بدأ فريق العمل المشترك من الأدلة الجنائية والطب الشرعي لكشف ملابسات حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية التحرك في ثلاثة اتجاهات للتوصل إلي منفذ الجريمة.. أول هذه الاتجاهات أن يكون الإرهابي حامل الحقيبة التي تحتوي علي القنبلة المنفجرة التي قد يصل وزنها إلي مائة كيلو جرام. قد اصطدم بإحدي السيارات المارة نظراً لازدحام المنطقة بالمارة والسيارات لحظة الحادث وهو ما أدي إلي انفجار القنبلة وذلك أثناء محاولة الإرهابي منفذ الجريمة عبور الشارع لدخول الكنيسة وتنفيذ العملية بداخلها لالحاق أكبر قدر من الأذي بالمصلين لحظة القداس. أما الاتجاه الثاني فهو أن يكون قد تم تفجير الإرهابي والحقيبة المحمولة معاً دون علم المنفذ وذلك من خلال متابع له يحمل أداة التفجير وهذا يعني أن منفذ العملية اثنان وليس واحداً وأن المنفذ ما هو إلا شخص تم التغرير به ليضع الحقيبة داخل الكنيسة ويلوذ بالفرار دون أن يعلم الخطة الحقيقية للتخلص منه. الاتجاه الثالث وقد يكون الأقرب للتصور وهو أن من قام بتنفيذ الحادث اثنان وليس واحداً كما تردد مع بداية الحادث ويحمل كلاً منهما حقيبة مفخخة وأنهما كانا يسيران في اتجاهين مختلفين فأحدهما أقرب لباب الكنيسة والثاني أقرب للمسجد المواجه وهو ما نتج عنه هذا العدد الكبير من الوفيات في اتجاهات مختلفة وأيضاً انفجار السيارات البعيدة عن باب الكنيسة وأيضاً يبرر قوة القنبلة لأنها مقسمة علي حقيبتين من السهل حملهما وليس حقيبة واحدة ثقيلة الوزن بحيث يكون من السهل ملاحظة من يحملها في الوقت الذي يلاحظ فيه أي من الشهود أو المصابين وقوات الشرطة أي رجل يحمل "جوالاً" أو حقيبة يتعدي وزنها العشرين كيلو جراماً. يضع خبراء الأدلة احتمالاً شبه أكيد بأنه في حالة ثبوت صحة الاحتمال الأخير فلابد من وجود متابع لمرتكبي الحادث لتفادي الأخطاء ومساعدتهما إذا ما تم الاصطدام بهما أو كشف أمرهما وهو ما يؤكد أن مرتكب الحادث قد يكون تشكيلاً إرهابياً من ثلاثة أفراد علي الأقل ولس تصرفاً فردياً عشوائياً. علي الجانب الآخر بدأت مباحث الإسكندرية يعاونها فريق من الأمن العام بالقاهرة من التحري حول الشقق المفروشة الموجودة بالمنطقة ومن يستأجرها خاصة من غير المصريين وأيضاً بالتحري في أسواق بيع الخردة المعروفة بالإسكندرية والتي تبيع "المسامير" و"الرومان البلي" و"الصواميل" وقطع الزجاج المكسور بالكيلو من أجل اعادة تصنيعها وهي الأشياء التي تم استخدامها في تصنيع القنبلة البدائية المنفجرة لمعرفة من اشتري مؤخراً كميات كبيرة من هذه المكونات.. حيث من المؤكد أن مرتكب الحادث كان يقيم بالقرب من المنطقة لدراستها ومعرفة مواعيد الصلاة بالكنيسة وعدد أبوابها ومداخلها ومخارجها خاصة أن هذه الكنيسة لها أبواب جانبية وخلفية ولكن المنفذ اختار الباب الأمامي.. وأيضاً لابد للمنفذ أن يسير لمسافة قريبة من الكنيسة بالقنبلة خوفاً من انكشاف أمره وأيضاً لثقل وزن الحقيبة. أما بالنسبة للمكونات المستخدمة في القنبلة فالأقرب هو شراؤها من أسواق الإسكندرية المنتشرة بشرقها وغربها بدلاً من احضارها من أماكن أخري.