عندما تولي د. محمد مرسي منصب الرئاسة أعلن برنامج ال 100 يوم للتعامل مع 5 قضايا هامة هي الأمن والنظافة والخبز والمرور والوقود ووعد بايجاد حلول جذرية لها.. فهل نجح الرئيس في تحقيق وعوده بعد مرور هذه المدة؟ الآراء بشأن النجاح من عدمه تباينت بشدة.. البعض يتهمه بالفشل التام ويشرح ويسرد الأسباب لذلك وآخر يشيد بنجاحاته مطالباً بالرجوع إلي الاحصائيات التي تكشف عن تحقيق العديد من الايجابيات. المعارضون قالوا أننا نرفض أسلوب "اليومية" فرئيس الجمهورية لا يجب ان يعمل بالقطعة ولكن عليه وضع سياسات حقيقية لتخفيف المعاناة شديدة القسوة علي المواطنين الذين يعيشون كارثة حقيقية. قالوا ان د. مرسي اختار قضايا شائكة ومتشعبة لا يمكن ان تحل في مائة يوم فقط ولا يمكن ان يحتكر فصيل واحد التصدي لها ولكن تحتاج إلي مدة زمنية أطول وتكاتف من الجميع. أما المؤيدون فيرون من جانبهم ان الوضع أصبح أفضل كثيراً من الفترة التي سبقت تنفيذ البرنامج وفقاً للبيانات والاحصائيات التي تؤكد تحقيق نسب انجاز لا يستهان بها في العديد من الملفات الخمس. اتهموا التحالفات الشريرة بأنها تعوق تحقيق النجاح الكامل مطالبين رئيس لجمهورية بالقضاء علي الفاسدين من رجال الجهاز التنفيذي. د. يحيي الجمل- نائب رئيس الوزراء سابقاً يقول رغم ان الرئيس يبذل الكثير من الجهد لتحقيق برنامج المائة يوم الذي وعد به لكن علي أرض الواقع نجد الصورة مختلفة تماماً فالحياة زادت تعقيداً وأصبحت السمة الغالبة علي الشارع الاضطراب مما ساهم في تزايد الاضرابات نتيجة عدم الاطمئنان نظراً لان الخمس قضايا التي تضمنها البرنامج تمس حياة المواطن اليومية ولكنه لم يشعر بأي تحسن فيها. أضاف في الدول الديمقراطية يحاسب الرئيس علي ما قطعه علي نفسه من وعود حتي لا يقوم أي مسئول باطلاق الوعود والتصريحات دون دراسة لكافة الظروف وكان يجب علي الرئيس ان يقوم بتحديد وقت أطول للقضاء علي هذه المشاكل المعقدة. * البدري فرغلي- عضو مجلس الشعب السابق يؤكد ان الرئيس فشل فشلاً ذريعاً في تنفيذ ما وعد به حيث الأزمات تزداد سوءاً فكل يوم لا يضيف جديداً بقدر ما "ينحت" من القديم فالحالة الاقتصادية علي سبيل المثال متدهورة والمصريون بدءوا يشعرون بفقدان الأمل في تحقيق أي تقدم ايجابي. أضاف أنني أرفض من البداية أسلوب التجزئة الذي اتبعه د. مرسي فرئيس الجمهورية لا يجب ان يعمل "باليومية" ولكن عليه ان يضع خططا وسياسات طويلة الأجل من أجل تخفيف المعاناة اليومية شديدة القسوة التي أصبح المواطن يشعر بها في كل المجالات التي حددها الرئيس وهي الأمن والنظافة والخبز والمرور والوقود فكل قضية من هؤلاء تمثل كارثة كبري لم يحدث بها أي تحسن ويكفي ان نقدم له صورة لتلال القمامة التي تحاصرنا أو طوابير السيارات للحصول علي الوقود. قال أنني أنصح د. مرسي صادقاً وأقول له ان مصر تحتاج إلي أسلوب آخر في ادارتها من خلال الاستعانة بالجميع بغض النظر عن انتمائه الحزبي لأنه يؤسفني أن أقول له ان كل القوي السياسية التي لا تنتمي للحرية والعدالة تجلس علي قارعةالطريق ولا تشارك في أي عمل جاد يخرج الوطن من أزمته. * حسين عبدالرازق- نائب رئيس حزب التجمع.. يري ان الرئيس ارتكب خطأ فادحاً في تحديده لهذه القضايا الخمس خلال المائة يوم الأولي من توليه الحكم نظراً لأن بعضها