أكد الرئيس محمد مرسي انه لن يعرض مشروع الدستور علي الشعب الا اذا رأي عليه توافقا من الجميع. قال مرسي في كلمته خلال احتفال نقابة المحامين بعيدها المئوي الليلة الماضية بمركز المؤتمرات بمدينة نصر إن دم الشهداء لن يضيع أبدا ولكن دون اتخاذ أية إجراءات استثنائية وانما في اطار الإجراءات الصحيحة من خلال التشريع والتقنين. قال الرئيس في كلمته بمناسبة الاحتفال بالعيد المئوي لنقابة المحامين إن مرور مائة عام علي انشاء نقابة المحامين يعني ان مصر دولة قانون منذ عشرات السنين وأنها دولة دستور بالمعني الذي يفهمه العالم وفرح به المصريون حتي انهم قالوا ان الدستور قرآننا. أضاف: نحب أن نحتكم إلي العدل ونرجع إلي ما اتفقنا عليه ونعيش في مجتمع يحترم بعضه بعضا ويحرص كل أبنائه علي استقراره وإعلاء قيم الحرية والعدل فيه فالعدل اسم من أسماء الله الحسني. تابع مرسي قائلا:انه يستشعر في المحامين الحاضرين لاحتفال مئوية النقابة كل ألوان الطيف المصري من كل اتجاه وفكر واري فيكم معني التكامل لا التطابق..والتجمع علي هدف اقامة مصر الجديدة المستقرة صاحبة الرسالة والوطن الذي يقوم علي القانون والدستور والعدل. نوه أن المصريين تحملوا الظلم وساروا إلي الأمام وقاموا بثورات 1919 و1952 و2011 مشيراً إلي أن هذه الثورات عبرت عبر التاريخ عن روح المصريين المناهضة للاستعباد والهيمنة وفساد الحكم والديكتاتورية وتزوير الانتخابات داعيا إلي ان تبقي نقابة المحاميون دائما قلعة للحريات. قال الرئيس مرسي في كلمته بمناسبة الاحتفال بالعيد المئوي لنقابة المحامين نقف جميعا في موقف يحسدنا عليه الكثير من الشعوب ودول العالم وأمامنا أبواب مفتوحة في مجالات عديدة ولدينا فرص وإمكانات كبيرة للتنمية..والعمود الفقري هو البشر ومن خير البشر من يحرصون علي العدل والعدالة حتي يطمئن الناس. أضاف مرسي ان ذلك يستوجب منا ان نتكامل ونتحاب وأن ندرك أن الخلاف فيه مضيعة للوقت والفرص ولا يسعد به الا عدونا. أضاف: أؤكد لكم انني عندما اقول عدو لا اقصد أبدا اي مصري وانما عدونا هو الذي يريد الا نفيق أبدا من كبوة طالت مشيرا إلي أن الشعب المصري وقع عليه الكثير من محاولات القهر والتغييب حيث أدمن النظام السابق التزوير وتنكر لمعاني المروءة والإخلاص والانتماء للوطن..وكلنا عانينا من الذي وقع بنا عبر عدة عقود من الزمن ولكن أبدا ما ماتت هذه الامة ولا خنعت ولا تراجعت عن المطالبة بحقوقها... كان المحامون دائما في طليعة الصفوف في هذا السعي. أشار الرئيس مرسي إلي أن تاريخ مصر ينبض بحب الحرية وحسن الانتماء من أبناء مصر لأرضها وهذا الشعب عندما ينهض فإنه يمضي.. فلا ننظر للخلف أو تحت أقدامنا لتضييع الأوقات والفرص وإنما نريد أن نتكامل بالحوار وأن يقوي بعضنا بعضاً بالرؤية الواضحة والهدف الكبير الواحد. قال الرئيس محمد مرسي إن ثورة 25 يناير عبرت عنا جميعا ووقف المصريون بكل قوة يقودهم أهدافهم ولا يمكن لاحد ان يزعم انه قاد وحده الثورة...فكانت ثورة الجميع. استطرد الرئيس مرسي قائلا مررنا بفترة انتقالية بدت طويلة ولكن الثورة لم تكن لتحيا لولا دماء الشهداء وتضحيات المصابين.. وهؤلاء نقدر لهم ما قاموا وضحوا به.. ولا يمكن أبدا ان يتصور احد ان دم الشهداء يضيع..فهو لن يضيع أبدا. قال منذ أيام قليلة اصدرت قرارا بقانون للعفو عن كل من وقع عليه ظلم بتحقيق او اعتقال في هذه الثورة واليوم اقول ان الحكومة مكلفة بإعداد مشروع قانون خلال أيام قليلة للحفاظ علي الثورة وعلي حقوق الثوار.. وسيصدر هذا القانون للحفاظ علي الثورة والقصاص للثوار والشهداء. أضاف ان هناك لجنة لتقصي الحقائق كاملة حتي لا تضيع الحقوق وحتي تقر أرواح الشهداء وعيون أهاليهم. أوضح انه لا يريد أحد منا أن نتخذ إجراءات استثنائية لذا علينا اتخاذ إجراءات صحيحة بالتشريع والتقنين ونريد للقضاء ان يبقي شامخا مستقلا والا يخدش. قال ¢إن الشرعية