هانت دماء المصريين علي أنفسهم وسالت بغزارة علي ثوب الثورة البيضاء في بورسعيد والسويس.. وارتفعت وتيرة العنف والتخريب والتدمير والقتل في العديد من محافظات مصر المحروسة وتحولت بورسعيد فجأة الي ما يشبه الحرب الأهلية لتفشي ظاهرة الانفلات الامني واستغلال المندسين والبلطجية والخارجين علي القانون المظاهرات التي تدعو اليها جبهة الانقاذ المعارضة.. واصبحت المظاهرات عادة يومية للمصريين يمارسونها بصفة مستمرة علي كافة الاشكال والالوان من احتجاجات فئوية وقطع طرق واعتصامات واضطرابات ومظاهرات للمطالبة بتحقيق اهداف الثورة "عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة انسانية" بجانب مطالب قيادات جبهة الانقاذ والتي تحلم بالوصول لكراسي السلطة والحكم وتأخذ من مطالب المواطن البسيط الباحث عن الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية غطاء لها للضغط علي رئيس الجمهورية المنتخب لاول مرة في تاريخ مصر وعلي حكومته بهدف النيل منهما لتعويض فشلها امام صندوق الانتخابات وفي المقابل يدخل الوطن في النفق المظلم والاقتصاد ينهار وبات الشعب بأكمله كبيره وصغيره.. غنيه وفقيره علي حافة الهاوية اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا بعد ان توقفت عجلة الانتاج وارتفعت معدلات الفقر والبطالة وارتفعت الاسعار منذ قيام ثورة يناير المجيدة التي قهرنا فيها الظلم والفساد وضحينا فيها بفلذات اكبادنا من الشباب الابرياء من اقامة دولة مصر الحديثة مصر الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة والحرية والحياة الكريمة لشعبها العظيم الذي عاني من المرض والفقر والجهل والظلم والبطالة والقهر 30 عاما وحتي قام بثورته السلمية البيضاء التي ابهرت العالم وظن انه تخلص من النظام السابق الفاشل الذي اسقطه بدماء شبابه ولكن شيئا من احلامه المشروعة واهداف ثورته لم يتحقق بعد ان قادت الاحزاب والحركات والنخب السياسية البلاد لفوضي عارمة ومسلسل من الاضطرابات لاينتهي تحول لمرتع ومستنقع وارض خصبة لكارهي الثورة "الفلول" وللخارجين علي القانون للسعي لاسقاط هيبة الدولة بإشاعة كل مظاهر القتل والتدمير والتخريب في المجتمع ساعدهم علي ذلك اصرار الأحزاب والحركات والنخب السياسية وكل طامع في السلطة علي اثارة الفتن داخل صفوف الشعب المصري وجعله يعيش في حالة ثورة مستمرة الكل يستغل احلام المواطن البسيط في الحياة الكريمة لتحريضه ليكون ثائرا ليل نهار وغطاء لاطماعهم في القفز علي كعكة السلطة يدعمهم اعلام فضائي مضلل فاسد يحصد الملايين من وراء الاثارة واشاعة الفوضي والفتن وهناك اعداء الخارج ينفخون في النار لتزداد اشتعالا في المجتمع واضعافا للدولة بينما من اختارهم الشعب عبر الصناديق في اول خطوة ديمقراطية عبر انتخابات نزيهة اشاد بها العالم اعطوا لمعارضيهم الفرصة لاشاعة الفوضي والاضطرابات في البلاد وبين العباد لسببين الاول انهم عجزوا عن تقديم اي انجاز علي الارض يطمئن المواطن بأن مصر في طريقها لتحقيق احلامه المشروعة في الحياة الكريمة وبناء دولتها الحديثة.. والسبب الثاني عدم قدرتهم علي تفعيل القانون والدفاع عن هيبة الدولة ضد المخربين والبلطجية وجماعات الفوضي المستوردة من الخارج والمندسين علي الثوار الابرياء الشرفاء.. اقول هذا لان الممارسة السياسية الديمقراطية شيء وممارسة العنف والتخريب شيء يعاقب عليه القانون.. وأولي قواعد الديمقراطية ان يكون لدينا معارضة قوية لديها صوت مسموع ومؤثر في الشارع لتجبر السلطة الحاكمة علي بذل قصاري جهدها لخدمة الشعب واسعاده واثبات احقيتها في البقاء.. نحن نريد معارضة تحترم ارادة الشعب والصندوق وان يكون لديها البدائل من الافكار والحلول لمشاكل المجتمع والقدرة علي التواصل معه بما يؤهلها لاسقاط السلطة الحاكمة في الانتخابات.. واليوم مطلوب الحوار بين المعارضة ومؤسسة الرئاسة لانقاذ الوطن من الغرق.. ولنفتح صفحة جديدة جميعا نحتكم فيها لارادة الشعب في انتخابات مجلس الشعب القادمة بالضمانات الكاملة قبل ان تنهار الدولة وتقضي الفوضي علي الاخضر واليابس.