ألقي رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي بكلمة للأمة من أمام مقر الرئاسة بالاتحادية وسط أجواء مشحونة لتوضيح خلفية القرارات التي اتخذها مؤخراً لوضع الثورة علي المسار الصحيح حيث أكد إن قوي الشر وفلول النظام السابق تحاول عرقلة المسيرة مشدداً علي أنه لن يسمح لأي شخص بمحاولة إعاقة أهداف الثورة وقال إنه لا يتعجب من المعارضين لقراراته التي أصدرت مؤخراً لأنه لابد أن يكون هناك معارضون ومؤيدون لأي قرار. كما أوضح انه ليس هناك أي حاجة لاستحضار أي إجراء استثنائي حيث إن الإعلان الدستوري كان تأكيداً علي المحاسبة بالقانون.. مؤكداً أنه لن يستخدم سلطة التشريع لتكميم أفواه الأحزاب. وأعرب عن تضامنه مع ضحايا قطار أسيوط بصرف 30 ألف جنيه لكل شهيد و20 ألف جنيه لكل مصاب. كما شدد علي تضمانه مع الشعب السوري مشيراً إلي مواصلته الليل بالنهار للحفاظ علي أمن المدنيين السوريين. وأشار إلي أن قطاع غزة في القلب. مؤكداً علي وقوف الشعب المصري مع شعب غزة من أجل الحصول علي حقوقهم. وقال الرئيس في مطلع حديثه: لا يمكن أبداً ان انحاز ضد أي أحد من أبناء وطني بل أعمل دائماً مع الجميع لإعلاء راية الديمقراطية وأرعي كل الخطوات من أجل الاستقرار السياسي والاجتماعي والمجتمعي والاقتصادي والإنتاجي. مضيفاً أن ما أريده وأعمل من أجله هو تداول السلطة وتحقيق الديمقراطية وسوف ترون جميعاً ويري العالم كيف تعبر مصر بحول الله وقوته وارادتكم جميعاً في كل الميادين. وتابع: خرجت إليكم هنا أمام المكتب الذي أمارس منه مهامي ولكني في الوقت نفسه انظر للآخرين وأريد أن أكون أيضاً معهم لكي تعلو مصر فوق كل اعتبار ويعلو الوطن فوق كل الأشخاص وأبدأ معكم كلمة من قلبي إلي أهلي. إلي أبناء الشعب المصري الذين عانوا لسنوات في ظل فساد وديكتاتورية النظام السابق هذا الوطن الذي عاش كذلك وكنت واحدا منكم وأعاني معاناتكم وأعيش في ذات الأماكن ولما انتفضنا جميعاً ولا يمكن ان يزعم أحد أن ال 20 مليون مصري الذين خرجوا في الميادين والشوارع يومي 10 و11 فبراير 2011 في ميدان التحرير وكل ميادين التحرير بمصر أنه كان صاحب القيادة وحده. وقال: كنت حيث إذن واحداً منكم وأراد الله والشعب أن أكون قائد هذه المرحلة التي تنظر للأمام وليس للخلف ولا تحت الأقدام وجئت بانتخابات حرة شهد لها العالم. وأقول لكم في كل مكان في كل مدينة في سيناء وفي الدلتا وفي كل المحافظات أقول إن هؤلاء جميعاً ينظرون إلي الأمام وليس إلي الخلف. وأضاف: أؤكد لكم ما قلته من قبل انه امامنا مستقبل عظيم اليوم أقول إن هذه الثورة كانت تقودها أهدافها ولم يقودها أحد وقد وصلنا لبعض الأهداف ولكن مازلنا وأعين لمن نريده بعد ذلك وهي مصر الجديدة الآمنة المستقرة. وقال: أردت أيها الأحباب يا أهل مصر جميعاً ان أؤكد لكم اننا لسنا منتقمين أقول للجميع مؤيدين ومعارضين إنني أريد أن تكون هناك معارضة حقيقية قوية وإنني أحفظ لكل إخواني في المعارضة كل الحقوق ليمارسوا مهامهم في المعارضة. فكل ما اتخذه من قرارات هو للمحافظة علي الوطن والثورة والشعب وداخل هذا الشعب أغلبية ومؤيدين ومعارضين وداخله من يعاني ومن يريد خيرا وهناك قله تمثل خطراً وإنا لها بالمرصاد ولن نسمح لها باعاقة أهداف الثورة وتعطيل سفينة الوطن. مسيرة الثورة أضاف: نحن الآن في مرحلة حسم المواقف لكي تمضي ثورتكم ومسيرتكم وأريد أن أقول لكم جميعاً إننا أصحاب أسهم متساوية في الوطن وسفينة النجاة لنا هي هذا الوطن. وقد شاء الله وبإرادة الشعب أن أقود هذه السفينة الآن معكم وبكم ولكن لا استطيع الانحياز لفريق ضد آخر كما لا استطيع غض الطرف عن ينفذ مؤامرات علي الوطن والثورة ولابد أمضي في مسيرة الثورة وان أمنع كل المعوقات التي ترتبط بالماضي الذي نكرهه. وقال: نحن نمضي للأمام ولكننا ندرك طبيعة