أثار إعلان حزب الحرية والعدالة والتيارات الإسلامية والسلفيين، أمس الأربعاء، عن اعتزامهم القيام بمليونية لتأييد قرارات الرئيس محمد مرسي بالإعلان الدستوري داخل ميدان التحرير، حفيظة المعتصمين والمتظاهرين بميدان التحرير، وتسبب في حالة من الدهشة وعلامات الاستفهام، ولقبوه ب "السبت الأسود"، معتبرينه شرارة الحرب الأهلية بمصر. حيث تسبب هذا الإعلان في نقاشات مستمرة داخل الميدان بين المتظاهرين والمعتصمين، حول جدوي هذه المليونية داخل ميدان التحرير بالرغم من وجود مئات الميادين الأخري، وأنه في حالة تأكيدهم علي هذه المليونية سيشعل فتيلًا سيتسبب في بحور من الدم بين المواطنين وخلق حرب أهلية، وفوضي عارمة لن تستطيع أي قوة أمنية أو جيش في فض هذا الاشتباك. وتوقع بعض المعتصمين أن هذا السيناريو سيؤدي إلي انقلاب عسكري وإعلان حالة الطوارئ وحظر التجول في البلاد، في حالة نشوب حرب أهلية ومشاجرات، الأمر الذي يعيد سيناريو "حكم العسكر" مرة أخري، بالإضافة إلي أن هذا السيناريو سوف يؤكد رحيل مرسي، بدلاً من مطالبته بإلغاء الإعلان الدستوري فقط، ويجب محاكمته هو وجماعة الإخوان المسلمين بعدها بتهمة إشعال فتيل الحرب الأهلية داخل البلاد والتسبب في انقسام الشعب المصري. كما أرجع بعض المتظاهرين والمعتصمين بالتحرير، أي حشد لمؤيدي قرارات الرئيس بالتحرير بمساندة حركة حماس الفلسطينية، لأنه من الصعب حشد الاخوان بالتحرير وتأمين المقرات بجميع المحافظات في وقت واحد، وأنه سوف يتم تأمين جميع المحافظات بعناصر من حماس، حتى يتم الحشد بالقاهرة كما يحدث في مليونياتهم السابقة، وإلا وقتها ستصبح محافظات مصر جميعها رافضة لقرارات مرسي، والقاهرة مشتعلة بحرب أهلية أو مليونيتين في مكانين مختلفين. كما حمل المعتصمون وزارة الداخلية والجيش مسئولية تأمينهم وأرواحهم وليس المنشآت العامة فقط، لافتين إلي موقعة الجمل أثناء الثورة، لكن تلك المرة سوف تكون حرب أهلية بين نسيج الشعب المصري، وأوضحوا أنهم لن يسمحوا بدخول المؤيدين لقرارات الرئيس ميدان التحرير، وسوف يقابل العنف بعنف والقوة بقوة. فيما نظم العشرات من المتظاهرين تحركات داخل خيام المعتصمين لبحث كيفية تأمين الميدان يوم السبت، لمنع وصول المليونية الإسلامية إلي التحرير، وكيفية التصدي لها، وتم اقتراح ندب 5 أشخاص ممثلين عن كل حركة وحزب لتأمين جميع مداخل الميدان بشكل مؤقت، كما رفضوا السماح بدخول أي اسلحة داخل الميدان للحفاظ علي سلمية الاعتصام والمظاهرات، ومقابلة أي احتكاك والتصدي له بدروعهم البشرية، بالإضافة إلي منع أي عناصر مندسة من محاولة شق الصف، مع الدعوي لحشد أكبر عدد ممكن للاعتصام والمبيت اثناء مليونية غدًا الجمعة لعدم اقتحام الميدان في ساعات مبكرة من صباح السبت للتيارات والجماعات المؤيدة للرئيس، بالإضافة إلي فرض لجان شعبية مكونة من عشرات المتظاهرين ومنع دخول أي شخص إلا بعد التأكد من هويته. كما دفع هذا الإعلان السابق ذكره إلي اجتماع طارئ ضم عددا من ممثلي القوى السياسية والأحزاب استمر حتى فجر اليوم، لبحث كيفية إدارة الأحداث يوم السبت المقبل ومنع هذه المليونية من الوصول إلي التحرير، ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن نتائجه من خلال بيان اليوم.