لا يحل بواسطة قرارات أو قوانين انما بوجود سياسات متكاملة وقابلة للتطبيق علي أرض الواقع. ضرب مثالا بمشكلة المرور فمن المستحيل ان تحل بقرار فوقي فهي تحتاج لمدة زمنية طويلة يراعي فيها سعة الشوارع واعداد السيارات وشرطة متخصصة للمرور علي مستوي عال من الكفاءة وكاميرات لمراقبة الطرق بدلاً من الاعتماد علي العنصر البشري. أشار إلي ان القضايا التي حددها الرئيس لا يجب ان تطرح بشكل سطحي أو كلام مرسل فكان لابد في البداية من دراسة الامكانيات المتوافرة ومن ثم يمكن تحديد طريقة الحل ولذلك فمن المطلوب من أي مسئول قبل ان يطرح وعوده ان يصوغ برنامجاً قابلاً للتحقيق. * د. طارق زيدان- من شباب الثورة ورئيس ومؤسس حزب الثورة المصرية. يؤكد أن د. مرسي أخطأ من البداية عندما أطلق هذه الوعود غير الواقعية لأنها أكبر من أن تحل في مائة يوم.. ولو افترضنا جدلاً حسن النية في د. مرسي وأنه لم يكن علي علم بالواقع أو الصعوبة التي تكتنف حل هذه المشاكل فعليه الان أن يخرج ويعلن في صراحة أنه اكتشف أنها أكبر مما تخيله ويقدم وعوداً ثانية بعد ان تعرف علي المشاكل ويحدد مواعيد الحل ولكن ساعتها لن يعذره أحد. أوضح ان أي منصف ومتابع للواقع سوف يكتشف ان الأحوال لم تعد أفضل من الماضي بل للأسف هناك شعور عام بإننا نتجه إلي الأسوأ في المجالات التي حددها د. مرسي في برنامج المائة يوم اضافة إلي المشاكل الاقتصادية التي نعاني منها مثل ضرورة توفير العملة الصعبة يومياً لاستيراد السولار والبوتجاز والزيت والسكر وحتي الفول وفي حالة عجزنا عن توفير هذه العملة ستحدث كارثة اقتصادية ومعيشية. * د. مغاوري شحاتة- رئيس حزب مصر القومي يري ان اختيارات د. مرسي من البداية كانت اختيارات صعبة لأن المشاكل التي حددها لا يمكن ان تحل حلاً جذرياً في 100 يوم ولكن تحتاج إلي برنامج طويل المدي وتجهيزات وكوادر ادارية قادرة علي تحقيق الأهداف. أضاف ان مشكلة القمامة علي سبيل المثال موضوع متجدد حيث أنها بمثابة مخرجات يومية من المنازل والمتاجر والمصانع وأي تأخير في إزالتها ولو ليوم واحد يعقد الأمر كما ان الحل يحتاج إلي مصانع للتدوير ومنظومة متكاملة للاستفادة من المخلفات وهذا لن يتحقق في 3 أشهر كذلك مشكلة المرور الحل الجذري لها يحتاج اعادة هيكلة الشوارع والميادين وتوفير جراجات كافية لمنع الانتظار الخاطيء في الشوارع. نجاح ملحوظ * أحمد إبراهيم- عضو مجلس الشوري عن الحرية والعدالة يؤكد ان د. مرسي عندما أعلن برنامج المائة يوم حدد قضايا في غاية الأهمية للمواطن ورغم صعوبتها الا أنه اختارها لأنه يعلم أنها تتعلق بالحياة اليومية للناس وبالتأكيد فهو حقق نجاحاً ملحوظاً في بعض القضايا وبنسبة أقل في البعض الاخر وهناك ملفات مازالت تحتاج إلي جهد أكبر ومتواصل. أضاف من أكثر الملفات التي حققت نسبة انجاز عالية الملف الأمني الذي اعتقد أنه تم قطع خطوات عملية كبيرة به منها العمليات الأمنية الواسعة التي تتم في سيناء للسيطرة عليها من العناصر المارقة وأيضاً العملية التي تمت في بحيرة المنزلة وتم فيها القاء القبض علي ما يقرب من 1400 عنصر اجرامي وكمية كبيرة من الأسلحة.. كذلك تراجعت حوادث الطرق وخطف المواطنين والسيارات وهذا ليس كلاماً علي عواهنه ولكنه يستند لوقائع محددة من خلال التراجع الكبير في أعداد المحاضر