استنكر الكاتب والروائي علاء الأسواني، فكرة اختصار الوطنية في مَن يؤيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل ما يفعله بلا نقاش أو مراجعة، موضحاً أن هذه ليست وطنية وإنما فاشية تحتكر الصواب، مؤكداً أن كل من يعارض السيسي الآن كرامته مستباحة، وفقا لوصفه. وأوضح الروائي الشهير في مقال له بعنوان «الوطنية المغشوشة»، والذي نشره موقع«DW»، أن في الدول الديمقراطية فقط هناك دائما مكان للمختلفين في الرأي أما في الأنظمة الاستبدادية فإما أن تؤيد الزعيم الملهم أو يتم حبسك وتدمير سمعتك، مؤكداً أن الديمقراطية هي الحل. ولفت الأسواني إلى قول الرسول الله(صلى الله عليه وسلم ): "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، موضحاً أن الرسول لما سئل "كيف ننصر أخانا وهو ظالم ..؟ قال: تنصروه بأن تردوه إلى الحق". وذكر الكاتب نماذج من الوطنية الحقيقية التي يرفض فيها المواطنون ممارسات بعض ممارسات رؤسائهم التي تسيء لأوطانهم، قائلاً: "منذ أعوام عارض المخرج الأمريكي مايكل مور حرب العراق وهاجم الرئيس جورج بوش وقال صيحته الشهيرة وهو يتسلم جائزة الأوسكار: "نحن لا نريد هذه الحرب يا مستر بوش.. ما تفعله عار عليك..". وتابع الأسواني: "بل إن وكالة الاسوشيتد برس الأمريكية لعبت دورا أساسيا في كشف جرائم الجيش الأمريكي ضد معتقلين عراقيين في سجن أبوغريب في العراق". وأكد الأسواني، أن مفهوم الوطنية هذا غائب في مصر الآن تماما، مضيفاً: "منذ أن تولى عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية تم تقسيم المصريين إلى وطنيين وخونة.. الوطني في مصر الآن - باختصار - هو الذى يؤيد كل ما يفعله السيسي بلا نقاش أو مراجعة، أما إذا اعترضت على سياسات السيسي فأنت في نظر النظام إما خلية نائمة لتنظيم الإخوان أو عميل لأجهزة مخابرات غربية تقبض أموالاً من أجل تدمير مصر.. هذه الحالة الذهنية المتردية وصلنا إليها عن طريق الإعلام". وقال إن النظام سيطر تماماً على كل القنوات التليفزيونية الحكومية والخاصة، مشيراً إلى أنه لأول مرة تتم الاستعانة بأشخاص لا علاقة لهم إطلاقا بالإعلام، ويتم إعطاؤهم برامج تليفزيونية ليكونوا موجهين سياسيين للشعب، يتحدثون ساعات يوميا ليقنعوا المشاهدين بالخط الوطنى الصحيح (المؤيد للسيسي) ثم يمارسون اغتيالاً معنويًا لكل من يختلف مع السيسي في الرأي، على حد قوله. طالع المقال من هذا الرابط.. الوطنية المغشوشة