قال الرئيس محمد مرسي: لا يمكن أبدا أن أنحاز ضد أي أحد من أبناء وطني, بل أعمل دائما مع الجميع لإعلاء راية الديمقراطية, وأرعي ما تحبون جميعا أن يحدث. وأرعي كل الخطوات من أجل الاستقرار السياسي والاجتماعي والمجتمعي والاقتصادي والإنتاجي. وقال في كلمة للمتظاهرين المؤيدين له أمام قصر الاتحادية عصر أمس الجمعة, إن تداول السلطة هذا ما أريده وأعمل من أجله, وسوف ترون جميعا ويري العالم كيف تعبر مصر بحول الله وقوته وإرادتكم جميعا في كل الميادين وفي البيوت وفي كل الشوارع والطرقات أن ذلك ستحقق. وأضاف: خرجت إليكم هنا أمام المكتب الذي أمارس منه مهامي, ولكني في الوقت نفسه انظر للآخرين, وأريد أن أكون أيضا معهم لكي تعلو مصر فوق كل اعتبار ويعلو الوطن فوق كل الأشخاص, وأبدأ معكم كلمة من قلبي إلي أهلي, إلي أبناء الشعب المصري الذين عانوا لسنوات في ظل فساد وديكتاتورية النظام السابق وكنت معهم, هذا الوطن الذي عاش كذلك وكنت واحدا منكم وأعاني معاناتكم وأعيش في ذات الأماكن, ولما انتفضنا انتفضنا جميعا, ولايمكن أن يزعم أحد أن ال20 مليون مصري الذين خرجوا في الميادين والشوارع يومي10 و11 فبراير2011.. في ميدان التحرير وكل ميادين التحرير بمصر, هؤلاء لا يمكن لأحد أن يزعم لنفسه أنه كان صاحب القيادة وحده. وقال: كنت حينئذ واحدا منكم وأراد الله والشعب أن أكون قائد هذه المرحلة التي تنظر للأمام وليس للخلف ولا تحت الأقدام, وجئت بانتخابات حرة شهد لها العالم, وأقول لكم في كل مكان في كل مدينة في سيناء وفي الدلتا وفي كل المحافظات أقول إن هؤلاء جميعا ينظرون إلي الأمام وليس إلي الخلف. واستطرد: أؤكد لكم ما قلته لكم من قبل, إننا اليوم وأثناء الثورة وأمامنا مستقبل عظيم, أقول إن هذه الثورة كانت تقودها أهدافها ولم يقدها أحد, وقد وصلنا لبعض الأهداف, ولكن مازلنا واعين لما نريده بعد ذلك, ونريد أن نصل له مع بعض, وهي مصر الجديدة الآمنة المستقرة. وأكد: أردت أيها الأحباب يا أهل مصر جميعا أن أؤكد لكم أننا لسنا منتقمين, أقول للجميع مؤيدين ومعارضين إنني أريد أن تكون هناك معارضة حقيقية قوية, وإنني أحفظ لكل إخواني في المعارضة كل الحقوق ليمارسوا مهامهم في المعارضة. وأوضح الرئيس قائلا: كل ما اتخذه من قرارات هو للمحافظة علي الوطن والثورة والشعب, وداخل هذا الشعب أغلبية, ومؤيدين ومعارضين وداخله من يعاني ومن يريد خيرا, وهناك قله تمثل خطرا وإنا لها بالمرصاد ولن نسمح لها بتعويق أهداف الثورة وتعطيل سفينة الوطن. وأكمل: نحن الآن في مرحلة حسم المواقف لكي تمضي ثورتكم ومسيرتكم, وأريد أن أقول لكم جميعا إننا أصحاب أسهم متساوية في الوطن, وسفينة النجاة لنا هي هذا الوطن, وقد شاء الله وبإرادة الشعب أن أقود هذه السفينة الآن معكم وبكم, ولكن لا أستطيع الانحياز لفريق ضد أخر, كما لا أستطيع غض الطرف عن من ينفذ خطرا علي الوطن والثورة, ولابد أن أمضي في مسيرة الثورة, وأن أمنع كل المعوقات التي ترتبط بالماضي الذي نكرهه. وقال: نحن نمضي للأمام