وقع في يدي بالصدفة عدد شهر نوفمبر من مجلة "أفريكان بيزنس".. وحتي لا يقع أحد تحت طائلة المساءلة فلن أذكر كيفية وصول هذا العدد لي. حيث قمت برده للمسئول عن ذلك من أجل توصيله لصاحبه! والمجلة يتضح من اسمها انها متخصصة في عالم المال والأعمال في القارة الأفريقية. وفي تصوري.. انه لولا الفرص الواعدة في القارة الأفريقية.. لما صدرت مجلة تحمل هذا الاسم باللغة الانجليزية. وبديهي أن أفريقيا.. تتطلع لتحقيق التقدم. وتسعي إلي اللحاق بركب العصر.. إضافة إلي ما تحتويه أراضيها من ثروات هائلة. وبالتالي أصبحت القارة موئلاً ومقصداً ومحط أنظار دول العالم أجمع للحصول علي الجزء الأكبر من الكعكة الأفريقية الكبيرة والكبيرة جداً.. ! لقد أصبحت هناك منافسة شرسة بين كل من الولاياتالمتحدة والصين والهند وغيرها من الدول لاقتحام الأسواق الأفريقية وتحقيق فتوحات اقتصادية كبيرة في القارة البكر والفوز بأرباح هائلة. نظراً لرخص العمالة وتعدد الفرص. والقارة بوضعها الحالي في حاجة إلي مشروعات ضخمة في مجال البنية الأساسية.. وعلي سبيل المثال وقعت إحدي الشركات الكبري في الصين عقداً لتحديث وتوسعة أكبر الموانئ وأقدمها في غانا بمدينة تاكورادي الساحلية بعد أن أصبح الميناء غير قادر علي استيعاب الازدهار الكبير في حجم الصادرات والواردات التي تتدفق من خلاله أثناء الأعوام الثلاثة الماضية بعد أن أصبحت غانا دولة بترولية.. ويمكن للميناء أن يقدم مزيداً من الموارد المالية لخزينة الدولة ويوفر فرص العمل ويمنح غانا وضعاً استراتيجياً جديداً. كذلك هناك فرص هائلة في مجال صناعة الأدوية نظراً لانتشار الأمراض والأوبئة في كثير من الدول الاستوائية في القارة مثل الملاريا والكوليرا والتيفود وغيرها من أمراض المناطق الحارة.. ووصل حجم مبيعات الشركات الهندية إلي أرقام فلكية.. وعلي سبيل المثال يتوقع الخبراء أن يتضاعف حجم صناعة الأدوية في دولة مثل جنوب أفريقيا من 8.3 مليار دولار حاليا إلي 7 مليارات دولار عام 2018! وإذا نظرنا إلي مجال الاتصالات حسبما ورد في المجلة فإن أحدث الأرقام الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات عن عام 2010 يشير إلي أن الكونغو مثلاً لديها 11 مليون مشترك فقط في الهواتف المحمولة وذلك من بين 65 مليون نسمة هم عدد سكان الكونغو. ولا أعتقد ان بقية دول القارة. خصوصا جنوب الصحراء. تختلف كثيراً عن الكونغو.. بمعني أن مجال العمل في الاتصالات هناك لايزال مفتوحاً ويستوعب الكثير من الاستثمارات. شأنه شأن صناعة الأدوية. وتشير التقارير إلي ما تشهده الدول الأفريقية من نمو اقتصادي وارتفاع مستويات الدخول هناك. لدرجة أنه رغم تقلص الاقبال علي شراء السيارات الفارهة بالأسواق التقليدية في الدول الغربية نجد الاقبال عليها يتزايد في أفريقيا نتيجة أعداد الأغنياء من أبناء القارة. أما عن مجال البترول والغاز. فحدث ولا حرج. حيث ان الكثير من الدول الأفريقية أصبحت الآن محط أنظار العالم المتعطش للطاقة البترولية. وأصبحنا نسمع عن ظهور مخزونات ضخمة من البترول والغاز في السودان وأوغندا وتنزانيا وغيرها.. وفي تصوري الشخصي أن هذه الدول ربما تتصدر المشهد البترولي العالمي خلال العقود القليلة القادمة! ولأن النشاط الاقتصادي والمالي بحاجة إلي الأمن والاستقرار من أجل تحقيق التقدم والازدهار فقد وجدت شركات الأمن الخاصة المجال مفتوحاً أمامها لممارسة عملها وتحقيق أرباح كبيرة. والسؤال الآن: أين نحن من أفريقيا.. وأين أفريقيا منا؟!. أين هي شركاتنا التي تعمل في مجالات البنية الأساسية وغيرها من المجالات التي لا تحتاج إلي تكنولوجيا معقدة ولا عمالة فنية نادرة من المشروعات الأفريقية.. ؟! لقد نسينا قارتنا "الأم" فنسيتنا. وقديماً قالوا: "اللي بلا أم.. حاله يغم".. !! ** أفكار مضغوطة: احذر من الشخص الذي لا ينتقم منك. فهو لم يسامحك.. ولم يتح لك الفرصة كي تسامح نفسك!! "جورج برنارد شو"