* تسأل دعاد السيد من القاهرة ماذا يعمل الإيمان في نفس المؤمن عندما تحل به مصيبة وهل الايمان يغير من طبيعة الانسان؟ ** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر: الإيمان أفضل علاج للصدمات النفسية التي تقابل المرء علي طريق الحياة فالمؤمن يتقبل البلاء بالصبر والتسليم لأمر الله ويرضي بقضاء الله وقدره بل ويكون ثابتا كالجبل لانه يعلم ان الامور تجري بأمر الله تعالي مصداقا لقول الله تعالي "إنما امره إذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون" وقال صلي الله عليه وسلم "عجبا لأمر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك لاحد إلا المؤمن إن اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" رواه مسلم والمؤمن الراضي بقضاء الله وقدره يعطيه الله من الجزاء علي هذا الرضا الثواب العظيم قال الله تعالي "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبه -قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه وأولئك هم المهتدون" وعن ابي هريره رضي الله انه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من يرد الله به خيرا يصب منه وان اعظم الجزاء مع عظم البلاء ولا يزال البلاء ينزل بالعبد حتي يمشي وليس عليه خطيئة واحده "رواه البخاري وعن ابي سعيد الخدري وأبي هريره رضي الله عنهما ان النبي صلي الله عليه وسلم قال "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذي ولا غم حتي الشوكه يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه . فأصحاب البلاء والمصائب لهم من ربهم مغفرة ورحمه يجدون أثرها في القلوب عند نزول المصيبه وهذه الرحمه لا يحس بها الكافرون أما المؤمن الذي أنار الله قلبه بالايمان فانه يستسلم لقضاء الله وقدره فلا يستحوذ عليه الجزع بل يقابل المصيبه بالثبات ويقين الايمان فعند ذلك يفوز بخيري الدنيا والأخرة وبتزكيه النفس وتجملها بمكارم الاخلاق وصالح الاعمال روي الشيخان عن انس رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم مر بأمرأه تبكي علي صبي لها فقال صلي الله عليه وسلم لها اتقي الله واصبري فقالت اليك عني فأنك لا تدري مصيبتي ولم تعرفه فقيل لها انه النبي صلي الله عليه وسلم فأتت بابه فلم تجد عنده حاجبا فقالت لم اعرفك فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم "إنما الصبر عند الصدمه الاولي" وقال الامام علي كرم الله وجهه للاشعث بن قيس ولم يكن له الا ولد واحد وقد مات ان صبرت جري عليك القلم وانت مأجور وان جزعت جري عليك القلم وانت مأزور" وروي مسلم عن ام سلمه رضي الله عنها انها قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " ما من عبد تصيبه مصيبه فيقول انا لله وانا اليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها الا اجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها".