اليوم.. يقف أكثر من 4 ملايين حاج علي عرفات خاشعين متضرعين إلي الله ان يقبل أعمالهم ويجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً.. فالحج عرفة كما قال رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم.. ففي هذا المكان تسكب العبرات وتتعلق القلوب والأرواح بخالق الأرض والسماوات.. إن الله يباهي ملائكته بعباده الذين جاءوه شعثاً غبراً يرجون رحمته ومغفرته ويقول جل في علاه: أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم. اليوم.. يوم المرحمة.. يوم العفو والصفح.. اللهم أغفر لكل من وقف علي عرفات.. ولكل من تمني الوقوف بها إنك عل كل شيء قدير.. وبالإجابة جدير.. آمين. اليوم لا فرق بين عربي ولا أعجمي.. ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوي والعمل الصالح.. الكل في صعيد واحد.. المكان واحد.. الدعاء واحد والرب واحد.. عليه توكلنا وإليه المصير. جلال الموقف كان لابد من هذا التقديم الذي أشعر انه لا يتناسب مع جلال الموقف وحجم المناسبة.. خاصة وأن الله قد يسر لي المشاركة في تغطية موسم الحج إعلامياً من أحد جوانبه وهو الحج السياحي -أي الذي تنظمه شركات السياحة- ل30 ألف حاج من اجمالي الحجاج المصريين البالغ عددهم 78 ألفاً و200 حاج وقفوا جميعا اليوم بعرفات ما عدا الذين توفاهم الله واختارهم في جواره في جنات الخلد إن شاء الله. قيادات وخبراء لقد حرص هشام زعزوع وزير السياحة ان تضم بعثة الحج السياحي هذا العام نخبة من قيادات وخبراء العمل السياحي الرسمي والخاص يتقدمهم أسامة العشري وكيل أول الوزارة المشرف العام علي البعثة ثم صلاح هيكل رئيس قطاع الشركات والمشرف العام المناوب والخبير السياحي عبد العزيز حسن الذي اختتم حياته الوظيفية برئاسة البعثة ومصطفي عبد اللطيف وكيل الوزارة - الشاب- للرقابة علي الشركات بجانب ممثلي غرفة السياحة وهم ناصر تركي نائب رئيس الغرفة رئيس لجنة السياحة الدينية وباسل السيسي وإيهاب عبد العال وعلاء الغمري أعضاء اللجنة والناشط السياحي أسامة عمارة الأمين العام المساعد للغرفة. عناقيد مثمرة لم يجد العشري صعوبة في قيادة بعثة الحج السياحي رغم انتقاله للعمل بقطاع الفنادق منذ أكثر من عام باعتباره واحداً من العناقيد المثمرة. في تنظيم الحج السياحي الذي بدأ منذ عام 1984 مع الخبير السياحي الكبير -حفظه الله ورعاه- حمدي الشامي الذي أسس لهذا النوع من الحج بمساعدة المخضرم عادل فريد الرئيس السابق للجنة السياحة الدينية بالغرفة ثم قاد مرحلة التطوير برنس السياحة حسين بدران الذي مازال عطاؤه مستمراً في قطاع التدريب باتحاد الغرف السياحية ثم وصل الأمر الي أسطورة السياحة حسن جمال الدين الذي تحمل مسئولية أكثر من ملف بجانب الحج السياحي الذي تولاه العشري فيما بعد لمدة 5 سنوات متتالية من 2006 حتي 2010. أهم المميزات وقد تميز الحج السياحي هذا الموسم بالعديد من المميزات أهمها: * ارتفاع مستوي السكن بعد عودة الاجراء الخاص بمعاينات المساكن بمعرفة الوزارة قبل توثيق العقود وهو الاجراء الذي توقف خلال السنوات الست الماضية. * انخفاض نسبة كثافة التسكين الفعلي للغرف التي بلغت أربعة حجاج بحد أقصي بالغرفة وهي نتيجة مباشرة لعودة الاجراء الخاص بمعاينة المساكن قبل التوثيق وبعد قيام اللجنة بوضع استيكر علي كل غرفة يوضح فيه العدد المسموح بتسكينه فتلتزم الشركات به وتقوم بعثة الاشراف بمتابعة ذلك بكل دقة. * تناسب أسعار البرامج مع مستويات الخدمة المقدمة بعد تدخل الوزارة هذا الموسم بتحديد أسعار البرامج عدا سعر تذكرة الطائرة وبما يضمن عدم مغالاة الشركات في الأسعار. * ارتفاع مستوي الخدمة بالمناسك بعد