ماذا يحدث في الوطن؟!

قراءة سريعة لما يحدث في الوطن، عبث، عبث، الكل في حالة استنفار، وحالة شجار، وحالة من الاكتئاب الاجماعي أصبنا به أنفسنا، دون سند حقيقي من الواقع الذي تعيشه البلاد، أصبحنا مجموعة من الفرقاء، هؤلاء صحفيون خارج منظومة الحياة، وهؤلاء صحفيون يتلمسون الحقيقة بأقلام ناعمة، دون اتخاذ موقف صريح وواضح من الحياة العبثية التي يعيشها المجتمع، وهناك فئة ممتازة من الوطن يعيشون في معسكرين، قضاة في ضفة ، ومحامون في ضفة أخري والجميع ينفخون في النيران لتزداد اشتعالاً، ومنهم من يسكب سوائل قابلة للاشتعال علي بقايا رماد يخمد في أرجاء محاكم المحروسة بكل أنواعها، وهؤلاء أساتذة جامعات أسموا أنفسهم بأيام من شهور السنة إما سبتمبر أو أكتوبر أو حتي يوليو كلها رموز إلي عبثية الحياة، وأيضاً هناك جموع من أساتذة الجامعات يأملون في أن يسود العدل، والنظام، وأن تعود الأوضاع الجامعية لسابق عهدها علماً وبحثاً ودراسة جيدة مفيدة لأبناء الوطن ورفعة شأن التعليم العالي المصري، وهناك مهنيون يبحثون عن مخرج لتحرير نقاباتهم المهنية، وكأننا في عزب، وقري، وتجمعات متنافرة المصالح والأهداف، ولن ننسي أيضاً أطباء مع وأطباء ضد وحتي الفنانين، وهم القوي الناعمة الوطنية أصبح منهم مع، ومنهم ضد!!
أصبح المجتمع يعيش حالة من العبث دون أمل في الخروج من هذا المنظر الدرامي للحياة السياسية والاجتماعية في مصر، والمجلس العسكري والحكومة الانتقالية بل والسياسيون لا حول لهم ولا قوة الكل في انتظار حالة ولادة متعسرة لكن البلد وكأنها مصابة بحالة (إمساك) شديد لا قدرة علي التصرف للتهدئة، ولا قدرة علي التجمع حول كلمة أو هدف من أجل تهدئة الأوضاع، ونري ونسمع، قضايا وهمية، مرة شائعات لا معني لها ومرة قضايا تفجرها جماعات هي أخطر ما يهدد الأمة كلها، إذا استعانت علي قضاء أغراض بعضهم بهذه الأسباب الملتوية، وكأن هناك نافخا في النيران، يريد أن يشعل النار في الأخضر واليابس، ولمصلحة من كل هذا التنافر في المجتمع؟ لمصلحة من؟
يقف المصريون ثلاث فرق، فرقة متحفزة للأخري، وفرقة أكثر عدداً، وفرقة تمثل الأغلبية الصامتة، وكأن البلد، لا تعنيها في شيء، شيء لا يصدقه عقل، عاقل، نحن لا نستورد الغباء ، بل نستخرجه من أحشائنا وأمعائنا ومن المدهش أن كل وسائل الإعلام بما فيها الخاص والعام، كلها أصبحت سوق (عكاظ) الكل يصرخ ويتشاجر ويلطم الخدود، وكأن البلد ، في مهب الريح وسط يم من الأمواج، ونحن لا نري إلا الأسود وضاقت عيوننا ، وصمتت آذاننا وضاقت صدورنا، ماذا نريد أن نفعل بأنفسنا؟ ماذا نريد لهذا الوطن؟ لماذا هذا التهيج ؟ ولماذا سكب الغاز علي النيران؟ ولماذا لا نتقي الله في مصرنا؟ وفي أولادنا؟ وفيما وهبنا الله من نعم؟
سؤال وتوجه مطلوب الالتفاف حوله، والإجابة عليه للصالح العام؟!!! ولمصلحة الوطن العليا!!