اتحاد الكتاب الأفروآسيوي الذي أسسه يوسف السباعي ليجمع شعوب أسيا وأفريقيا في وحدة ثقافية بدلاً من أن يكون الرابط الوحيد مع الثقافة الغربية.. هذا الاتحاد توقف عن النبض بعد وفاة آخر أمين عام له وهو الراحل لطفي الخولي.. كانت قد أعلنت منظمة تضامن شعوب آسيا وأفريقيا برئاسة د.حلمي الحديدي عن عودته لممارسة نشاطه وأن يكون المقر الرسمي له بالقاهرة خاصة بعد أن طلب العضوية به خمسة وثلاثون دولة أفريقية وأسيوية كما ذكر الحديدي. وفجأة تقرر عقد مؤتمر للاتحاد. لم يعرف به الكثيرون إلا قبل ساعات من افتتاحه! المؤتمر بدأ في سرية تامة فرضها رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي رغم تصريح د.حلمي الحديدي لوسائل الإعلان بأن المؤتمر استغرق الإعداد له تسعة أشهر ليصبح مؤتمرًا مؤسسيا ولكن يبدو أن لاتحاد كتاب مصر رؤية أخري.. فلم يعلم مجلس إدارة اتحاد الكتاب بموعد المؤتمر إلا صبيحة الافتتاح من علي موقع "الفيس بوك". ولأن اتحاد الكتاب هو المقر الذي ستتم فيه الفاعليات فقد اتسعت الدهشة وعلامات الاستفهام من هذا الموقف غير المبرر من رئيس الاتحاد.. فمن المعروف من خلال الخير أن الافتتاح كان بدار الأوبرا ولكن فاعليات المؤتمر في اليومين التاليين كانت في مقر الاتحاد بالقلعة وهذا يستوجب تحضير أيام لفتح المقر فكيف لم ينبه رئيس الاتحاد لدعوة الكتاب والمثقفين لحضور الجلسات المعلنة. والتي تبعد عن وضع اللائحة التنظيمية أو انتخاب الأمين العام المتفق عليه مسبقا وهو رئيس اتحاد كتاب مصر؟! هذا التصرف أثار غضب أعضاء المجلس.. فهذا الحدث والذي تم في عقر دارهم وغيابهم أثار الدهشة ونرصد هنا بعض ما جاء علي ألسنة الكتاب. * د. حامد أبو أحمد: لم يعد هناك اتحاد كتاب فعلي الرغم أن نشاطه كان واضحا في الفترة التي سبقت الثورة.. لم يعد سلماوي الذي نعرفه أصبح يفعل كل شيء في الخفاء ومواقفه أصبحت ضد أفكار الأدباء وضد قناعاتهم.. وعلي الرغم من أنني لست عضوا بالمجلس الآن ولا أدري كيف يدار مجلس الإدارة هذا ولكننا نحكم علي النتائج التي نراها في الواقع. إلي متي يظل الاتحاد هكذا؟! حتي موقفه الأخير وانحيازه لجبهة الإنقاذ.. هذا فضيحة وكان علي الأعضاء أن يوافقوه علي هذا وهو يتصرف في الاتحاد كملكية خاصة.. ورغم صداقتي له إلا أنه يتعامل باستبداد في اتحاد الكتاب فإلي متي؟! إنني حزين لما يحدث ويبدو أنه لا يوجد من يقف أمامه في هذه التصرفات ولابد من محاسبة أعضاء المجلس الآن وبالنسبة لهذا المؤتمر الأخير الأفرو آسيوي أشعر كأننا في عصر مبارك كله تم في سرية.. لا شفافية تدار بها الأمور بل الاتحاد يدار بطريقة استبدادية!! * د.