أنها اشياء قد تبدو متفرقة ولكنها حين تتجمع تعطي انطباعا بأننا لم نعد شعبا بل اصبحنا ضحايا لسياسيين هواة واسري لأصحاب اطماع محترفين. المشهد كله في مصر يحاكي مسرح عرائس »المارونت« ونحن جميعا معلقون بخيوط واللاعبون من خلف ستار يعبثون بمقدرات ومستقبل هذه الامة الملل أصبح سيد الموقف فما ان تبدأ الاحداث الدرامية للمسرحية التي نعيشها في التصاعد حتي نجد انفسنا لم نبرح مشهد البداية!! الاحزاب والقوي السياسية بعد ان حبست انفاسنا شهورا طويلة توافقت في ساعات معدودة علي شكل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور لينتهي فصل بارد وسخيف امتلأ بالمط والتطويل الذي لا لزوم له. علي حافة القلق تشاهد الجماهير العريضة فصلا اخر اكثر مللا وسخافة بعنوان الانتخابات الرئاسية هل ستجري جولة الاعادة أم يخرج الفريق شفيق بالعزل؟ هل سيحل البرلمان وبالتالي يخرج د. مرسي من السباق الرئاسي باعتباره مرشح حزب الاغلبية؟! في الاستراحة والفواصل لا مانع من ان يري الجمهور مشاهد عبثية اقرب للكوميديا السوداء مثل المرشحين الساقطين الذي يريدون كرسي الحكم عن طريق المجلس الرئاسي والمثير ان هذا العبث يتم بموافقة ثوار - أو هكذا يدعون - انتقضوا وثاروا منذ شهور قليلة من أجل الديمقراطية. مشهد آخر اكثر اثارة وحزنا لرئيس مخابرات دويلة عربية يدخل مصر يعقد لقاءات ويجري اتصالات ويغدق بالاموال دون استئذان!! يقيني ان الازمة التي تمر بها مصر الآن سببها ان مؤلفي ومخرجي هذه المسرحيات الهزلية من الاخوان والقوي السياسية والمجلس العسكري تطاردهم ظلال ماضيهم في حاضرهم وانهم جميعا يتحدثون عن مصلحة مصر وشعيها في الوقت الذي يسعون فيه وراء مصالحهم الخاصة، لكنهم جميعا تناسوا ان الملل افترس الجميع من ادائهم الهابط وان الجماهير اوشكت علي ان تهدم المسرح فوق رؤوس الجميع.