في ظروف الارتباك السياسي التي تمر بها مصر وتؤثر تأثيرا سلبيا علي نشاط قاعات معارض الفنون الجميلة. وفي ظل انحسار مبيعات المبدعين. تقدم قاعة بيكاسو مفاجأة لكسر هذا الوضع السلبي من خلال معرض لثلاثة من نجوم الحركة الفنية في القرن العشرين.. بإقامة معرض للفنانات: تحية حلين المولودة عام 1919 والتي رحلت عن عالمنا عام 2003 والفنانة انجي افلاطون التي ولدت عام 1924 وتوفيت عام 1989. إلي جانب نجمة الحركة الفنية الماصرة الرسامة المبدعة جاذبية سري "1925".. وهذا المعرض يضم مجموعة قاعة بيكاسو من أعمال الفنانات بالاضافة إلي جانب من لوحاتهن لدي أصحاب المجموعات الخاصة. اللوحات المعروضة للفنانة انجي افلاطون من أعمالها المتأخرة حيث تتجاوز لمسات الفرشاة الملونة تاركة فراغات بلون أرضية اللوحة. فتحقق بذلك ايقاعا شرقيا يذكرنا بألوان السجاجيد دون أن تتحول لوحاتها إلي الاتجاه الزخرفي. وقد ظلت حتي نهاية حياتها مناضلة تحت راية الإشتراكية ومناصرة للمرأة العاملة في الحقل وفي المصنع. وفي السجن أيضا حيث اعتقلت خلال حكومات العسكر.. وفي هذا المعرض نشاهد لوحاتها لجامعات البرتقال والنساء الريفيات في حقول النخيل ومع المراكب الشراعية. أما الفنانة تحية حليم فهي لا تخفي غرامها بالمرأة النوبية ومشاهد النوبة القديمة قبل أن تغرق تحت مياه بحيرة ناصر. فهي التي كانت تزخرف واجهات البيوت البيضاء بقطع القيشاني الملون. كما أنها صورت المرأة النوبية خلال هجرتها قبل ارتفاع المياه أمام السد العالي.. فلوحاتها مرسومة بالألوان الثلاثة المعبرة عن أرض مصر وهي لون مياه الفيضان البنية والأرض الزراعية الخضراء ثم الصحراء الصفراء المتربصة بسكان الوادي. أما الفنانة جاذبية سري فلوحاتها بالمعرض تنتمي إلي مرحلة البيوت ذات الشكل الإنساني والناس وقد تحولوا إلي مساكن متراصة. إنها المرحلة التي اطلقتنا عليها "أنسنة البيوت" وذلك من خلال مجموعاتها اللونية المتميزة خلال الربع الأخير من القرن الماضي عندما استخدمت عجائن لونية متراكمة لتحقيق نوع من الإيقاع الهندسي نتيجة لتجاور المستطيلات والمربعات مع الدقة الشديدة في المحافظة علي الوازن والتباين في الدرجات اللونية.