والحوادث التي يتم تحريرها بمراكز الشرطة في جميع أنحاء الجمهورية. * د. عبدالموجود راجح- عضو مجلس الشعب السابق عن الحرية والعدالة يؤكد ان القضايا الخمسة التي حددها رئيس الجمهورية تأخر تنفيذها نظراً لانتشار واستشراء الفساد وبالتالي واجه التنفيذ صعوبات خارجة عن ارادة الرئيس. أضاف لقد ساهم في تأخير التنفيذ غياب ثقافة التغيير لدي الكثيرين فالمواطنين اعتادوا ان يقوم المسئول بتقديم الحلول دون مشاركة مجتمعية فعلي سبيل المثال قضية النظافة ليست معقدة بقدر ما هي تحتاج إلي سلوكيات من المواطنين فمهما كان هناك تنفيذيون يقومون بأداء دورهم لن يستطيعوا النجاح والحفاظ علي النتائج التي تحققت دون تفاعل ومشاركة من المواطن. ضرب مثالاً بقضية النظافة عندما نزلوا كأعضاء في الحيرة والعدالة لتنفيذ حملة النظافة وجدوا من المواطنين عدم مشاركة لعدم تعودهم علي العمل الجماعي بسبب غياب مشاعر الانتماء والولاء للوطن لفترات طويلة. * د. محمود حسين- أمين عام جماعة الاخوان المسلمين يري أنه من الظلم والاجحاف ان نصف البرنامج بالفشل التام علي أرض الواقع فبنظرة سريعة علي مواقع الانترنت نجد ان هناك نسباً متفاوتة ما بين الرضا والسخط علي معدل التنفيذ لكن بصفة عامة نسبة الرضا عن الآراء لم تكن ضعيفة مع الأخذ في الاعتبار ان القضايا الخمسة تم تحديدها في وقت بالغ الصعوبة حيث خرجنا من مرحلة انتقالية شهدت ترياً غير عادي في كل المجالات. أضاف ان نجاح تنفيذ بعض القضايا مثل النظافة والخبز يحتاج ليس إلي برنامج رئاسي أو حكومي فقط ولكن يحتاج إلي أدوات تنفيذية كالمحافظين والمحليات والتغيير في هذين المجالين مازال محدوداً ومن وقت بسيط واذا كنا جادين في الحكم علينا الانتظار شهوراً أخري حتي نستطيع الحكم لأن هذه القضايا من صميم عمل المحليات. قال لا نستطيع ان ننكر ان هناك انجازات تحققت في ملفي الأمن والمرور في زمن بسيط رغم انها قضايا شائكة وحملت ارثاً ثقيلا من العصر الماضي. وفيما يخص ملف الوقود يري ان الأزمة مفتعلة لافشال الرئيس والحكومة واعطاء انطباع للمواطن بأن النظام السابق أفضل من الحالي ولكن بمرور الوقت طالما قطع الرئيس عهداً علي نفسه فانه لن يتواني في الالتزام به حتي لو استغرق الأمر فترة أطول من المدة الزمنية المحددة. ومن المواطنين يقول هاني فتحي- صاحب مكتب مستلزمات طبية لا نستطيع ان ننكر ان هناك بعض التحسن في القضايا التي حددها الرئيس مثل الأمن حيث قلت الحوادث المتعلقة بالبلطجة بعض الشيء * فؤاد اسماعيل- محاسب بالمصرف المتحد- يري ان المائة يوم التي مرت من حكم د. مرسي أثبتت أنه يسعي إلي الاصلاح بشكل كبير من خلال تحركه ويكفي ان نري رجال الشرطة يعودون إلي الشوارع من أجل فرض الأمن الذي افتقدناه كثيراً * إبراهيم عبدالسلام- موظف بهيئة التأمين الصحي.. يؤكد أننا خرجنا من حفرة لنقع في بئر عميقة فالأوضاع ليس بها أي تحسن ويكفي الغلاء الشديد في الأسعار الذي يكتوي به الجميع والمرور المرتبك الذي يعطلنا عن أعمالنا يومياً بالساعات * محمود صابر السيد- مراجع حسابات بهيئة النقل العام يري ان د. مرسي لم يستطع ان يحقق أي نسبة نجاح فيما وعد به فحياة الناس أصبحت شديدة الصعوبة من الناحية المعيشية والأمنية ويكفي ما يفعله مثلاً سائقي الميكروباص من بلطجة في شوارع القاهرة.