ولكننا ندرك طبيعة المرحلة ونري من ينتمون للماضي ويريدون تعويقنا, ومن ثم لا بد من وجود قوة الإرادة. وقال الرئيس: نحن نسير في طريق واضح, وفي مسار واضح, وعندنا هدف كبير وواضح, نسير نحو مصر الجديدة المستقرة, التي تملك غذاءها ودواءها وسلاحها وتنتجه,و تدافع عن إرادتها وعن نفسها وعن ثورتها المباركة العظيمة. وأضاف: أيها الأحباب أريد أن أقول لكم وبوضوح, إنني كنت ومازلت وسأبقي مع مجد الشعب ومع ما يريده الشعب ويقرره الشارع في إطار شرعية واضحة, وإنني لم أتخذ قرارا لكي أكون به ضد أحد, هذا أمر لايمكن أن يكون شاغلا لي, ولا يمكن أن انحاز لأحد ضد أحد, ولكني أضع نفسي في الطريق الواضح الذي يصل بنا للهدف الواضح. وأكد: أن هذه المرحلة الانتقالية مر منها عامان وبقي وقت أكثر بكثير لكي نعبر العبور الثالث لاستكمال بناء مؤسسات الدولة, وكنت ولازلت أتمني منع حل مجلس الشعب ومنع حل المؤسسات المنتخبة وحاولت ولكن حدث ما حدث, وتم حله وعلينا أن نجري انتخابات أخري ليكون لدينا سلطة منتخبة تملك التشريع. وقال الرئيس مرسي: إذن لا يمكن أن أسعي لامتلاك السلطة التشريعية, وأكد أنه نقل سلطة التشريع لنفسه بعد حل مجلس الشعب, ولكنه أضطر لتحمل سلطة التشريع بعد الحل, مؤكدا أن هذا حمل ثقيل لم يكن يتمني حمله, وأنه لايمكن أبدا أن يستخدم سلطة التشريع ضد الأفراد والأحزاب والمعارضين. وأضاف: علمت أنه سيصدر حكم بحل مجلس الشوري, وأريد أن أقول هنا إن القضاء مثل جميع أفراد الشعب يعمل وعمل لصالح الوطن, ولكن به من أصابهم الفساد ويتغطون بغطاء القضاء المحترم وهم يفسدون, وساكشف عنهم الغطاء الذي يلتحفون به, وهم5 أو6 أو7 قضاة, وإني لهم بالمرصاد, وهم جاء بهم نظام مبارك, وكانوا يبكون بالدموع علي النظام السابق المجرم وسأمنعهم من تعويق الثورة. وأكد قائلا: إن القرارات والإعلان الدستوري الذي أصدرته بالأمس ليس مقصودا به تخليص حساب من أحد لأنني لست صغيرا لأفكر في ذلك, وإنني ليس لي حقوق وأتنازل عن من يتصرف ضدي بطريقة سيئة ولكن حينما أري بوضوح أن حكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشوري يعلن قبل الجلسة بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع, فلابد من محاسبة المنفلتين الذي أعلنوا ذلك, ولابد من إعمال القانون علي الجميع وأنا أولهم. وأضاف أنه ليس من هدم السلطة التشريعية ولكن حاول إعادتها لتقليص الزمن والمسافات, ولكن حدث ما حدث, ومن ثم هو يعمل من أجل الوصول لسلطة تشريعية مستقلة وسلطة قضائية مستقلة من أجل بناء دولة القانون. وقال: لا يخفي علينا من يمثل خطرا علي الثورة ولن نسمح له بذلك, فالثوار والمعارضون الحقيقيون يختلفون عن البلطجية الذين يضربون الشرطة في محمد محمود, وتم تأجيرهم بمال فاسد من رجال النظام السابق, وسيتم إعمال القانون عليهم بقوة. وأكد: أن من يريد أن يعارض عليه الالتزام بالطريقة الشرعية وعدم تعطيل الإنتاج أو تهديد أرواح الناس, ولا يمكن أبدا أن يقف ضد من يعبر عن رأيه بطريقة محترمة.