شهد ميدان التحرير الليلة الماضية حالة من الهدوء النسبي بين أروقته وفي خيام المتظاهرين والمعتصمين بصينية الميدان بعد مليونية "للثورة شعب يحميها" التي شهدتها آلاف المواطنين للتأكيد علي رفضهم الاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس مرسي الأسبوع الماضي ولاتزال تداعياته تسيطر علي المشهد السياسي حالياً. لم يشهد الميدان أية أحداث ساخنة وساده الهدوء إلا في حالات قليلة متقطعة تضمنت القاء قنابل الغاز من قبل قوات الأمن بالقرب من ميدان سيمون بوليفار عند هجوم المتظاهرين عليهم. وفي نفس الوقت واصل مئات المعتصمين اعتصامهم داخل خيامهم بالميدان رافضين اي محاولات لاقناعهم بفض الاعتصام قبل إلغاء الإعلان الدستوري وحل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور واعادة تشكيلها من جديد لوضع دستور يعبر عن كل المصريين بمشاركة جميع القوي السياسية والمدنية. مؤكدين استعدادهم للمشاركة في مليونية "حلم الشهيد" التي دعت إليها بعض القوي السياسية غداً. رفض متظاهرو ومعتصمو الميدان المليونية التي دعت إليها جماعة الاخوان المسلمين والجماعة السلفية وحزب النور بميدان التحرير السبت القادم لتأييد الرئيس مرسي في الإعلان الدستوري حقنا للدماء.. وتساءلوا: كيف يجتمع المؤيدون والمعارضون في مكان واحد ولا تحدث احتكاكات بين الجانبين ؟! مشيرين إلي أن جماعة الاخوان المسلمين تواصل استفزازها للمتظاهرين والمعتصمين وتسكب الزيت علي النار رغم إعلانهم عدم حدوث احتكاكات أو مشادات مع المعتصمين والرافضين للإعلان الدستوري. قال اللواء مدحت الحداد "رئيس ائتلاف الميدان والمتقاعدين العسكريين": لن نرحل من الميدان أو نفض اعتصامنا يوم الجمعة أو السبت لإخلائه لجماعة الإخوان المسلمين موضحاً أن في حالة قدوم الإخوان والسلفين إلي الميدان فأهلا بهم ولكن لانستبعد حدوث مشادات بين المؤيدين والمعارضين وهو ما يتسبب في كوارث تضر بالبلد. قال حسام فودة "أمين الشباب بحزب المصريين الاحرار" أن الحزب يدرس حاليا آليات لتصعيد الاعتصام حتي اسقاط النظام مؤكداً إن نزول الإسلاميين إلي الميدان لتأييد الإعلان الدستوري في مليونية السبت قد ينتج عنه موقعة جمل جديدة بطلها الاخوان المسلمين مع الشعب المصري مشدداً علي أن سكوت الرئيس مرسي عن تلك الاوضاع عدم خوفه علي البلد أو المتظاهرين وحتي المؤيدين له. أعلنت "خيمة اتحاد القوي الصوفية" رفضها القاطع لتواجد مؤيدي الإعلان الدستوري السبت القادم.. وأكد د.عبدالله الناصر "رئيس حزب البيت المصري" تحت التأسيس انهم مستمرون في الاعتصام حتي رحيل النظام والغاء الاعلان الدستوري وحل الجمعية التأسيسية ومجلس الشوري لانهم لا يمثلون جميع أطياف الشعب المصري خاصة وأن القوي الصوفية غير ممثلة بالرغم من انها تمثل الأغلبية بين جموع الشعب حيث إن أعضاءها تعدوا 18 مليون صوفي. وقد شهد ميدان الليلة الماضية إزالة المتظاهرين اللافتة الكبيرة التي علقوها وسط الميدان ومكتوب عليها "ارحل" للرئيس مرسي إلي جانب حالات نقاشية متعددة في اماكن متفرقة حول تداعيات الاعتصام وامكانيات التصعيد وآلياته.. وامتد ايضا إلي مليونية الاخوان التي دعوا اليها السبت القادم ومعظم هذه النقاشات اكدت رفضها للمليونية الاخوانية التي تنذر بأحداث دامية. اقام المتظاهرون بالميدان خيمة كبيرة من المشمع الشفاف كتبوا عليها "متحف الثورة" تعرض صوراً كثيرة للثورة والشهداء وبعض صور الجرافيتي للشهداء. ونظم العشرات من المتظاهرين بالميدان مسيرات متفرقة طافت بالميدان وبشارع محمد محمود رافضة للاعلان الدستوري وجماعة الاخوان المسلمين وهتفوا "الشعب يريد اسقاط النظام" و"حكم الاخوان عار وخيانة" ويا اعلان مهما تذيع دم اخواتنا مش للبيع و"يانجيب حقهم نموت زيهم" و"اشهد يامحمد محمود كانوا ديابة وكنا أسود". قال سيد عبدالعال إبراهيم محمد: عضوا اللجان الشعبية.. إن الميدان يستعد لمليونية الغد من خلال تكثيف التأمين علي مداخل ومخارج الميدان لعدم اندساس بلطجية يفسدون اعتصامنا السلمي خاصة واننا القينا القبض علي اكثر من بلطجي استطاع تخبئة بعض الأسلحة بين طيات ملابسه والدخول إلي الميدان لافساد مظاهر الاعتصام السلمي ولكننا لهم بالمرصاد. قال أحمد يونس "عضو التيار الشعبي" إن التيار الشعبي دعا جموع الشعب المصري إلي النزول لميدان التحرير وميادين الحرية في سائر المحافظات للمشاركة في تظاهرات جمعة "حلم الشهيد" وللتأكيد علي استمرار الثورة وحمايتها من محاولات إجهاضها والمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والقصاص العادل.