصل الصيف، حيث تعمل ليلاً تحت جنح الظلام حتى تفلت من تحرير محاضر مخالفات ضدها، وذلك رغم صدور قرارات بإزالتها منذ عام 1993 لم تنفذ حتى الآن. ويقول جمال الديبة، عضو مجلس محلى قرية أجهور الكبرى، إن القرية بها أكثر من 100 مكمورة، وهى أكبر قرى مركز طوخ من حيث عدد السكان والتلوث البيئى الناتج عن هذه المكامير التى تنتشر داخل الكتلة السكنية، رغم صدور قرارات بإزالتها منذ عام 93 وإعطاء أصحابها أكثر من مهلة للتطوير أو الغلق. ويضيف طبيب الأطفال ياسر بدر، أن معظم أطفال أجهور مصابون بحساسية الصدر، بسبب التلوث الناتج عن هذه المكامير، وطالب بسرعة إيجاد أماكن بعيدة عن الكتل السكنية لنقل هذه المكامير إليها، مشيراً إلى أنها أصبحت مصدر دخل لعدد كبير من المواطنين، ومن الصعوبة غلقها. ويشير شحاتة أبو شعير عضو مجلس محلى إلى أن خط 12 من بنها حتى القناطر الخيرية يوجد عليه ما يزيد على 150 مكمورة فحم نباتى، حيث تعمل ليلاً حتى لا يتم تحرير محاضر لأصحابها، بينما تتكون السحب السوداء على طول الطريق فيصعب الرؤية ليلاً، كما تصيب هذه الأدخنة السامة الأهالى بالربو والحساسية الصدرية، لافتاً إلى أن المجلس المحلى لمركز طوخ ناقش هذه المشكلة مراراً، وأن جميع القرارات التى توصل إليها حبيسة الأدراج. وكان تقرير صادر عن مركز المعلومات بمحافظة القليوبية كشف عن وجود 166 مكمورة فحم نباتى فى قرى ومدن المحافظة، منها 124 فى طوخ و27 فى شبين القناطر و5 فى بنها و3 فى الخانكة و3 فى حى شرق شبرا الخيمة و2 فى كفر شكر، وتعمل هذه المكامير بطريقة بدائية ينتج عنها تلوث الهواء بأكسيد الكربون الضار على صحة الإنسان. ومن جانبه أشار الدكتور صلاح عبد العظيم رئيس المجلس الشعبى بطوخ، إلى ضرورة تفعيل قرارات وزارة البيئة حول تطوير هذه المكامير. موضحاً أن جميع مناقشات المجالس المحلية حول هذا الموضوع لن توقف نشاطها، وأن الحل يكمن فى تخصيص أراض لها فى صحراء الخانكة لنقلها إليها، مثلما حدث فى مسابك شبرا الخيمة. وقال إن هذه المكامير كانت بالفعل خارج الكتلة السكنية ولكن المبانى والعشوائيات زحفت إليها، ولابد من البحث عن حلول سريعة للحفاظ على صحة المواطنين.