عام يجر عاماً في ثقل.. وبين ساعات الأيام المريرة لسان حال التاريخ يؤكد لنا أن الثورة لن تكتمل بجيل أنهكه الصمت.. بل إن قدر لتلك الثورة الحياة في جيل بدأ حياته بالرفض.. محطماً حاجز الصمت. هذه الأجيال التي تجمع قواها وتتكاتف مع القوي الثوريةوالاحزاب والحركات السياسية.. لتحاول مرة أخري تصحيح مسار الثورة بعد أن سرقت من تلك الاجيال الصامتة التي جاءت بنظام أخر لم يقدم لهم إلا اليأس والقهر.. أجنحة الإحباط التي خيمت علينا منذ بدأت تلك الطوائف في تقسيم جسد مصر لن تصل بنا لليأس المطلوب أن نصل إليه ليبقي الحال علي ما هو عليه. أي أننا لن نقبل الوضع الراهن بكل سلبياته وتناقضاته.. لقد اكتفي البعض بسقوط قشرة النظام الفاسد وحبس رأسه وترك جسد مريض ينخر السوس فيه والعطن. ما يحدث علي الساحة المصرية لابد أن يتغير وسريعا فعلي الرغم من مرور عام وراء عام ولم يتحقق من مطالب الثورة لا الحرية ولا العدالة الاجتماعية ولا الخبز إلا أننا مع هذا العام ويوم 25 يناير 2013 تتجدد الأحلام ولكن هذه المرة دون اخطاء.. دون أن نترك الحلم بين احضان الوهم. لابد أن يعود حق الشهيد الذي أعطي أول قبلة حياة لمصر قبل أن تلفظ أنفاسها بدقائق دافعاً عمره. عام ثالث يبدأ ولم نأت له بثأره.. لم يخفف دموع أمهاتهم وأبائهم.. كنا نحلم بأن نغني له سنة حلوة يا شهيد في الجنة.. ولكن كيف نلفظها ولم نثأر فمن وأد الفجر في عيونهم.. كيف نفعل ونحن نمارس حياتنا ونقبل أكاذيب حكومة فاشلة في إدارة الأزمة؟! فماذا لو يختارون أهل الثقة لا أهل الخبرة. شمعة ثالثة نوقدها فوق جثة أحلامنا بالحرية والعدالة والكرامة.. بدأ العام الجديد بمزيد من الضحايا والقتلي بيد الإهمال أو بيد الغدر.. ووسط كل هذا تخرج ألسنة كانت خرساء لتقول: ليبقي الحال علي ما هو عليه. في حالات أعياد الميلاد ومع إنطفاء الشموع يتمني صاحب الحفل أمنية.. فعلي الشعب أن يطلق عنان أمانيه يوم الجمعة القادمة.. أمل بحالة وئام بين المصريين وأمل آخر بتحقيق مطالب ثورة مازالت مستمرة وأمل ثالث بألا يموت الأمل في عيوننا ويئد حلم الشباب في مهدهم ويتحولوا لجيل آخر من أجيال الصمت والسلبية. علينا أن نغير هذا اللون الرمادي أن نخطو نحو تحقيق أول مطالب الثورة أن نقول لأنفسنا نقطة ومن أول السطر ونحمل معاً حلم مصر بالحياة فوق أعناقنا سنة حلوة يا ثورة.. لأنني علي يقين بأنها ستكون هكذا فقد عرف الشباب أين كان الخطأ وكيف تتحقق النتائج؟ ومن قلب الإحباط واليأس سيولد الأمل فسنة الله تقول بعد الليل الطويل.. فجر جميل.