مارجريت عازر سكرتير عام مساعد حزب الوفد. أول امرأة قبطية تدخل البرلمان بالانتخاب. تتمتع بحضور وصلابة في الرأي جعل البعض يخلع عليها لقب "المرأة الحديدية".. هي ابنة حي شبرا التي عشقت العمل العام. وآمنت بالليبرالية والمواطنة وحق الآخر في المشاركة السياسية. كما ترفض الاستحواذ أو الإقصاء لأي فصيل. دعما لمصلحة الوطن الذي يتسع للجميع ويحتاج لتوافق وطني يخرجه من أزماته في هذه المرحلة الحرجة. شاركت مارجريت عازر في مراقبة الانتخابات الأمريكية والاتحاد الأوروبي ورأت الفارق بين الانتخابات هنا وهناك. كما كانت عضوا بلجنة الاشراف علي صناديق الانتخابات البابوية التي جرت مؤخراً. رفضت عازر اتهام أقباط المهجر بأنهم غير وطنيين. وأبدت أسفها لهجرة عدد منهم واصفة ذلك بالخسارة الكبيرة لمصر لأن من يهاجر هم النخبة التي تملك العلم والمال. "المساء" التقت مارجريت عازر النائبة بالبرلمان المنحل وأجرت معها هذا الحوار: * ما النتائج المترتبة علي حكم القضاء الإداري بإحالة دعوي التأسيسية إلي المحكمة الدستورية؟ ** هذا معناه أن الحكم قد يستغرق فترة في المحكمة الدستورية تصل إلي 6 شهور علي الأقل وهذه الفترة تكفي للانتهاء من إعداد الدستور والاستفتاء عليه. * وماذا لو حكمت المحكمة الدستورية بحل الجمعية التأسيسية بعد الاستفتاء؟ ** في هذه الحالة سوف يجري الاعتماد علي الاستفتاء لأنه الأقوي لأنه رأي الشعب يعلو علي أي حكم آخر بما فيه حكم المحكمة الدستورية العليا ولهذا فالحكم أرضي تيار الإسلام السياسي الذي هو المسيطر الحقيقي علي تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور. استحواذ * هل هذا هو سبب انسحابك من الجمعية التأسيسية؟! ** نعم.. فقد كان هناك استحواذ وسيطرة من جانب تيار الإسلام السياسي.. بينما ينبغي من وجهة نظري اشراك كل أطياف المجتمع المصري في وضع الدستور الذي سوف يحكمه وكان يمكن اختيار شخص أو اثنين لتمثيل كل تيار وكل مهنة وكل مكان بدلاً من الاستحواذ. * لماذا وصفت تشكيل التأسيسية بأنه يقسم مصر إلي معسكرين مدني وديني؟ ** لأن ذلك ما حدث بالفعل نتيجة استحواذ تيار الإسلام السياسي علي تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور فيما اتجه الجانب الآخر من الليبراليين واليساريين للنضال والبحث عن حقوقهم في وضع الدستور وهذا التقسيم كانت أتمني أن يظهر في مصر وخاصة بعد ثورة 25 يناير والتي أحدثت توحداً بين جميع المصريين. * هل كان لجماعة الإخون المسلمين أي دور لإحالة التأسيسية إلي المحكمة الدستورية العليا؟ ** نعم.. مارس الإخوان المسلمون ضغوطا كبيرة علي القضاء الإداري بحشد أنصارهم لتحويل دعاوي حل الجمعية التأسيسية للدستور إلي المحكمة الدستورية والهدف من ذلك كسب الوقت حتي يكون اللجوء في النهاية لرأي الشعب من خلال استفتاء يجب حكم المحكمة الدستورية كما قلنا. وقد شهدت الجمعية التأسيسية من البداية محاولات عديدة لإقصاء أطراف بعينها من التمثيل في الجمعية والشعب شاهد علي ذلك ورغم اعتراضي علي الحكم فإنني لا أملك إلا احترام أحكام القضاء.. والآن لا سبيل أمامنا إلا توعية الشعب عن طريق قنوات الإعلام المستقلة والأحزاب. المادة 36 * ما المواد التي أثارت استياءك في مسودة الدستور؟ ** المواد الخاصة بالمرأة وخاصة المادة 36 في باب الحقوق والحريات والواجبات العامة والتي لم ترق لمستوي توقعات الشعب وتحاول الالتفاف حول ترسيخ مبدأ المواطنة الكامل والمساواة بين الجنسين دون تمييز. كما أن هذه المادة تتعارض بشكل كامل مع التزامات مصر بالمواثيق والمعاهدات الدولية وهي بهذا الشكل لا تتضمن أي إلزام للدولة بمحاربة التمييز واعتباره جريمة معاقبا عليها.. وللأسف هذه المادة تختتم بعبارة: "دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية" مع أن الدستور كله لن يكون به إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية والمادة الثانية من الدستور تؤكد ذلك ولا أعرف سر وضع هذه الفقرة في نهاية تلك المادة. * ولماذا الإصرار علي عدم حذف كلمة "الرق"؟ ** لأن زواج القاصرات يعتبر جريمة وهو في حد ذاته رق وتيار الإسلام السياسي يحاول حذف كلمة "رق" لاتاحة الفرصة لزواج الصغيرات وكانت الصياغة السابقة للدستور تنص علي حظر الرق والاتجار بالنساء والأطفال. * لماذا طالبت برفع سن الزواج للفتاة إلي 18 سنة؟ ** حتي لا نظلم الفتاة.. ففي السن ال18 تكون الفتاة قد اكتمل بناؤها الجسماني والنفسي والعقلي وفي هذه السن تستطيع أن تتحمل المسئولية بما فيها متاعب الولادة ورعاية الأطفال ورعاية الزوج أما الفتاة في سن ال16 فتكون غير مكتملة النمو وتحتاج إلي غذاء تماما مثل الجنين. * وماذا عن الأقباط في الدستور؟ ** أنا لا أريد وضعا مميزا للأقباط في الدستور فهم ضمن نسيج المجتمع المصري لهم حقوق وعليهم واجبات ولا ينبغي عزل هذا الفصيل المهم عن سائر المصريين. * ما الحل لمشكلة ضعف تمثيل المرأة في البرلمان؟ ** أولا أنا ضد "الكوتة" الخاصة بالمرأة كما كانت في السابق ولكن يمكن وضع تعديلات في القائمة تجعل المرأة تحتل مكانها المناسب فلا ينبغي ان تكون المرأة "كمالة عدد" في أي قائمة ولكن يجب أن تكون في المقدمة أو في المرتبة الثانية علي الأقل.. ومن المضحك أن المرأة التي هي نصف المجتمع وعدد النساء قد يصل إلي 50% من عدد السكان بينما عضوات البرلمان لا تزيد نسبتهن علي 5%. * وماذا عن ضعف تمثيل الأقباط في البرلمان؟ ** له عدة أسباب منها ثقافة المجتمع نفسه فالناخب المسلم قد لا يختار المرشح القبطي وأيضا عزوف الأقباط أنفسهم عن المشاركة السياسية خوفا من الفشل والحكومة قد تكون سببا في ذلك وأقصد حكومات ما قبل الثورة التي تجاهلت الأقباط تماما حتي في الوظائف القيادية.. فأين المسيحي من رئاسة الجامعات هل نضبت القيادات والكفاءات القبطية.. وهل لا يوجد من يستطيع أو يستحق أن يتولي وزارة حتي أن عدد الوزراء الأقباط في أي وزارة لم يزد علي اثنين.. ولو افترضنا وصدقنا من يدعي ان عدد الأقباط 5 ملايين.. فهل عدد الوزراء من الأقباط يتناسب مع عدد المسيحيين في مصر!! إنصاف شكلي * هل أنصفت سوزان مبارك المرأة؟ ** لا أعتقذ ذلك حتي ولو خرجت بعدة قوانين ساعدت المرأة بشكل أو بآخر ولكن انصاف سوزان للمرأة كان ديكورا أو انصافا شكليا تاجرت به في المجتمع الدولي لتكتسب وضعا معينا ولكن الوضع والمكاسب التي حققتها المرأة لابد أن تنسب لجمعيات المجتمع المدني وحقوق الانسان والجمعيات الخاصة بالمرأة وليس لسوزان مبارك فضل في ذلك. * أين دور المجلس القومي للمرأة في النهوض بالمرأة المصرية؟ ** المجلس القومي للمرأة له دور كبير في نشر الوعي وتثقيف وتعليم المرأة المصرية بأدوارها وحقوقها وواجباتها ونحن كمجلس نقوم بعمل دورات ونحاول أن نصل إلي المرأة في مكانها بجميع أنحاء الجمهورية. * هل هناك تجاهل لدور الأقباط في المجتمع؟ ** كان هذا موجودا بالفعل قبل الثورة ولكن الآن أشعر بوجود عدد معقول من الأقباط في معترك الحياة السياسية وانخرط البعض في المشاركة في الأحزاب وإن كان ليس بالعدد والشكل المطلوب ولكنها خطوة علي الطريق نرجو أن تكون نواة لمرحلة جديدة ومشاركة فعالة. * هل توافقين علي إنشاء حزب ديني مسيحي؟ ** أرفض هذا الأمر رفضا قاطعا فإنشاء الأحزاب الدينية يقسم مصر إلي طوائف وهذا ما نرفضه علي اطلاقه. * وماذا عن جماعة الإخوان المسيحيين؟ * قطعا أرفض وجود مثل هذه الجماعة.. فهل هذ ستكون جماعة دعوية أم لممارسة السياسة؟ ومصر لا تتحمل مثل هذا الانقسام. الصفوة * قلت إن هجرة المسيحيين تمثل خطراً علي مصر.. لماذا؟ ** بالتأكيد لأن من يهاجر من المسيحيين هم الصفوة سواء الصفوة العلمية أو الأغنياء وهم الذين يستطيعون اقامة حياة جديدة في الخارج وهذه بالطبع خسارة كبيرة لمصر.. وأنا أرفض أن يترك القبطي بلده لمجرد شعوره ببعض المتاعب.. فأين نحن مما تحمله الأجداد من اضطهاد من قبل الرومان ومع هذا تحملوا.. أما الآن فالأمور تسير إلي الأفضل حتي لو كان هناك بعض الحوادث ففي النهاية هذه بلادنا ولن نتركها. * ما رأيك في مطالبة البعض بفرض رقابة علي أموال الكنيسة؟ ** هذا مرفوض بالمرة لأنها ليست أموال دعم تقدمها الحكومة حتي تراقبها الدولة إنما هذه الأموال عبارة عن تبرعات وعشور من المسيحيين أنفسهم ويتم صرفها علي الفقراء والمحتاجين.. فما هي صلة الحكومة بهذه الأموال ما دامت لم تدفع مليما واحدا دعما.. فالحكومة عليها مراقبة الأموال التي تدفعها فقط. أقباط المهجر * ما رأيك في تهديد بعض أقباط المهجر بالتدخل الخارجي في مصر؟ ** أقباط المهجر مصريون ووطنيون وإن كان عدد قليل منهم قد لا يتعدي أصابع اليد الواحدة خرجوا عن وحدة الصف فإن الباقي مصريون يحبون هذا البلد مثل أي مصري مسلم أو مسيحي.. وللعلم أقباط المهجر الموجودون في أمريكا وكندا يزيد عددهم علي 5.3 مليون قبطي والمسيئون أو من يتعدي لا يزيدون علي 5 أشخاص وهؤلاء لن يسيئوا إلي هذا العدد الكبير وهؤلاء يحتلون المرتبة الثانية بعد المصريين الموجودين في الخليج في ضخ العملة الصعبة إلي البلاد. أداء غير جيد * ما رأيك في أداء جماعة الإخوان المسلمين؟ ** أداء غير جيد.. مال إلي الاستحواذ والسيطرة مع أن عليهم دور تقوية جبهة التيار المدني وهذا في صالح مصر فأي حكومة لن تكون قوية إلا بوجود معارضة قوية. * هل التكتلات والاندماجات الحزبية قادرة علي مواجهة تيار الإسلام السياسي؟ ** أتوقع انتخابات ومنافسة ساخنة وهذه الاندماجات سوف تحقق نجاحات وخاصة مع إخلاص النوايا وعدم استخدام الدين في الدعاية الانتخابية حتي تكون المنافسة شريفة وحينئذ سنهنيء الفائز وهذا لصالح مصر. التزام * كنت أول مراقب مصري يشارك في انتخابات الرئاسة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.. فما الفرق بين الانتخابات عندنا وعندهم؟ ** الفرق كبير فكل شيء عندهم بنظام والجميع لديه التزام فالتصويت إلكتروني والفرز إلكتروني وهذا لا يعطي فرصة للتزوير كما كان يحدث عندنا وخاصة في مرحلة الفرز وأيضا هناك التزام صارم بعدم الدعاية في فترة الصمت فالمرشحون ينتظرون الناخبين علي أبواب اللجان بابتسامة ووردة.. والناخبون يتبرعون للمرشح بالمال.. التزام غير عادي بالدعاية فلا يوجد ملصقات علي الحوائط فهناك أماكن محددة لعرض صور المرشحين وبرامجهم.. أما عندنا فيسهل التزوير في جميع مراحل الانتخابات بداية من فتح باب التقدم للترشح حتي إعلان النتيجة. * ما رأيك في أداء الرئيس مرسي؟ ** الرئيس مرسي ورث تركة ثقيلة ولكن ما كان يجب أن يعد بما وعد به في برنامج ال100 يوم بحل 5 مشاكل كبيرة دفعة واحدة وكان من الأفضل تركيز علي حل مشكلة واحدة فقط.. الرئيس للأسف لم يعط للمصريين أي أمل حتي في الفريق الرئاسي سواء النائب أو المساعدين أو حتي المستشارين ورغم أن عدد المستشارين كبير فلا نري أي اصلاحات حقيقية ولا توجد اختصاصات معينة لهم وأتمني ألا يكونوا مجرد ديكور أو يشكلوا أعباء أخري علي مؤسسة الرئاسة. * هل هناك مشروع تأملين من الرئيس أن يرعاه؟ ** نعم.. التعليم قضية مهمة كمشروع قومي ويجب أن يكون من أولي أولويات الحكومة فالمواد الدراسية عقيمة وطريقة التفكير في حل هذه المشكلة أكثر عقما وللأسف في النهاية أولادنا هم الضحية. * ما رأيك في الأداء السياسي لحزب الوفد؟ ** حزب الوفد جزء من المناخ السياسي وهذا المناخ لم يكن مواتيا قبل الثورة لأي منافسة في ظل هيمنة وسيطرة الحزب الوطني علي الأمور السياسية المصرية ولكن بعد الثورة الحزب موجود في الشارع السياسي وإن كان هناك عيوب أهمها التمويل وهو مشكلة كل الأحزاب المدنية لأن الانتخابات تحتاج أموالا طائلة فوق الطاقة المالية لهذه الأحزاب المدنية فقيرة الدعم والتمويل.