الحاج شوقي هاشم قال ان جده الأكبر عطيتو والذي حج أكثر من سبع مرات منذ أكثر من 120 عاما كانت رحلة الحج تبدأ عنده بالنية وعقد العزم والاستعداد قبل موسم الحج بعدة أشهر وتجهيز راحلة يطعمها ويهتم بها لتقوي علي قطع مهالك الطريق وبعد ذلك يبدأ أخذ ما يحتاجه من نقود التي ستسد رقمة اثناء الرحيل وحين العودة اضافة إلي قيمة الهدي للقادرين ولمن يختار نسك التمتع في الحج وبعد ان يجتمع حجاج كل بيت مع اقاربهم طريق معروف ليلتقوا مع اخوانهم واصدقائهم وبعد آهات الوداع الممزوجة بالدموع الحارقة يخرج حجاج كل بلد ويكونون ركبا متعاونا وكانت الراحلة يتم اطعامها جيدا قبل الرحيل بفترة لتقوي علي قطع مسالك الطريق ويوضع علي ظهرها "الشداد" ويسميه البعض "المسامة لركوب الركوب الرجل علي ظهرها ويوضع للمرأة "هودج" أو الكواجة وهو بمثابة خدر للمرأة تركبه ويسترها عن أعين الرجال ويصنع من الخشب ويستر بالقماش ويكون علي هيئة صندوق مرتفع السقف يسمح للمرأة بالجلوس فيه براحة كما تزود الراحلة بالمزاود التي تعلق علي جانبي الراحلة قالت الحاجة خديوية الكامل علي عطيتو - 90 سنة - ان الاستعداد للرحلة كان يبدأ قبلها بمدة طويلة قد تتجاوز الشهر وذلك بالاعداد المبدئي لرحلة الج التي كان يواجهها الكثير من المتاعب والصعوبات عندما كان السفر بالسفن والابل أو السير علي الاقدام وكانت الرحلة طويلة والسفر شاق والطريق غير مألوف وكان أهلنا وذوونا يودعون الحجاج وهم غير واثقين تماما من عودتهم لأن هذه الرحلة كانت محفوفة بالمخاطر علي الدوام من جوع وعطش وكوارث طبيعية من ذلك العواصف والبرد القارس والامطار الغزيرة والسيول اضافت: منذ حوالي 120 عاما وقبل تطور وسائل المواصلات كانت الرحلة في الغالب تستغرق ثلاثة أشهر تبدأ من شهر شوال وتنتهي بآخر شهر ذي الحجة.. سمعت عن جدها الكبير عطيتو بخيت الذي اشتهر بلقب أبوالحجاج لأنه أدي فريضة الحج سبع مرات وعن اسفاره المتعددة لمكة وعلمت من آبائها واجدادها ان البداية تكون بالاعداد لقوافل الحجاج وتجهيز الجمال والمتاع وزاد المسافر وكانت قافلة الحجاج تسير إلي المشاعر المقدسة برا وبحرا من كافة اصقاع الأرض يقودها أمير القافلة وهو القائد العام للقافلة كلها وكانت مهمته اختيار زمن التحرك وسلوك أوضح الطرق وترتيب الموكب في المسير والنزول والحراسة لينطلق الحاج من الأقصر في بداية طريقه قاصدا مدينة قفط حاليا ومنها إلي القصير قاطعا حوالي 170 كيلو سيرا بالجمال حاملا معه متاعه وما يكفيه من طعام وشراب في الطريق بالاضافة لاعلاف الجمال. يبدأ الحجاج في السير ويستريحون من عناء السفر والطريق من آن لآخر حتي يصلوا إلي مدينة القصير بالبحر الأحمر وهناك يقومون بوضع الجمال عند اعرابي أو بدوي من سكان المنطقة مقابل أجر ويستقلون مركبا من ميناء القصير بالبحر الأحمر تقطع بهم أياما وليالي حتي يصلوا إلي منطقة الطور بسيناء وما ان يصلوا هناك حتي يقوموا بارسال خطابات لنا عن طريق حاملي الرسائل والعائدين حتي يطمئنونا علي سلامتهم وفي جبل الطور يقومون بأخذ الامصال واللقاحات المضادة للأمراض والأوبئة والعلاجات اللازمة لاستكمال الرحلة. ثم ينطلقون مرة أخري من ميناء الطور بمركب بالبحر الأحمر حتي يصلون إلي ميناء جدة بالجزيرة العربية وفي جدة يأخذون قسطا من الراحة ليواصلوا رحلتهم إلي مكةالمكرمة قاطعين 60 كيلو هي المسافة بين جدةومكة ليبدأوا في تأدية مناسك الحج والعمرة بمكةالمكرمة وعن رحلة الوصول يحدثنا الحاج جاد الرب فهمي فيقول انه قبل وصولهم بأيام في نهاية شهر ذي الحجة يبدأ الاستعداد لاستقبال الحجاج بترديد الاناشيد والمدائح النبوية ايذانا بقرب قدومهم من رحلة شاقة وطويلة . يضيف الحاج عبدالراضي عيد 110 سنة ان الافراح تستمر بالقرية لمدة سبعة ايام يتم خلالها نحر الذبائح واقامة الولائم وترديد الاناشيد والمدائح النبوية وتستمر الطبول والدفوف في الدق والاطفال في المرح واللهو بالخوص وجريد وسعف النخيل ويظل الحاج بعد ان يعود من رحلته ساكنا بالديوان أو المندرة أو البيت الكبير بالقرية ولا يرجع لبيته إلا بعد انقضاء مدة السبعة أيام الحاج مصطفي عبادي قال ان منزل الحاج يتم اعداده قبل وصوله بتلوينه وطلائه بالجير الأبيض من الداخل والخارج ورسم الرسومات المعبرة عن الحج وكتابة اسم الحاج وتاريخ الحج للتذكرة ويطلي المنزل باللون الأبيض وينقش عليه رسوم الكعبة وكبش الفداء وطائر أو سفينة "كرمز لوسيلة المواصلات المستخدمة"