ذكر الدكتورعلي محمد الصلابي عضو مجلس أمناء "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الكاتب والباحث الليبي، أن عددا من الشخصيات السياسية والقبائلية الليبية التقت في تونس مؤخراً في سياق البحث عن توفير ظروف نجاح المؤتمر الثالث للمصالحة الوطنية الشاملة في ليبيا. وجدد الصلابي في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، ثقته بأنه "لا خيار أمام الليبيين إذا أرادوا الأمن والاستقرار إلا عبر المصالحة العادلة والشاملة والاحتكام إلى صناديق الاقتراع من أجل الوصول إلى برلمان قوي وحكومة قوية ورئيس قوي وأجهزة أمنية قوية تستطيع أن ترعى تنفيذ القوانين وحماية الناس"، على حد تعبيره. وأكد أن "المساعي المبذولة من طرف مجموعة من القيادات القبلية والدينية والسياسية الليبية، لحقن دماء الشعب الليبي وانجاز المصالحة الوطنية، بدأت تجمع حولها عددا مهما من مختلف أطياف الشعب الليبي، وهي تستعد لعقد المؤتمر الثالث للمصالحة في العاصمة طرابلس، إذا توفرت الظروف المناسبة لذلك". وأشار الباحث في شؤون الفكر الإسلامي، إلى أن اجتماعات تونس، التي قال بأن السلطات فيها تدعم كل جهود المصالحة في ليبيا، هدفت بالأساس لإكمال ما بدأه المشاركون في الاجتماعات قبل ذلك في مؤتمرات سابقة داخل البلاد وخارجها، وبحث سبل انجاز المصالحة، التي قال بأنها "ستبدأ فعليا من خلال الذهاب إلى انتخابات مباشرة يختار فيها الشعب برلمانه وحكومته ورئيسه". وعما إذا كان يمكن ل "حكومة الوفاق الوطني" برئاسة فايز السراج، أن تقوم بدور لدعم هذه المساعي، قال الصلابي: "هذا جهد مفتوح على كل الخيرين من أبناء الشعب الليبي ومن أصدقاء ليبيا ومحبيها من الخارج، هدفنا هو حقن دم الشعب الليبي وتحقيق المصالحة العادلة والشاملة، وكل من يسهم في ذلك نحن نرحب به". يذكر أن "حكومة الوفاق الوطني" المدعومة من المجتمع الدولي، والتي دخلت منذ نهاية مارس الماضي، مازالت حتى الآن لم تنل الثقة من مجلس النواب في طبرق. وعلى الرغم من الدعم الدولي الكبير لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، واستعداد المجتمع الدولي لدعم هذه الحكومة، لازالت الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني تحظى بثقة البرلمان، ومازال قائد ما يُعرف ب "عملية الكرامة" الفريق خليفة حفتر، لم يعترف بحكومة السراج، كما لوح رئيس أركانه اللواء عبدالرزاق الناظوري بدخول طرابلس.