نجحت بعض القوي والأطراف الخارجية في إيقاع مصر في دائرة الفوضي واستدراج القوي الثورية إلي الصدام.. وتحولت الثورة إلي فوضي.. المتضرر فيها هو الشعب الذي أصبح يخشي علي نفسه وماله. تشير الصورة التي نراها الآن إلي ان حقيقة الصراع الدائر حالياً هو صراع علي الكرسي.. كل يبحث عن مصلحته الشخصية أو الخاصة ويبحث عما يمكن اغتنامه في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد دون النظر إلي مصلحة الوطن التي غابت عن الجميع.. أوضحي بها الجميع من أجل مصلحته. المشهد حول الاتحادية يثير الحزن والأسي في قلوب ونفوس المخلصين من أبناء هذا البلد.. ويدخل الفرحة في نفوس الأعداء وعملائهم من أصحاب الأجندات الذين يؤججون نار الفتنة بأموالهم أحياناً باستغلال حماسة الشباب وإثارتهم لدفعهم إلي الصدام. مصر تمر الآن بمرحلة عصيبة تتطلب تدخل الحكماء وتعقل الرموز التي تتصدر المشهد السياسي .. لأن الوضع أصبح خطيراً جداً.. وحل هذا الوضع يكمن في يد الرئيس شخصياً باعتباره السلطة الشرعية التي يحترمها الجميع.. وعليه ان يتخذ موقفاً شجاعاً لاحتواء هذا الوضع.. وإجراء حوار عاجل وسريع مع جميع الأطراف لحل هذه الأزمة والخروج من ورطة الإعلان الدستوري والاستفتاء علي الدستور علي ان يتناسي انتماءه الحزبي.. ويتعامل مع هذه الأزمة باعتباره رئيساً لكل المصريين الذين يتناحرون الآن أمام قصر الرئاسة.. علي أن يضع كل الأطراف ومصلحة مصر أولاً.