في عام 1412ه "1992م" أصدر جلالة السلطان قابوس بن سعيد تعليماته السامية لانشاء أكبر جامع في سلطنة عمان. والهدف لا يقتصر علي توفير مكان للصلاة والتعبد فحسب بل ليكون مركزاً للتفاعل مع روح الإسلام ديناً وعلماً وحضارة ومع نتاج تاريخه الأدبي والثقافي. تم الشروع في بناء عمارة الجامع في عام 1415 هجرية "1995 ميلادية". واستغرقت العمارة ما يزيد علي ست سنوات من العمل المتواصل.. وقد تم اختيار موقعه في ولاية بوشر علي مقربة من الطريق الرابط من السيب إلي قلب العاصمة مسقط بحيث يسهل الوصول إليه من ضواحي المدينة الممتدة ومركزها.. وقام بتصميم الجامع الهندسي المعماري محمد صالح مكية بالاشتراك مع كواد ديزين "Quad Design) ومركزهم لندن ومسقط ولقد جمع التصميم بين أصالة العمارة الإسلامية ومقاييسها وبينها وبين الحداثة العالمية ومتطلبات البناء والتصميم العصرية والمستقبلية. ويحتل الجامع مسافة ألف متر علي طول شارع السلطان قابوس وبعمق 885 متراً من الشمال إلي الجنوب. وقد تم تطوير وبناء مساحة إجمالية "بما فيها الشوارع والتشجير" قدرها "000.416" متر مربع.. وشيد مجمع الجامع علي أرضية متسعة ومرتفعة عن سطح الموقع بمقدار 8.1 متر. وقد صمم المصلي الرئيسي ليضم أكثر من ستة آلاف وخمسمائة مصل بينما تبلغ سعة مصلي النساء سبعمائة وخمسين مصلية. ومع إمكانية احتواء الصحن الخارجي لثمانية آلاف مصل بالإضافة إلي الصحن الداخلي والأروقة. فإن السعة الإجمالية للمجمع تصل إلي إمكانية احتواء عشرين ألف مصل ومصلية. أما مكتبة الجامع فتتكون من ثلاثة طوابق وتضم عشرين ألف مجلد مرجعي في شتي العلوم والثقافة الإسلامية والإنسانية إلي جانب قاعة الاجتماعات والندوات التي تسع 300 شخص.. كما يضم الجامع خمس مآذن ترمز إلي أركان الإسلام الخمس. تشكل الأروقة الشمالية والجنوبية الفضاء الانتقالي الفاصل بين أماكن العبادة ومرافق المجمع الأخري ويمتد كل منها علي مسافة داخلية طولها "221" متراً. بتواصل وافق الرواق ومنسق عبر تقاطعه مع عقود المداخل الثلاثة التي ترتفع بفضائها كفاصل عمودي بعد فسحة أقواس متتالية.. تسقف فضاءات الأروقة سلسلة من القباب الهندسية القوام المستلهمة من قباب مسجد بلاد جعلان بني بو علي الفريدة معمارياً. الواقع في محافظة جنوبالشرقية من السلطنة. وشكلت قمة كل قبة بفتحة منورة مسطحة ومربعة لإدخال ضوء الشمس. وتبدو الأروقة بمثابة سور أمين حول عمارة الجامع. إلا أنها تختتم بالمآذن الأربع التي ترسم حدود الموقع بارتفاعها إلي "45" متراً والمؤدية بدورها إلي الحدائق والمدرجات من جهة الغرب والشرق. مما يضفي طابع الانفتاح المعماري لفضاء المجمع وارتباطه بالنسيج المدني المحيط به بصرياً. ومن إحدي مقومات التصميم الداخلي السجادة العجمية التي تفرش بلاط المصلي بقطعة واحدة وتبلغ أبعادها أكثر من 60 إلي 70 متراً لتغطي مساحة 4263 متراً مربعاً. والسجادة مؤلفة من 1700 مليون عقدة وتزن 21 طناً.. وقد استهلكت صناعتها أربع سنوات وتمت حياكتها في نيشابور من محافظة مشهد الواقعة شرق ولاية خراسان في إيران علي يد 600 امرأة محترفة تحت إشراف خبراء في تصميم ونسج السجاد. أما الأضاءة فقد تم تصميم 35 ثرية خصيصاً للمصلي الرئيسي مصنوعة من كريستال سواروفسكي ومعادن مطلية بالذهب. وتتدلي هذه حول قاعة المصلي من سقف الأروقة وعند جدار القبلة والمدخل الشرقي. وتتدلي الثريا المركزية من قمة طاسة القبة بقوام يبلغ طوله "14" متراً وقطر "8" أمتار. وهي تشمل "1122" مصباحاً وتزن بهيكل فولاذها الصامد "8" أطنان.