الثورية في تاريخ الامم كثيرا ما كانت تراق من خلالها الدماء ويتوج بها الحكم.. ولكن شرعية ثورة 25 يناير هي شرعية شعبية لم ترق بسببها الدماء ولم يعتد علي احد بهذه الشرعية ولا يمكن ان يستخدمها بطريقة خاطئة من انتخبه المصريون¢.. اكد الرئيس مرسي انه اجري التعديل الدستوري للحفاظ علي التشريع لا لكي يستخدمه ضد احد مضيفا انه لم يستخدم حق التشريع في 60 يوماً كاملة الا في حالات ثلاث وباستشارة رجال القضاء وهذه الحالات هي السماح للراسبين من طلاب الصف الثاني الثانوي بالاختيار بين الإعادة حسب النظام القديم او الجديد ومد التأمين الصحي للأطفال دون السادسة وإلغاء الحبس الاحتياطي في قضايا الرأي للصحفيين.. دعا الرئيس محمد مرسي المصريين إلي أن يضعوا ايديهم في ايدي بعض لتمر هذه الشهور القليلة ويصبح لمصر دستور دائم وليس مؤقتاً محذرا من أن الخلاف في دول حولنا أدي إلي عدم الاستقرار وبعض الدول تعاني لمدة عشر سنوات من عدم وضع دستور أو عدم اكتمال قواعده ولا نريد ذلك لمصر.. مشيراً الي اننا نريد دستوراً يعبرعن الأمة ويحمي مكتسبات الشعب أكد مرسي انه لن يكون لمصر دستور يعبر عن فئة دون اخري مشددا علي ان مسئوليته ان يعرض علي الشعب الدستور بحرية تامة واذا رفضه الشعب نعيد الكرة. مؤكدا أن مسئوليته أيضا ان نجتاز هذه المرحلة دون خسائر وان نمضي إلي الأمام. أضاف من لديه رأي أو رؤية فاني كلي آذان صاغية وأريدكم ان تساهموا في مسيرة الوطن. أضاف اتفقنا جميعا علي 4 كلمات في كل الحوارات الوطنية والوثائق بما فيها وثيقة الازهر وهي أن تكون مصر : دولة وطنية ديمقراطية ودستورية قانونية وحديثة.. وبقي ان نترجم الكلمات الأربع إلي نصوص ومواد..واقترحوا ما شئتم في اطار حوار بناء. قال الرئيس مرسي أرجو أن يذكرنا التاريخ باننا كنا علي قدر المسئولية وعند حسن ظن شعبنا بل والشعوب العربية وقبل كل ذلك عند حسن ظن ربنا. دعا إلي التقليل من الخلافات مطمئنا الجميع بانه لن يستطيع احد ان يمرر شيئاً لا نتفق عليه. فيما يتعلق بمطالب المحامين قال الرئيس مرسي مطالبكم علي العين والرأس ونقيب المحامين سامح عاشور ارسلها لي وسأنظر فيها ولن أتردد في استجابة الممكن منها ولكن القضية في التداول تأخذ وقتا. كان سامح عاشور نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب قد القي كلمة في بداية الاحتفال طالب فيها بان تستعيد نقابة المحامين حقها في أتعاب المحاماة التي تحصلها وزارتا العدل والمالية ولا توردها لنقابة المحامين منذ سنوات قائلا نريد أموال المحامين المودعة في وزارة العدل. عرض عاشور لحين استرداد أموال نقابة المحامين اما ان يتم تمويل صندوق نقابة المحامين بمبلغ 100 مليون جنيه سنويا لمدة ثلاثة أعوام وأما ان ينقل صندوق معاشات المحامين الي الهيئة القومية للمعاشات. أضاف انه سيتقدم بمشروع قانون جديد للمحاماة يتضمن حق النقابة في تحديد اعداد المقبولين كما وكيفا وتوفير الحصانة للمحامين اثناء وبسبب اداء عملهم وإنشاء هيئة قانونية مستقلة لتدافع عن المال العام في الهيئات والشركات بالاضافة الي النص في الدستور علي حق المحامين في موقع القضاء حتي نضمن دعما حقيقيا للقضاء مؤكدا انه لن يسمح لاحد ان ينتقص من حقوق المحاماة.. شدد علي ان مصر ليست حزب الحرية والعدالة ونحن نريد دستورا وطنيا لدول مدنية لا عسكرية ولا دينية. دعا عاشور الي حوار مجتمعي حول الدستور وحول قضايا التعليم والصحة والصناعة والمبادئ التي قامت من اجلها الثورة مؤكدا ان الثورة لم تنته بعد. أكد انه لا يجوز في المرحلة الانتقالية ان تصدر تشريعات استباقية للدستور وأنه لا يجوز تعديل قانون الطوارئ أو الصحافة. أشاد بقرار الرئيس محمد مرسي بتكريم السادات والشاذلي. داعيا إلي تكريم أبطال آخرين مثل عبد المنعم رياض وجمال عبد الناصر. في ختام كلمته أهدي سامح عاشور للرئيس مرسي درع مئوية نقابة المحامين.