مكانك ليس هناك يا شيخ مُرجان.. اذهب وجاهد ضد أعداء الإسلام. فنحن مسلمون. وليس منا من يعادي الإسلام.. اذهب من حيث جئت فالأفغان هناك يعانون الفقر والجهل والأمية والمرض. والجهاد الحقيقي أن تقاتل أعداء الإنسان فهذا هو الخير والبركة في الدنيا وفي الآخرة.. أبو الهول ليس عدوك ولا الأهرامات هذه رموز شامخة لحضارة علمت العالم أن المصري قادر علي صنع المعجزات. ولو اقتربت منها فلن يردعك المصريون وحدهم وإنما أنصار التقدم والحضارة والعلم في العالم كله.. اقرأ لماذا بني المصريون الأهرامات أنه ليس مجرد مقبرة والعلم هو الذي حفظ هذه التحفة المعمارية التي تعتبر من معجزات الدنيا.. فالله خلق الإنسان وعلمه البيان والعلم وفضله علي جميع المخلوقات بالعقل.. إن أعدي اعداء الإنسان. هو الجهل والتعصب والتزمت الذي يطمس العقول ويعمي البصيرة ويجعل الإنسان لا شيء. لا تدعي الجهاد يا شيخ مُرجان. إذ ليس من الجهاد في شيء أن تهدم أبو الهول والأهرامات فهناك أهرامات من الفقر تنهش راحة المسلمين في بلادي. وهنا أهرامات من المشاكل الصحية. وهناك أزمة في المدارس. وهناك مستقبل يسعي المصريون إلي تحقيقه بالعلم. المصريون ليسوا في حاجة إلي دعوتك ولا فتاواك فاذهب إلي حيث تجد من يستمع إليك.. لقد ملأني كلامك بالخوف والانزعاج الشديد ولعنت اليوم الذي يُسمح فيه لمثل هذه الفتاوي أن تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقد أصبحت منتشرة كالأوبئة ومعها إعلاميون يبحثون عن الإثارة والشوشرة. الشيخ مرجان الجوهري صاحب فتوي تحطيم أبو الهول والأهرامات استعان بالأمريكيين ومعه المجاهدون الذين اتجهوا إلي افغانستان لتحرير المسلمين هناك من الروس الكفرة. ونسي أو تناسي أن الأمريكيين "الكفرة" أيضاً هم الذين يقتلون المسلمين الأبرياء في العراق وفي فلسطين وفي افغانستان وفي كل مكان.. الأمريكيون هم من يدعمون ويسلحون إسرائيل التي اغتصبت أرض المسلمين في فلسطين. وتقتل ابناء شعبها المسلم منذ عام 1948. والآن يُستشهد هناك في غزة يومياً نساء وأطفال وشباب في مشاهد يبثها التليفزيون تُوجع قلب أي إنسان يعرف الله. مسلماً كان أو مسيحياً أو حتي يهودياً.. يا شيخ مرجان ما الذي جاء بك الآن.. الأفغان مازالوا في حاجة إليك. والشيخ أسامة بن لادن أغتيل علي يد الأمريكان ولم تثأر له وأيمن الظواهري مازال في مكانه يجاهد عد إليهم. فنحن لسنا في حاجة إلي مجاهدين بالسلاح. ولا بالديناميت. نحن في حاجة إلي بنائين. يشيدون مساكن لمن لا مسكن له. ومدارس للتعليم ومصحات للمرضي وأدوية وبطاطين واشياء الحياة التي حللها الله. أخطر ما في البرنامج الذي بثه الإعلامي وائل الابراشي غير مشكور أن الشخصية التي كان يحاورها لا أمل في اقناعها بغير ماتراه وتؤمن به.. فالشيخ مرجان الجوهري كان بالنسبة للمذيع اللامع مجرد مادة إثارية. لأنه شخصية خارج السياق وخارج التاريخ وخارج الحضارة الإنسانية مايُفتي به يستحق أن يُحاكم عليه لا نشره علي الهواء ولو أقدم الشيخ علي تنفيذ فتواه مثلما فعل هو واخوانه في تمثال بوذا المحفور في الصخر بأفغانستان الذي يعبده حسب ماقيل في البرنامج 800 مليون بوذي. إن فعل في الأهرامات مافعله في تمثال بوذا فلن يرحمه أحد ولن يستطيع العيش حراً.. لأنها جريمة كبري في حق الإنسانية.. هدم تمثال بوذا زاد أتباعه تمسكاً به. وهناك عشرات الآلاف من التماثيل الأخري. إن ما تفعلونه بفتاواكم يدين الإسلام بكل أسف وليس المسلمين ويقدم كدليل علي أن الإسلام.. دين عنف وإرهاب لا دين سماحة وحضارة وعلم ومعرفة. حين أسلم أحد الأمريكيين وذهب للحج واختلط مع المسلمين المحتشدين لإقامة شعائر الحج. ورأي بعض مارأي من سلوكيات. وسمع ماسمع من أمثال الشيخ وممن وظفوا أنفسهم لحماية الدين والشريعة قال: الحمد لله أنني أسلمت قبل أن أري المسلمين. يا شيخ مرجان نحن مسلمون ونعرف الله من دون وسيط ولسنا في حاجة إليك فاذهب إلي من يسمع كلامك..