أصدر الأستاذ سليمان إبراهيم العسكري كتاباً فاخراً بالألوان عن الفنان المبدع حسن سليمان.. كتب مقدمته مع مقالات عن الفنان للفنان الشهير ضياء العزاوي والناقد الفني د. صبحي الشاروني.. يضم الكتاب رسوم الفنان حسن سليمان المبكرة ولوحاته للزهور والعناصر الثابتة.. ثم معرضه لنساء القاهرة والريف المصري والبحر وقد وزع بين اللوحات نصوصاً كتبها الفنان الراحل "ولد عام 1928 وتوفي عام .2008 كان يتميز بغزارة الإنتاج وانصرافه للعمل الفني كل الوقت لقد كان أغزر الفنانين إنتاجاً طوال الخمسينيات والستينيات وكانت معارضه السنوية المتتالية بالقاهرة والإسكندرية من عام 1952 حتي عام 1967 تتولي بانتظام وتتضمن لوحات جديدة في كل مرة انشغل بقضية التوازن اللوني في اللوحة في بداية حياته الفنية وقام بدراسات مرسومة للفنون القديمة معالجاً بالرسم التماثيل الإغريقية والرومانية والفرعونية في لوحاته الزيتية ثم انشغل برسم المجسمات الهندسية الأبعاد كالمكعبات والمخروط والزجاجات ومختلف عناصر الطبيعة الصامتة ثم رسم الحيوانات والطيور الداجنة وأواني الزهور وكل ما يمكن رسمه داخل الاستديو. أما ألوانه فقد اختزلت حتي سيطر عليها اللون الرمادي بدرجاته وكان لهذا الأسلوب في التلوين أثر عميق علي تلاميذه الذين رسموا علي منواله أو بدأوا حياتهم الفنية متأثرين بأسلوبه. ولد الفنان في حي السكاكيني بالقاهرة يوم 25 أغسطس عام 1928 وسجل في شهادة الميلاد يوم 14 سبتمبر عام ..1928 وقد ألقي محاضرات حول عمارة مساجد القاهرة وأعطي نماذج في محاضراته من "مسجد السلطان حسن" و"مسجد الشيخة صفية" لشرح خصائص العمارة العربية وعمل فترة أستاذاً للدراسات العليا في قسم العمارة بجامعة "بلاكسبورج" بولاية "فرجينيا" بالولايات المتحدة.. وشارك في عدد من المعارض العربية والدولية ومثل مصر في معرض بينالي فينسيا الدولي كما أقام عدداً كبيراً من المعارض الشخصية المتتالية كل منها يدور حول موضوع واحد وذلك ابتداء من عام 1952 حتي عام .1967 هذا وقد أصدر عدة مؤلفات منها: "كيف تقرأ صورة من عدة أجزاء - وكتابات في الفن الشعبي - وكتاب عن حرية الفنان ثم ذلك الجانب الآخر". وقد فاز بجائزة مسابقة العمل في الحقل عام 1964 لكن نتيجة التحكيم تغيرت وأعطيت الجائزة الولي للرسامة خديجة رياض وفاز هو بالجائزة الثانية فقام متحف الفن الحديث بالقاهرة بشراء لوحته الفائزة بالجائزة الثانية "النورج" لأنها تتفوق بوضوح عن لوحة الجائزة الأولي. وقد صمم الملابس والديكور والإضاءة لعدة مسرحيات بالمسرح القومي في الخمسينيات والستينيات. وبعد عام 1967 اهتم بعرض إنتاجه في الخارج وتباعدت معرضه في مصر. وقد أشرف علي إخراج وتحرير باب "الفنون التشكيلية" في مجلة "الكاتب" ومجلة "المجلة" عدة سنوات.. وكان يشارك بانتظام في المعارض المحلية والخارجية حتي عام 1981 وله أعمال بمتحف الفن المصري الحديث بالقاهرة ومتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية والمجموعات الخاصة بمصر وخارجها. كان الفنان الإيطالي الأصل "المصري الجنسية والإقامة" "بيبي مارتان" يقوم بتدريس طلبة قسم التصوير "أي الرسم بالألوان" في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة مادة الرسم بالفحم النباتي علي الورق وكان يسكن في بيت الفنانين بالقلعة ويستخدم الدراجة في تنقلاته من الكلية في حي الزمالك إلي مسكنه في حي القلعة وقد توطدت علاقته بالفنان حسن سليمان الذي تعلم منه قيمة الرسم السريع "الإسكتش" وأهمية حيكة التكوين "أي تناسق الأشكال والدرجات اللونية داخل إطار اللوحة" فمن خلال الداكن والفاتح والاستخدام المتقن للون الواحد وهو لون الفحم تدرب الفنان علي التعامل مع الدرجات اللونية ولهذا ظل الفنان حسن سليمان يشيد بأستاذية "بيبي مارتان" ومن الممكن إرجاع رماديات حسن سليمان إلي شدة ارتباطه بأستاذ الرسم بالفحم والقلم الرصاص في كلية الفنون الجميلة حتي اتخذ حسن سليمان لنفسه مرسماً ببيت الفنانين بالقلعة بجوار هذا الأستاذ.