توقيع عقد اتفاق مع المؤسسة الأهلية لموطفي البلاد العربية بشأن الخدمات المقدمة لحجاج الطيران والتي تم فيه لأول مرة تحديد نوعية الخدمات المقدمة لكل مستوي والسعر المحدد لها تفصيلاً حتي تستطيع الشركة محاسبة المكتب في حال إخلاله بتقديم أي خدمة من هذه الخدمات وقد تم الاتفاق علي تشكيل لجنة مراقبة وفض المنازعات بين الشركات ومكاتب الطوافة تعمل تحت اشراف الوزار وغرفة الشركات والمؤسسة. * ارتفاع نسبة الشريحة العمرية للحجاج التي تتراوح أعمارهم ما بين 45 سنة و65 سنة الي 65% من العدد الاجمالي للحجاج. * ارتفاع نسبة الحجاج الإناث عن الرجال هذا الموسم حيث يمثل الحجاج الاناث 52% من العدد الاجمالي حيث يمثل الرجال 48% من الاجمالي. * اقبال الشركات علي استئجار استراحات بالمناطق المحيطة والقريبة من منطقة المشاعر بمني كخدمة اضافية تقدمها الشركات لحجاجها لمن لا يرغب في الاقامة بالخيام والهناجر المخصصة لهم بمني وبخاصة لكبار السن والسيدات. * زيادة اقبال الشركات علي الاندماج فيما بينها لتشكيل قوة تفاوضية مع ملاك الفنادق والعمارات للحصول علي أفضل الأسعار مما انعكس بدوره علي تخفيض أسعار البرامج حيث تم تشكيل 338 اندماجاً ضم 1839 شركة سياحية وهي المسموح لها بتنفيذ الحج هذا العام. * ضمان الحاج لحقوقه من خلال قيام الشركات بتوقيع عقد اتفاق مع الحاج يحدد له كل حقوقه خلال تنفيذ برنامج الحج. وذلك منذ خروجه من القاهرة مروراً بوسيلة السفر المستخدمة وكذا الفنادق التي سيقيم فيها بكل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة والخدمات التي ستقدم له خلال تأدية المناسك بالمشاعر المقدسة "مني وعرفات" وكافة الخدمات الأخري والموضحة في بنود ثابتة بالعقد. وفي حالة الاخلال بأي بند من بنود هذا التعاقد. يمكن للحاج التقدم للوزارة يثبت عدم قيام الشركة بتنفيذ أي من هذه البنود حيث تقوم الوزارة باجراء التحقيق اللازم فوراً للتأكد من ذلك. وقد تم اعتماد لائحة جزاءات خاصة لكل مخالفة. حيث تقوم الوزارة بتوقيع الجزاء اللازم علي الشركة في حالة ثبوت المخالفة عليها. كما يختلف حجم الجزاء وفقاً لجسامة المخالفة. * تسكين كل الحجاج بالفنادق. وما يشمله ذلك من تقديم خدمات فندقية كاملة والتي تشمل فرش الغرف فرشاً فندقياً حتي مستوي النجمتين وإلزام الفندق بالمداومة علي تزويد الغرفة بكافة المستلزمات الخاصة بالحاج أولاً بأول. * انخفاض نسبة الكثافة في الغرف من 5 حجاج خلال الأعوام السابقة الي ما بين 2.3.4 حجاج بالغرفة. البري في المقدمة * الحج البري الذي توليه الوزارة اهتماماً خاصاً. وهو المؤشر الإيجابي الذي ينفرد به الحج السياحي عن أنواع الحج الأخري نظراً لانه يخدم الطبقة المتوسطة من المجتمع والتي تضعها الدولة في إطار أولوياتها حيث يتم الاهتمام بهذه النوعية من البرامج من خلال الآتي: * الزام الشركات السياحية بتقديم كافة الخدمات اللازمة لحجاج البر بدءاً من فرش الخيام وتمهيد الأرض ومروراً بالإنارة ودورات المياه والتهوية وانتهاء بالإعاشة خلال الإقامة بمني وعرفات حيث تم بذل مساع كبيرة ومباحثات مطولة مع وزارة الحج والمؤسسة للتوصل لاتفاق لضمان تقديم كافة الخدمات اللازمة للحجاج خلال تأدية المناسك ووفقاً لأسعار محددة ودون مغالاة. * فحص كافة السيارات الناقلة للحجاج فحصاً الكترونياً دقيقاً. للتأكد من سلامة كافة أجزاء السيارة وقدرتها علي السفر لهذه المسافة دون التعرض لاعطال فنية قد تؤدي الي وقوع حوادث. * اخضاع كافة السائقين لفحوصات طبية دقيقة للتأكد من لياقتهم الصحية والنفسية التي تؤهلهم للقيام بالقيادة بأمان لمسافات طويلة ويتم استبعاد غير اللائق فوراً.