لم تنس ابنتي ريم رغم أنها تخرجت في الجامعة منذ أكثر من ثلاث سنوات مستر أميل الذي كان يدرس لها مادة الكيمياء وهي بالمرحلة الثانوية. دائماً هي علي اتصال به في كل المناسبات.. وهو أيضاً يتصل بها حتي في يوم زواجها أرسل لها تهنئة رقيقة. قالت لي قبل احتفالات عيد الميلاد المجيد بساعات مستر أميل بيسلم عليك.. كنت أعيد عليه.. وأرسل السلام للأسرة جميعها. وقال ابني هاني طالب الثانوية العامة: أنا كلمت مستر مدحت مدرس الرياضيات الذي شرح المنهج العام الماضي.. وكان بحق نعم المدرس المخلص.. لم يفرق في المعاملة بين أي من تلاميذه. وأنا بدوري خلال الساعات الماضية قمت بتهنئة كثير من الأصدقاء المسيحيين تربطني بهم علاقات خاصة ونتبادل الأحاديث في كل المناسبات.. ولكنني هذه المرة كنت أشعر بنبرة حزن وأسي.. ومعهم حق فما حدث في كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس السنة أي منذ سبعة أيام شيء محزن ليس لهم وحدهم ولكن لكل المصريين. وكما قال الشيخ خالد البراوي إمام مسجد شرق المدينة المواجه للكنيسة والذي تعرض فور الحادث للاعتداء من بعض الثائرين المتعصبين: مرتكب الجريمة لا يمكن ان يكون مسلماً موحداً بالله.. ولا مصرياً شرب من ماء النيل.. وأن مشهد الدماء بالاشلاء المتناثرة في كل مكان لا يفارقه أبداً.. وسماحة الدين الحنيف بريئة من القتلة. أضاف: ان علاقة أسرة المسجد بقساوسة الكنيسة طيبة.. ولم تشهد أبداً أي مشاحنات أو مضايقات.. كنا نفترش رصيف الكنيسة في صلاة التراويح خلال شهر رمضان الماضي.. والكهنة كانوا يمدوننا بالحصر التي نحتاج إليها. أما القس مقار فوزي كاهن الكنيسة فقال: "المجزرة هدفها إشعال نيران الفتنة.. وأناشد المصريين جميعاً التكاتف ضد التعصب والتطرف". هذا هو منطق العقل والحكمة الذي نحتاج إليه.. وعلينا أن ننظر بعيون ثاقبة وفاحصة فيمن له مصلحة في إشعال النيران علي هذا النحو.. وأن نمد النظر بعيداً الي مناطق أخري لعبت فيها الاصابع الخفية والاجندات الخارجية كالسودان الشقيق جنوبه وشماله وفي دارفور والعراق وأفغانستان وما يحدث بالصومال الذي لم يعد دولة. وأيضا الاصابع الخفية التي تلعب داخل دول حوض النيل لايقاع الفتنة واللعب بورقة المياه.. والتلويح بأن المعركة القادمة في المنطقة هي حرب علي المياه.. ومن يوقع ويؤجج الخلافات بين الفلسطينيين وبعضهم البعض حتي يتقاتلوا ولايلتفتوا الي من يحتل الأرض ويحصد أرواح أطفالهم وشبابهم وشيوخهم ونسائهم صباح مساء. كل مصر يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضي الي نوبة صحيان تبحث وتدقق لتكشف الحقائق التي ربما تغيب عن البعض من الطرفين في لحظات الغضب. علاقة المسلم بالمسيحي علي أرض مصر أبدية حتي تقوم الساعة.. والوطن الواحد لابد أن نحميه من كل المتربصين والطامعين في الايقاع بيننا وتقسيمنا اليوم مسيحي ومسلم.. وغدا شيعي وسني.. والله وحده يعلم ماذا بعد ذلك!! إننا مطالبون بأجندة إعلامية ودينية علي المستوي القريب والبعيد تكشف هذه الالاعيب وتفضحها أولا بأول.. وتنمي بين أبناء الوطن الواحد قيم الولاء والانتماء والحب والتآخي بعيداً عن التعصب الأعمي الذي يضر ولاينفع يفتت ولايجمع.. والمستفيد من كل ذلك هم الاعداء المتربصون.. فهل نبدأ وبسرعة؟! لقطات : * برافو أنس الفقي بمبادرته الرائعة لنقل الاحتفال بعيد الميلاد المجيد باشتراك التليفزيون المصري وكل برامج التوك شو وقنواته الخاصة في بث واحد.. و.. هل من مزيد؟! * جامعة خاصة "جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا" تسدد مبلغ 30 مليون جنيه ضرائب منذ أيام.. علي الفور سؤال يطرح نفسه : كم ملياراً دفعها الطلاب وأولياء أمورهم "الغلابة".. سؤال بريء جداً جداً!! * عندما تحدد أجهزة الأمن ملامح منفذ جريمة الإسكندرية.. نشعر بأن الأمل بات قريبا من كشف الخلية الإرهابية.. قولوا يارب!! * هل هي مسرحية هزلية.. أم حقيقة مبكية عندما نقرأ في تقارير صحفية إسرائيلية أن الرئيس الأمريكي أوباما محبط من تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وأنه يرفض شخصيا التعامل مع ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.. وأنه ترك الملف لمساعديه!!!.. ياحلاوة!!