طاحونة الأيام تدور بلا هوادة والاحداث متسابقة ومتسارعة لا يقوي عقلي الضعيف علي ادراك مراميها.. فالغايات متباينة والأمور تتعقد ورغم ذلك بقايا الأمل مازالت تطل علينا من آن لآخر ببارقة ربما يكون فيها الخلاص المنشود لحل مشاكل وأمور اتخيل انها معقدة ومعقدة جدا. رغم ذلك مازالت بقايا الطهر والنقاء والصفاء التي اكتسبتها نفسي من تربيتي البدوية وما اكتسبته من عادات صحراوية تجعلني انتظر أملا قد يأتي في الغد ليخرج بوطني من دوامات وعواصف الخلاف التي أوشكت أن تقتلع الثوابت من النفوس واصبح الشك غاية والتخوين هدفا ولا أحد يعرف شيئا رغم ادعاء الكثيرين بالمعرفة ولكنها معرفة ناقصة لعنصر حب الوطن.. فتحولت الساحة إلي صراع ديوك والكل يتحدث والصوت يعلو ويجلجل.. جلجلة صوت الطبول الجوفاء التي تصم الاذان. فلم يعد أحد يسمع لأحد ولا أحد يتحمل أحدا وعلت الأنا علي صالح الوطن والكل يتكالب علي أن ينال قسطا من الغنيمة دون مراعاة لوضع وقدرة الغنية وطاقتها في أن تستوعب كل المتكالبين عليها فتحول الشارع في أغلب مدن المحروسة لتجمعات تظاهرية فئوية وتعطلت المصالح ولا ادري لماذا كل هذا الانفلات؟ ولماذا لا نهدأ؟ لماذا لا نفكر في الأوضاع قبل ان نطلب بما هو غير مستطاع؟ يا أهل مصر عليكم بالصبر فإن الوضع جد خطير فالأزمات تضرب في أعماق قلب المحروسة بقسوة لدرجة ان وصل الأمر إلي أن كل من يختلف مع زوجته يخرج في مظاهرة ويهدد بالاعتصام!! ويطالب رئيس الدولة بالتدخل!! انه انفلات ما بعد الثورات حيث اكد التاريخ ان أي مجتمع يقوم بثورة تستمر أوضاعه لفترة في حالة من الحراك الثوري لكن في المجتمعات التي تراعي مصلحة الوطن وتنكر مصلحة الفرد تتعافي سريعا ويشفي البدن وأما إذا سادت الأنانية فعلي المجتمع السلام. لذلك علينا ان نكون علي قدر المسئولية ولا نترك للنفس عنانها فإن النفس امارة بالسوء ولا يجب ان نكون كالدبة التي قتلت صاحبها له وخوفا عليه وأنا كمحب لتراب هذا الوطن أري الغد أفضل وتكون الثمار قريبا وسلمتي يا مصر من عبث العابثين. - همسة: قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل