من تحزب خان.. هكذا كان يري العقيد الليبي معمر الفذافي رحمه الله في الكتاب الأخضر وكان يري أن الإنسان يكون ولاؤه وانتماؤه للحزب مضحيا بمقدرات الوطن والانتماء الحق له وهو ما يحدث الآن في ربوع المحروسة.. فلم يعد الولاء لمصر ولم يعد أحداً يحب مصر ولا يشغله هم مصر بقدر الاهتمام بإيديولوجية الحزب الذي ينتمي إليه وبين هذا وذاك ضاع الوطن وتبددت الأمنيات وأصبح الكل في شقاق ولا بادرة أمل بأن هناك إصلاحاً سيأتي..!! أعرف أن حب الوطن أي وطن هو من مكونات أي شخصية.. فكل مخلوق له وطن يعشقه ويموت في سبيل إعلاء شأنه وحين يغيب عنه يحس بالرغبة في العودة إليه مهما كانت الصعاب والمشكلات التي يعانيها في هذا الوطن.. حتي الحيوان يحن لوطنه ولو استبدلت وطنه الأصلي بآخر خير منه مستوي يظل حنينه لوطنه الأصل.. أما نحن في هذا الوطن المكلوم أصبح كل شيء - مصلحتي - ومصلحتي فقط ولا عزاء للوطن.. كل شيء تبدل والأمور تسير من سييء إلي أسوأ بعد أن ساد التخوين وأصبح الكل ضد الكل ولم يبق أحد لمصر..!! حرام ما يحدث لهذا الوطن الذي كان يوما يحمل مشعل الحرية والتنوير ليصبح اليوم كسوق عكاظ الكل يتحدث ويحلل ولا أحد يسمع والوطن يضيع والمستقبل مظلم واتمني ألا يكون كذلك.. وادعو وأتوسل لهؤلاء الذين يدعون العلم وينصبون من أنفسهم قادة أن يتقوا الله في مصر وأبناء مصر فلم نعد نحتمل كذباً أو نفاقاً أو رياءً اتقوا الله في مصر ودعوا النعرات الحزبية والعقائدية جانبا حبا في هذا الوطن المعتل.. ودعونا من خلافاتكم التي ستجلب علينا نار الشقاق وويلات الفرقة وربما تقسيم البلاد.. فأنتم يا هؤلاء تقدمون لأعداء مصر عطايا ما كانوا يحلمون بها أنكم تعملون لصالح من لا يريدون لمصر أن تقوم وتحققون أغراضهم وأهدافهم دون قصد أو بقصد واعلموا أن الخاسر الوحيد في هذا الوطن هو مصر وأبناء مصر.. وأبناء مصر الذين اقصدهم ليسوا المنتمين للأحزاب ولكنهم السواد الأعظم من أبناء بلدي المنتمين لمصر دون إيديولوجيات جوفاء لا تورث سوي الشقاق.. أفيقوا وارحموا هذا البلد قبل أن يأتي يوم لا ولن يفيد فيه الندم. إن الشقاق جيفة نتنة فاحذروا الفرقة. همسة إن القذي يؤذي العيون قليله ولربما جرح البعوض الفيلا