أكدت مارجريت عازر عضو مجلس الشعب المنتخبة أن النظام السابق ووسائل الإعلام وراء حالة الاحتقان الطائفي في مصر.. وأن عصر السيدة الأولي والنظام الفردي والحزب الأوحد انتهي إلي غير رجعة. وقالت في حوار خاص ل "عقيدتي": إنها لا تخاف التيار الإسلامي في البرلمان الذي جاء عن الإرادة الشعبية.. وأننا كمسلمين ومسيحيين نشأنا علي الإسلام الوسطي المعتدل الذي يمثله الأزهر الشريف ولا نقبل من يفرض علينا التدين بطريقته الخاصة. وأشارت إلي أنها لا تخشي الإسلام ولكن تخاف التطبيق المتطرف للشريعة.. وفيما يلي نص الحوار: * ما رأيك في قلة عدد النائبات داخل مجلس الشعب؟ ** قلة عدد النائبات لا تمثل مشكلة بالنسبة لنا لأن جميع المرشحات أقوياء وفكرهن متوازن ويتمتعن بثقافة عالية وسوف يكن مثلاً وقدوة للشعب. * ما هي علاقتك بالنواب السلفيين؟ ** هم زملاء تحت القبة نتعامل معهم بود واحترام شديدين وهدفنا واحد وهو إعداد دستور لمصر والعمل علي استقرار المجتمع لذلك لا أتصور وجود خلاف كبير سوف يحدث وإن وجد سوف يحسم بالنقاش والعقل. * هل مجلس الشعب بهذه التركيبة قادر علي تحقيق مطالب المصريين؟ ** المجلس القادم موجود بإرادة شعبية وهم أناس وطنيون يحبون مصر ومخلصون لها وهو ما يحتم علينا جميعاً أن نعمل لصالح هذا البلد. هجرة المسيحيين * كثير من المسيحيين أبدوا استعدادهم للهجرة خارج مصر فهل هذه هي الديمقراطية من وجهة نظرهم؟! ** مصر أغلي من أن تركها أي إنسان حتي لو وصل الأمر للاستشهاد والحقيقة أن المصري مسلم أو مسيحي يظهر معدنه في هذه الظروف الدقيقة حتي تتعافي مصر وتعود لدورها الريادي في العالم العربي. * ما هي رؤيتك لمستقبل المنظمات النسائية؟! ** المنظمات الحقوقية والنسائية لها دور كبير في تنمية المجتمع ووضع القوانين لصالح المرأة ولابد أن نستفيد من دورها علي أن يكون هناك جهاز رقابي من الدولة يشرف علي تمويل هذه المنظمات. السيدة الأولي * السيدة الأولي هل تعود مرة أخري؟ وما السبيل إلي ذلك؟ ** انتهي عصو السيدة الأولي أو النظام الفردي أو الحزب الأوحد إلي غير رجعة فالمصريون لن يقبلوا بوجود فرعون أو فرعونة أخري بعد أن كسر حاجز الخوف. * ما رأيك في كوتة المرأة؟! ** نعم لكوتة المرأة كتمييز إيجابي مرحلي علي ألا تكون كومبارس كما كان في نظام الحزب الوطني وأن يتم اختيار الكوادر النسائية ويتم تدريبها وترشيحها علي رؤوس قوائم الأحزاب حتي يتغير الموروث لاجتماعي ويتقبل المجتمع وجود المرأة وقيادتها للعمل السياسي. مهما صعبة * ما هي أبرز المهام التي تواجه المجلس القادم؟ ** المجلس القادم أمامه مهام صعبة تمثل في اختيار جمعية تأسيسية لوضع دستور يضمن احترام سيادة القانون ويتوافق عليه الجميع كذلك إعادة الأمن للشارع المصري بما يضمن الأمان للمواطن وسوف نسعي جاهدين لتغيير المناهج العقيمة التي لا تشجع الطلاب علي الانتماء.. كذلك إعادة الاهتمام بالمواد الدينية وإعادة الأنشطة المدرسية إلي سابق عهدها.. والاهتمام بالتعليم الفني لتخريج دفعات قادرة علي مواجهة سوق العمل مع الاهتمام بتأهيل المعلمين سواء بالداخل أو الخارج. علي الجانب الصحي لابد من الارتقاء بالمستوي المهني والخدمي بالمستشفيات الحكومية. * هناك كثير من الجدل حول ما يسمي بقوانين سوزان فما رأيك؟ ** اعترض علي تسمية قوانين الأحوال الشخصية باسم قوانين سوزان لأن هذه القوانين جات حصاد عمل وجهد العديد من الخبراء والقانونيين وجميعها مستمدة من الشريعة الإسلامية وسوف يكون هناك برلمان مواز للمرأة الطفل والأسرة يدرس كافة مشاكلهم ويقدمها إلي المجلس. * هل ترين أن إجراء الانتخابات الشتريعية ومن بعدها انتخابات الرئاسة يعني أن المليونيات لابد أن تتوقف؟ ** لابد أن تتوقف المليونيات قليلاً حتي نلتقط الأنفاس ونبدأ في تضميد جراح مصر حتي تتعافي بأولادها خاصة بعد أن أوشكنا علي نفاد الاحتياطي الاستراتيجي للسلع. الخوف من الإسلاميين * هل ترين أن تخوف البعض من الإسلاميين له ما يبرره؟ ** لا أتخوف من التيار الإسلامي لأنها إرادة الصندوق والحقيقة أن المصريين من أقدم الشعوب التي تعرف التقاليد والأخلاق والدين ونحن كمسيحيين ومسلمين نشأنا علي الإسلام الوسطي الذي يمثله الأزهر الشريف ولا نقبل من يفرض علينا التدين بطريقته. إنما يأتي تخوف الأقباط مثل المسلمين المعتدلين من التطبيق المتشدد للشريعة وظهور بعض الأفكار الغريبة علي المصريين مثل جماعة الأمر بالمعروف وتحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم ومسألة طمس التماثيل التي أشار لها المتحدث باسم حزب النور. * ما رأيك فيمن يطالبون بتطبيق قانون الأحوال الشخصية علي الأقباط؟! ** تطبيق قانون الأحوال الشخصية الخاص بالمسلمين علي الأقباط خالف الشريعة الإسلامية ويتعارض مع الاية "لكم دينكم ولي دين" والمسيحيين أولي بتطبيق شرائعهم. * التشريعات الدولية المخالفة للشريعة تتعاملون معها في ظل المجلس القادم؟ ** سوف يتم مراجعة كل الاتفاقيات ومدي ملاءمتها للتطبيق في المجتمع وهي مسئولية اللجنة التشريعية. أزمة طائفية * هل تعيش مصر أزمة طائفية فعلاً؟! ** يوجد احتقان طائفي صنعه النظام السابق أراد أن يشتت به المصريين جميعاً ساعده في ذلك وسائل الإعلام التي تزكي نيران هذه الفتنة. وفي تقديري أن المصريين أعلم الناس بحق المواطنة أضف إلي ذلك أن طبيعة الأقباط تختلف عن طبيعة الأقليات في أي مكان فالأقباط هم أصل البلد واستقبلوا الإسلام بشكل رحب وتعايشوا مع المسلمين في حب.. لذلك فهم قادرون علي إضفاء قيمهم وحضارتهم علي التعاملات فيما بينهم. * لكن.. ألا يوجد من يلعب بالورقة القبطية مهمشين في الحياة العامة والوظائف.. وغيرها كما أن أحداث العنف التي تقع ضد الأقباط تنقلها وتضخمها وسائل الإعلام بشكل مثير كذلك الفتنة المصطنعة التي أحدثها النظام السابق لذلك لا يجب أن نتهم كل أقباط المهجر بأنهم عملاء وخونة لأن فيهم وطنيون كُثُر. * كيف ترين حال المرأة عقب ثورة 25 يناير؟! ** بالرغم من مشاركة المرأة في ثورة 25 يناير إلي جانب الرجل إلا أنه تم تهميشها في لجنة إعداد الدستور وكذلك في حركة المحافظين والوزراء وبرغم أن قانون الانتخابات أجاز ترشيح امرأة عن كل قائمة ألا أن الأحزاب السياسية والدينية وضعتها "كمالة عدد" وفي صورة ورده وهذا يعني رده لنساء مصر. * ماذا تقول مارجريت عازر لأقباط المهجر الآن؟ ** أقول لأقباط المهجر دعوا المصريين داخل بلادهم فهم أعلم بظروفهم وأقدر عن التحدث عن قضاياهم وإذا كنتم مصريين حقيقيين فلكم مجال آخر وهو الاسثتمار داخل مصر. * وماذا عن موقفك من المادة الثانية من الدستور؟ ** هذه المادة موجودة في دستور 1923 و1971 وسوف تستمر لأن مصر وسطية ومتدينة ولها طابع خاص يعكس حضارتها ووحدتها.