وسط أجواء من الترقب والحذر مضت عمليات الاستفتاء لفصل جنوب السودان عن شماله. ورغم الهدوء الذي ساد مواقع الاقتراع الا أن الأحزان تغلف قلوب العرب والأفارقة. لأن هذا الاقتراع اجراء غير مسبوق ونذير خطر يدق الرءوس بأن النوايا مبيتة لتفتيت دول المنطقة وليس السودان وحده. عيون أمريكا ودول الغرب مسلطة علي جنوب السودان وكأنه قطعة من الولاياتالمتحدة أو دول أوروبا. فها هو الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر قد اصطحب زوجته وهرع مع زوجته الي مناطق الاستفتاء في اهتمام بدا واضحا علي ملامحه من خلال الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام. متابعة ومراقبة من كل دول الغرب. وكأن هذه القضية تتعلق بمستقبل الغرب وأمريكا. أعمال وتدخلات تثير الاستفزاز وتنبيء بأخطار ليتها توقظ أهل المنطقة من العرب والأفارقة من سباتهم؟! الأكثر أن الرئيس الأمريكي يبشر ويعلن ان جنوب السودان قد انفصل قبل اعلان نتائج الاقتراع. كما ان أهل الجنوب قد تدفقوا علي مواقع الاستفتاء في لهفة وفرح وكأن الاستفتاء لديهم بمثابة طوق النجاة. انهم ينتظرون يوم إعلان الانفصال علي أحر من الجمر. الضحكات تتعالي. السيدات تسابق الرجال الطوابير تنتظر الإدلاء بأصواتهم قبل موعد بدء عمليات التصويت بنحو 24 ساعة. مما يؤكد أن أهل الجنوب كانوا محرومين من كثير من الخدمات. الاقتتال جعلهم يتطلعون الي موعد الاستفتاء للخروج من عباءة الشمال. بينما أهل الخرطوم قد استسلموا للأمر الواقع. حقيقة انها مأساة ويوم حزين لأن السودان انشطر نصفين وليت العابثين بمستقبل هذا البلد يتوقفون عند هذا الحد لكن كل المؤشرات تؤكد أن هناك الكثير من التدابير التي يجري التخطيط لها حتي يكون هناك أكثر من سودان. يوم لن ينساه التاريخ ويعيد الي الأذهان مأساة تقسيم تركة الخلافة العثمانية التي كان يطلق عليها الأسد المريض!! السؤال الذي يفرض نفسه هل يظل العرب والأفارقة في موقف المتفرجين علي هذه المأساة ومتي نري تحركا لوقف زحف الاستعمار الجديد الذي بدأ يجني ثمار جهده وسعيه في الركن المهم من طننا؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.