ما هذه الفرقة؟ ما هذا التمزق؟ ما هذا التحزب؟ أهكذا هانت مصر وشقيت الانفس بصلفها ورأيها؟ امسيت أقرأ صحف الغد واتابع اخبار الفضائيات فأشقي بما وصلنا اليه؟ اذهب الي التحرير فأسعد بالشباب واشقي بالحناجر التي لبست ثوب الشقاق والنفاق! ومنصات هنا ومنصات هناك والناس يتنقلون محاولين الفهم والاستيعاب وكل فريق كأنه يسعي لنفسه ولا يسعي لمصر! ناهيك عن شقائي اليومي بهؤلاء الذين عفرت جباههم تراب الوطن خاضعين خانعين في ثلاثين عاما فهبوا يطلبون اليوم ما سلب منهم طوال الاعوام الماضية.. وكأنما سرقهم لص وحينما افاقوا قتلوا حارسهم!! اكثر الاماكن حيوية يضرب العاملون فيها!! النقل العام شريان الملايين.. وكأنهم يضربون الوطن في مقتل! وكأنهم ادوات النظام السابق.. بلا فكر وبلا خطة حتي لمصالحهم.. كيف يتحقق ما تطلبون ولم يتحقق لكم من قبل؟ كيف يتحقق في يوم ما لم يتحقق في سنوات؟ ان الذين يقودون هذه الاضرابات لاشك من المنتفعين بالعهد الماضي ولكن الجموع لا تفطن لذلك وإنما تصبح روح الفريق تسري بينهم فيُضرِبون وهم يُضْربون! اما عن الفرقة السياسية وسرقة الثورة من الشباب عيانا بيانا فحدث ولا حرج خرجت احزاب وخرجت انظمة وتواري خلفهم ائتلافات شباب الثورة لانهم ليسوا محترفي سياسة وهذه الاحزاب وهذه الجماعات التي تتباري في حوارات الفضائيات وتنظر وتبرمج وينتقل المتكلمون الجدد والقدامي بين الفضائيات وهات يا جدال والكل ينتقي اللفظ ويحاول السيطرة وولدنا يسري فوده بحنكته في ادارة الحوار وابتسامته الهادئة المتكلمة يحاول الخروج من مأزق حب السيطرة علي المتكلمين.. وابنتنا مني الشاذلي يقطع ابتسامتها احد المتكلمين حتي توصل لنا ما تريد لا ما يريد.. فالكل لا يريدون إلا انفسهم!! زهو بالظهور في الفضائيات ومصر اصبحت تحكم من الفضائيات. ولافتات لا يصح ولا يليق بمكانة مصر ولا بثورة مصر ان تتصدر المشهد الذي مازال عظيما ومؤثرا لا للمشير؟ كيف لا للمشير؟ من الذي اطلق هذه اللا؟ ولمن نعم أيضا والجيش من مهماته المدونة والمطلقة حماية الدولة في الداخل والخارج؟ ممكن ان نختلف والخلاف وارد ولكن ليس لنا ان نهد الصرح علي من فيه وهؤلاء المتفرقون الذين ينظر كل منهم ماذا سوف يجني.. هذه الزعامات التي لا تحسن إلا الكلام.. هؤلاء المتفرقون الذين لم يفكروا كيف يوقفون اضراب المعلمين هؤلاء الذين لم يفكروا في الوطن.. هؤلاء الذين كان البعض منهم من الانانية فقضي علي الباحثين ببيع العلم الذي هو رحمة حينما ينتفع به!! هؤلاء الذين اصابهم الثراء بالدروس الخصوصية وهم قلة ولكنهم لوثوا الكثرة.. كيف لهم ان يتركوا الاطفال في الشوارع ليعلنوا مطالبهم الفجة!! حتي لو كانت ضرورة! والمسئولون عن شريان الحياة للوصول الي العمل كيف هان عليهم توقف الدولة؟ هذه الاحزاب وهذه الجماعات التي انقضت علي ثورة الشباب الخضراء ليلقفوها ويخطفوها لماذا لم يجتمعوا ولم يفكروا في مواجهة المضربين والاجتماع بهم لحل مشاكلهم أو حتي امتصاص غضبهم! فقط يتراشقون بإصعاف الاخر.. ويحسن المشير صنعا حيث يفتتح مصنعا هنا وهناك.. احسن الرجل صنعا لعدم الالتفات لهذه الترهات. اصبحت الشهادة في المحكمة شماعة يعلقون عليها غضبهم المصنوع وأعلن ان شهادته لله ثم للوطن. كنت أول الغاضبين ومازلت لسرية الشهادة وصال وجال المعلقون والمنظرون في الأسباب ولكن لم اتوقف ولن اتوقف عند اي منعطف يلمح في طريق الوطن.. هؤلاء المتفرقون