أحمد مرسي: فوجئت أن وزير الثقافة سيفتتح مؤتمر اتحاد كتاب أسيا وأفريقيا وعرفت أن سلماوي مرشح لمنصب الأمين العام وأنه كان يعلم ولكنه لم يخبر مجلس الإدارة بذلك. وهذا حدث كان يجب أن يشارك فيه الأدباء والمثقفون لأهميته فهذا الاتحاد كان يرأسه يوسف السباعي وكان آخر أمين عام له لطفي الخولي ثم استولي عليه أحد الأشخاص وأصبح كيانا شكلياً والآن ونحن نفكر في علاقتنا بأفريقيا لا بأس من إعادته ولكن بالشكل اللائق فهو قناة مهمة لخدمة مصالحنا الوطنية لو تم تفعيله بالشكل الجيد. وليس مهما من يكون الرئيس لأنه غير دائم وعلينا أن نعمل علي تقوية تلك العلاقات. أما الشكل الذي تم به هذا المؤتمر فعلينا مناقشة الأمر لنعرف من المسئول عن تهميش الأدباء. * أحمد عنتر: أشجب هذا الموقف من رئيس الاتحاد الذي تعود علي هذا لسنوات طويلة. وسياسته لم تتغير. والثورة لم تؤثر فيه.. وهذا غريب من اتحاد الكتاب ومن هيئة مكتبه في ظل تغيب المجلس والجمعية العمومية هذا المؤتمر كان مهما أن يشارك فيه الأدباء لأهميته خاصة أنه يقام لأول مرة بعد أن بدأ الحديث عن عودته من ليبيا ولكن من المستغرب ألا يخطر مجلس الإدارة وألا تصل دعوات للجمعية العمومية حتي وإن كانت الدعوة تمت برسائل المحمول كما هو متبع في الفترة الأخيرة من مناسبات الاتحاد والتي تتم في وقت ضيق كالعادة. لقد طلبت في الاجتماع الذي تم لرفض مسودة الدستور ألا يتم الأمر بهذا الشكل وأن تدعي الجمعية العمومية لاجتماع طاريء ككل النقابات التي فعلت هذا لكن الأمر لم يقابل باهتمام وقيل إن الوقت ضيق ولو تم الأمر بدعوة لجمعية طارئة لما كان هناك هذا الانشقاق في صفوف الجمعية الآن سياسة المجلس وهيئة المكتب تحتاج لمراجعة لأن الأمر لا يحتمل كثرة المشاكل. * د. عزة هيكل: نحن في مهزلة وحالة من الفوضي غير العادية. وإذا كانت هذه الفوضي في أغلب مؤسسات الدولة إلا أنها حين تصل إلي النخبة فهذه مأساة.. فعندما يستهين رئيس اتحاد الكتاب بكتاب مصر وأدبائها ولا يعلن عن هذا المؤتمر إلا قبلها بساعات ليقصي الجميع ليكون وحده علي الساحة وفي الصورة فهذه مأساة.. فمصر تفقد ريادتها علي المستوي الثقافي في العالم الأسيوي والأفريقي. وما حدث شهادة إدانة ضد سلماوي الذي يدعي أنه يرأس جبهة حرية الإبداع ولايمارسها مع الكتاب وإنما مع حوارييه فقط من المثقفين. لم استغرب ولن يدهشني أن أسمع الآن فقط عن وجود هذا المؤتمر بل إنه أمر متوقع منه الآن بعد مواقفه في الماضي والمستقبل أيضا.. فجميع مواقفه معروفة والإنسان موقف. مؤسسات الدولة في حاجة إلي ثوراتها الداخلية لتطهيرها ولتنهض وسوف يحدث هذا في ظل منظومة التغيير التي يسعي إليها الشعب والمثقف. * د. محمد سالمان: مازال الوطن العربي كله وخاصة اتحادات الكتاب والمثقفين تحكمه المنفعة الخاصة.. فكل مؤسسة أو هيئة ثقافية لها رئيس لديه معاييره الخاصة وترتيباته التي تخدم مصالحه أما أن تكون دعوات الكتاب في وقت ضيق حتي لا يستطيع الكاتب تكوين رأي أو بلورة فكرة في قضية معينة فهذا يتعارض تمامًا والديمقراطية والحرية التي ينادون بها ولا يطبقونها.