منذ زمن ونحن نعلم أن هناك جماعة تسمى جماعة الإخوان المسلمين هذه الجماعة التي كانت تسمى في عهد النظام الفاسد بالجماعة المحظورة ولكن بعد نجاح الثورة ظهر أناساً آخرين كانوا موجودين من قبل ولكن كان النظام يبعدهم عن الحياة السياسية وهم السلفيين الذين كانوا من قبل يقوم النظام باعتقالهم وبالقمع على أفكارهم وهذه الجماعات ليست فقط في مصر ولكن هذه الجماعات ظهرت منذ زمن في البلدان العربية مثل ظهور الخوارج والشيعة والجهمية وغيرهم من الجماعات التي لها وجهة نظر تختلف عن الأخرى وعلى الرغم ان دينهم واحد وجمعيهم يعملوا من وجهة نظرهم لصالح هذا الدين. على الرغم ان ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي.. " فقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : يستفاد من هذا الحديث أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة ؛ لا تنتمِ إلى حزب . ولكن ما يحدث منذ زمن وخاصةٍ بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ظهور هذه الأحزاب والجماعات شيئاً بعيدا عن ديننا فلم نسمع من قبل صحابياً كان منتمياً إلى جماعة دينية ولكن لا أعلم هل لابد لكوني مسلمة ان أكون منتمية إلى حزب أو جماعة دينية ؟ ولكن إذا كنت منتمية فأنا منتمية إلى الدين الإسلامى وهذا يكفى . ولكن ما حدث موخراً من الأحداث في مصر مثل حادثة هدم الأضرحة وكذلك المظاهرات من أجل الإفراج عن كاملييا ووفاء قسطنطين وكذلك ما يحدث من أنتهاكات لمسجد النور في كل جمعة من أجل الوقوف على المنبر وغيرها من الطلبات وكان العنصر المشترك في هذه الأحداث هم السلفيين وسواء أختلافي معهم أو اتفاقي ولكن في البداية لابد من التفرقة بين الأنتماء إلى حزب السلفيين وبين إتباع مذهب السلف الصالح وقد حدث بعض التشويش عند الكثير من المسلمين فإنهم ظنوا أن السلفيين هم السلف الصالح ولكن هناك فرق بين إطلاق أحد على نفسه أنه سلفي وينتمي إلى حزب أو جماعة السلفيين وبين أنساناً مسلم يتبع السلف الصالح لأننا في ذلك كلنا سلفيين لأننا نأخذ بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى فهذا هم السلف الصالح ونحن كمسلمين نتبع كتاب الله وسنة الرسول وسنة الخلفاء الراشدين، أى المطلوب إتباع السلف لا التحزب ولكن ما يحدث في زماننا هذا وليس فقط في مصر بل في معظم البلدان العربية لا أستطيع أن أكون متفقة مع هذا ولكن ظهور جماعات حزبية سياسية فهذا حق مشروع ولكن ليس للمسلمين فقط ولكن أيضاً للمسيحيين ولكن ظهور العديد من الجماعات أو الأحزاب تحت غطاء ديني وأسلوب التكفير فهذا ضده جميع الأديان والغريب إننا أصبحنا نسمع أيضا مؤخراً عن أحزاب تحت غطاء الدين المسيحي . وكذلك أن هذه الأنقسامات تعمل على تشتيتنا ولا تجمعنا فأن الذي يجمعنا هو كتاب الله وسنة رسوله ولكن المشكلة إننا أصبحنا نرى أسلوب غريب هو كل شخص يحسب أنه يعرف أو يعلم أكثر من الآخر ويرى أنه أكثر علماً على الرغم أنه لا يوجد شخص يعلم كل شيء فكل واحد يعلم أن هناك أعلم منه وأن العليم هو الله وذلك ما جاء عن أبن عباس حدثنا ابْى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه سلام قام خطيباً في بني إسرائيل ،فسأل أى الناس أعلم ؟ فقال : أنا فعتب الله عليه إذا لم يَرٌد العلم إلى الله فقال له سبحانه وتعالى أن لي عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك وهو سيدنا الخضر عليه السلام فأن ما يحدث من تغيرات في عالمنا العربي يجعلنا نبتعد عن كل هذه الأنقسامات ونكون بالفعل يداً واحدة سواء مسلم أو مسيحى ولكن بالفعل وليس بالكلام من أجل النهوض ببلادنا .