الجدد حتي المسلمون تفرقوا تماما كما يعيد التاريخ نفسه حين عهد علي ومعاوية ولكن للاسف لاعلي هنا ولا معاوية ايضا ولكنهم تفرقوا حلما بالفوز بالكعكة السياسية اصبح الجميع يفكر في الكراسي.. سواء الكرسي الصغير في المجلس أو الكرسي الكبير علي رأس الدولة الذي يحدث الان هو تفتيت لمصر وهوان لشعب مصر وكل هذا يصب في مصلحة العهد الفاسد ولعل مبارك الان في حاله ندم علي التنحي! ولعلهم يفكرون كيف العودة بلا مبارك ولكن بمليون مبارك فقد كانوا متواجدين فعلا!! ويجتمع ممثلو 31 حزبا بالفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة ويمتنع هؤلاء ويقبل هؤلاء والفرقة تحكم الجميع.. ولا يبرز صاحب قرار لان الكل يريد السيطرة فتقطعت الشبكة وأطل الفشل. ولكن لا تضيع مصر والذي سوف يضيع هؤلاء المتفرقون والزعماء الجدد والذين يملكون شخصيات لها فكر يستطيع ان يعمل ولكن الفرقة تضعف وانظر في الساحة لا اجد احدا يستطيع ان يمسك زمام الامور لان الانا عالية جدا ولهم في البحث عن الانا شقاق من داخل كل حزب وكل جماعة فالجميع يبحث من أجل تثبيت غريزة حب الظهور وليس حب الوطن. يختلفون قبل الاجتماع ويختلفون اثناء الاجتماع ثم يختلفون بعد الاجتماع!! هذه الخلافات ليست إلا رغبة في سيطرة فريق علي الاخر. ويعيش المشير حياة جديدة مختلفة يعيش الفرقاء ويعيش الذين لا يعلمون فيقولون لا للمشير.. واتساءل لا للمشير.. نعم لمن؟ ان الجموع تري ساستها ورءوس احزابها متفرقين.. فيتفرقوا هم ايضا. لقد رأيت المشير وتبادلت معه عبارات قليلة في احتفالات اكتوبر الضخمة المعبرة التي كان يديرها بمسئولية جيش وروح مؤمن بدور الفن كان يقوم عليها رئيس الشئون المعنوية السابق الدكتور سمير فرج كانت الاحتفالات تظهر لنا فرحة الجندي الصغير بالعبور ودوره في العبور وليس تمجيد الضربة الجوية فقط وانما المجد للنصر وجنوده جميعا. عرفني بالمشير اللواء احمد عبدالحميد محافظ شمال سيناء السابق لمست من المشير التعقل والحكمة في كلمات مفيدة فليس لديه غريزة حب الظهور ولكن الان يصطدم بها في كل من حوله.. كان الله في العون. واضح ان الرجل سوف يؤدي دوره ويسلم المفتاح لحكومة قادرة ولرئيس متميز قدير ولكن كيف يترك الربان المركب الان هل يتركها لهؤلاء الفرقاء ولمن يقولون ان المسيحي كافر ولا يصافحون المرأة ولا يعلمون شيئا عن السلف الصالح الذي كرم المرأة ولا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي كان يعمل لدي امرأة خطبته لنفسها.. هؤلاء السلفيون الذين وضعوا دستورا لهم ويحلمون بحكم مصر العظيمة وسطية الاسلام.. اتقوا الله في هذا الرجل وهدي الله الفرقاء ولعلهم يرحمون مصر ويفيقون من صلفهم. الافاقة أصبحت ضرورة. قبل الطبع أبوالليل ورحيل العدل طلبتني الصديقة رضا عبدالمتعال هنتغدي سوا يوم الجمعة 9 سبتمبر سألتهاك المستشار محمود أبوالليل جاي. قالت: ها أطلبه، وذهبت وكان هناك زينة المجالس وسعدنا جميعا بوجوده معنا. كان في صحة جيدة، لم يقل لنا إنه أعد لجراحة في القلب كعادته: رأسمالي في الآلام واشتراكي في الهناء، فوجئت بخبر الرحيل، رحيل العدل فقد كان شديد الاصرار علي تنفيذ العدل في عصر كان فيه الظلم هو اللحن المميز.. ترك منصب الوزير وهو كاره لضغوط يرفضها عدله، كانت زيارته للمستشار البسطويسي جزءا من عدله مع نفسه، رحل تاركا الساحة لكثرة لا تعدل، جعل الله من عدله نورا لقبره وسكينة في آخرته.