المرحلة ونري من ينتمون للماضي ويريدون تعويقنا. ومن ثم لابد من وجود قوة الإرادة. واستطرد: بدأت معكم هذا الكلام ولا أنسي أن أقدم لكم التحية في ذكري الهجرة النبوية وذكري عاشوراء ذلك اليوم الذي نجي فيه نبينا موسي. كما أننا بعد أيام نستقبل شهر يناير الذي يعيد ذكري ثورتنا العظيمة. وبهذه المناسبة ذكري الهجرة وعاشوراء والقدوم إلي مرحلة جديدة أقول لكم كل سنة وانتم طيبون. قال الرئيس: نحن نسير في طريق واضح. وفي مسار واضح. وعندنا هدف كبير وواضح. نسير نحو مصر الجديدة المستقرة. التي تملك غذاءها ودواءها وسلاحها وتنتجه. وتدافع عن إرادتها وعن نفسها وعن ثورتها المباركة العظيمة. أضاف أيها الأحباب أريد أن أقول لكم وبوضوح إنني كنت ومازلت وسأبقي مع الشعب ومع ما يريده الشعب ويقرره الشارع في إطار شرعية واضحة. وانني لم أتخذ قراراً لكي أكون به ضد أحد. هذا أمر لا يمكن أن يكون شاغلاً لي. ولا يمكن أن انحاز لأحد ضد أحد. ولكني أضع نفسي في الطريق الواضح الذي يصل بنا للهدف الواضح. العبور الثالث أكد أن هذه المرحلة الانتقالية مر منها عامان وبقي وقت أكثر بكثير لكي نعبر العبور الثالث لاستكمال بناء مؤسسات الدولة. وكنت ومازلت أتمني منع حل مجلس الشعب ومنع حل المؤسسات المنتخبة. وحاولت ولكن حدث ما حدث. وتم حله وعلينا أن نجري انتخابات أخري ليكون لدينا سلطة منتخبة تملك التشريع. قال الرئيس: لا يمكن أن أسعي لامتلاك السلطة التشريعية. وأكد أنه نقل سلطة التشريع لنفسه بعد حل مجلس الشعب. ولكنه اضطر لتحمل سلطة التشريع بعد الحل. مؤكداً أن هذا حمل ثقيل لم يكن يتمني حمله. وأنه لا يمكن أبداً أن يستخدم سلطة التشريع ضد الأفراد والأحزاب والمعارضين. أضاف: علمت مثلكم جميعاً أنه سيصدر حكم بحل مجلس الشعب قبل حله بأسابيع من أشخاص يلتحفون بغطاء القضاء. وهم أنفسهم من يقولون الآن إنه سيتم حل مجلس الشوري. وأريد أن أقول هنا إن القضاء مثل جميع أفراد الشعب يعمل لصالح الوطن. ولكن به من أصابهم الفساد ويتغطون بغطاء القضاء المحترم وهم يفسدون. وسأكشف عنهم الغطاء الذي يلتحفون به. وهم 5 أو 6 أو 7 قضاة. واني لهم بالمرصاد خاصة أن من جاء بهم هو نظام مبارك. الذين كانوا يبكون عليه بالدموع. ليس لي حقوق أكد قائلاً: إن القرارات والإعلان الدستوري الذي أصدرته ليس مقصوداً به تخليص حساب من أحد. وانني ليس لي حقوق وأتنازل عمن يتصرف ضدي بطريقة سيئة ولكن حينما أري بوضوح أن حكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشوري يعلن قبل الجلسة بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع. فلابد من محاسبة المنفلتين الذين أعلنوا ذلك. ولابد من إعمال القانون علي الجميع وأنا أولهم. أضاف أنه ليس من هدم السلطة التشريعية ولكن حاول إعادتها لتقليص الزمن والمسافات. ولكن حدث ما حدث. ومن ثم هو يعمل من أجل الوصول لسلطة تشريعية مستقلة وسلطة قضائية مستقلة من أجل بناء دولة القانون. قال لا يخفي علينا من يمثل خطراً علي الثورة ولن نسمح له بذلك. فالثوار والمعارضون الحقيقيون يختلفون عن البلطجية الذين يضربون الشرطة في محمد محمود. وتم تأجيرهم بمال فاسد من رجال النظام السابق. وسيتم إعمال القانون عليهم بقوة. أكد أن من يريد أن يعارض عليه الالتزام بالطريقة الشرعية وعدم تعطيل الإنتاج أو تهديد أرواح الناس. ولا يمكن أبداً أن يقف ضد من يعبر عن رأيه بطريقة محترمة. وعندما هتف المتظاهرون بهتاف الشعب يريد تطبيق شرع الله قال الرئيس إن تطبيق شرع الله هو بتطبيق العدالة الاجتماعية وتحقيق الأمن والنهوض بمصر. ختم بالتعبير عن تضامنه مع الشعب السوري. مشيرا إلي مواصلته الليل بالنهار للحفاظ علي أمن المدنيين السوريين. أشار إلي أن قطاع غزة في القلب. مؤكداً وقوف الشعب المصري مع شعب غزة من أجل الحصول علي حقوقهم.