هناك أناس ماتت ضمائرهم وتحولوا إلي وحوش آدمية أعمتهم المادة وتغلغلت في قلوبهم شهوة جمع المال أيا كان مصدره. واصبح شغلهم الشاغل كيفية التربح والثراء ولو علي حساب أي شيء حتي وإن كان أرواح الأبرياء. ان ما دعاني لكتابة هذا الكلام أو تلك المقدمة هو الخبر الذي نشرته المساء في صفحة الحوادث عن قيام حملة تموينية علي المحلات ومخازن الأغذية بشبين الكوم أسفرت عن ضبط 25 ألف كرتونة لبن حليب فاسد بأحد المخازن كانت معدة لتوزيعها تغذية مدرسية علي الأطفال بمدارس محافظة المنوفية وتضم الكرتونة الواحدة 27 علبة حليب. وأفادت المعامل المركزية بوزارة الصحة بالقاهرة بعد تحليل عينة من المضبوطات أن اللبن غير صالح للاستهلاك الآدمي. ان هذه الجريمة ليست الأولي كما أنها لن تكون الأخيرة طالما وجدت هذه النوعية من البشر أو السفاحين الذين لم يرحموا حتي أطفال المدارس ولذلك فالمطلوب هو تكثيف مثل تلك الحملات التموينية واستمراريتها والضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه اقتراف مثل هذه الجرائم وتغليظ العقوبة لمرتكبيها واصدار قائمة سوداء بأسمائهم تنشر في الصحف وتعلن في التليفزيون والراديو ليكونوا عبرة لغيرهم.