إذا كان الإرهاب هو الخطر الذي تعانيه سيناء هذه الأيام. فلعل الحلول التي تطرح نفسها للقضاء علي مشكلة الإرهاب تحتاج إلي دراسات جادة. وإجراءات علمية وعملية. بحيث لا نضيف إلي خطر الإرهاب مشكلات أخري. جلست إلي ناشطين سياسيين من مثقفي سيناء. ينظرون إلي القضية في عمومها. وانها لا تنفصل عن الأخطار التي تهدد سلامة الوطن. بالإضافة إلي المشكلة الأمنية. وهي مسئولية مشتركة بين القوات المسلحة علي الحدود. وقوات الشرطة في الداخل.. فإن تعمير سيناء خطوة أولي. مهمة. ليس بإقامة المنتجعات السياحية والفنادق. وإنما بإنشاء مجتمعات متكاملة. تضيف إلي حركة الإنشاء والتطوير بامتداد شبه الجزيرة. لا معني للمناطق المتناثرة المنفصلة التي يصعب أن تشكل في مجموعها مجتمعاً متكاملاً. وحتي تنشأ تلك المجتمعات ذات الكثافة السكانية. فإنها لابد أن تتوازي مع التقدم في كافة المجالات الصناعية والزراعية والاقتصادية. لا يقتصر التعليم العالي علي جامعة واحدة. وتتضاعف المراحل الدراسية بما يغطي الاحتياجات التعليمية لمئات الألوف من أبناء سيناء المحرومين من فرص التعليم. وتجري المياه في ترعة الشيخ زايد ليتحقق الهدف من إنشائها. وتتدفق الاستثمارات الوطنية والعربية والأجنبية. وخطوات أخري كثيرة. إن انتقال أرفض كلمة هجرة أبناء الوادي إلي سيناء للإسهام في تعميرها. وليس غزوها كما يقول التعبير السخيف. يتطلب ازالة كل ما قد يثير الحساسيات في تقبل المجتمعات القائمة لمجاورة مجتمعات أخري جديدة. أشرت من قبل إلي ضرورة مبادرة الدولة في عمليات التعمير. إنشاء جامعة خاصة في سيناء سابقة ربما لا تتكرر كثيراً بواسطة رأس المال الخاص. فطبيعة رأس المال أنه ينزعج من كلمة الإرهاب. بل انه يتأثر لأي ارتباكات في المجتمع. حتي لو لم تكن ذات صلة بالإرهاب. والمثل نجده في توالي ارتفاع الدولار. والهزات العنيفة التي تواجهها البورصة. المبالغ التي رصدتها الحكومة لتعمير سيناء يجب أن تذهب إلي المشروعات التي خصصت لها. تلك هي خطوات البداية التي نأمل أن يتلوها تدفق استثمارات القطاع الخاص. أما تعميق الإحساس بالمواطنة بين أبناء سيناء. فالحق انهم أكدوا انتماءهم عبر الكثير من صور المقاومة الرافضة للوجود الاحتلال الصهيوني. وإن ظل للثقافة دورها المهم في تعميق فكرة المواطنة. بمعني اننا ننتمي إلي وطن واحد. بصرف النظر عن انتماءاتها الطائفية أو الاجتماعية أو العشائرية. لو اني المسئول عن هيئة قصور الثقافة. فسأطرح علي نفسي فكرة جعل الأنشطة الرئيسية للهيئة في سيناء. قوامها علماء ومفكرون ومبدعون. يسهمون في صياغة سيناءالجديدة. المتفاعلة مع التقدم الذي نطلبه لكل أقاليم بلادنا.