شيعت أمس جنازة المفكر القبطي ميلاد حنا الذي توفي الثلاثاء الماضي عن عمر ناهز 88 عاما. تم تشييع الجنازة من داخل الكنيسة البطرسية بالعباسية ورأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قداس الجنازة التي شارك فيها عدد من الأساقفة ورجال الدين المسيحي بالاضافة إلي عدد من الشخصيات العامة وأصدقاء المفكر الراحل منهم منير فخري عبدالنور وزير السياحة السابق والدكتور علي السمان والمهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق وأحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم الأسبق وكمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط اضافة إلي وفد من السودان. وقال البابا تواضروس في كلمته خلال القداس "يعز علينا أن نودع الدكتور ميلاد حنا ففي لحظات الموت يكون الإنسان صادقا مع نفسه وأمام الموت يقف الإنسان في وقار وجلال". اضاف البابا "وعندما يذهب الانسان إلي السماء سيقف أمام الله الديان العادل لكي يقدم حساب وكالته التي أعطاها الله له". من ناحية أخري وصفت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" الكاتب والمفكر المصري الراحل ميلاد حنا بأنه "رمز للحوار بين الثقافات". وأعربت إيرينا بوكوفا - في بيان لها أمس - عن أسفها لنبأ وفاة المفكر المصري. وقالت المسئولة الأممية ان ميلاد حنا كان "الضمير الانساني في مصر متعددة الثقافات والمتوحدة في التنوع وكافة مكوناته". مشيرة إلي أن المفكر الراحل قد وضع ثقافته الهائلة في خدمة الحوار بين المسلمين والأقباط في مصر وكشف عن شدة العلاقة بينهما خلال أكثر من 13 قرنا من التاريخ. وأوضحت ان رسالة ميلاد حنا تندرج في قلب ولاية اليونسكو للتفاهم المتبادل ولاتزال عميقة في وقتنا الحاضر للعيش معا ولنزع فتيل التوترات التي يمكن أن تنفجر في عالمنا التنوع هذا. وأكدت بوكوفا ان ميلاد حنا كان شخصية محترمة علي نطاق واسع داخل المجتمعات الفكرية المصرية والعربية وكرس حياته لدراسة الأقلية القبطية في مصر. مذكرة أن ميلاد حنا حاز علي جائزة اليونسكو - سيمون بوليفار في عام .1998 وأشارت إلي أن اليونسكو ترحب بذكري هذا الانسان الكبير وتعرب عن تضامنها إلي جانب عائلته والمقربين منه في هذا المصاب الأليم.