تحولت لصداع كبير في رأسه وجلبت له عداء الدولة تغييرات جذرية داخل القناة.. والحسيني وتليمة وليليان داود أبرز الراحلين ساويرس يراهن على سوق الإعلانات لتوجيه السياسة التحريرية للفضائيات ويضخ 500 مليون جنيه لإنقاذ «برومو ميديا»
جاءت عملية بيع أسهم رجل الأعمال نجيب ساويرس بفضائية "أون تي في" إلى رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، ليثير تساؤلات حول الصفقة التي تفاجئ بها الجميع، بما فيهم العاملون بالقناة، وخاصة في هذا التوقيت، وليربط متابعون بينها والحديث عن خطة إعادة رسم خريطة جديدة للإعلام المصري. وكانت المفاجأة في تخلص ساويرس من جميع أسهمه بالقناة، ليقرر بصورة نهائية الانسحاب من سوق الإعلام المصري ومعه مجموعة من الإعلاميين الذين تبنوا مواقف معارضة للنظام الحاكم خلال الفترة الأخيرة. وكشف ساويرس، الأسباب التى دفعته لبيع القناة لأبوهشيمة، موضحًا أن القناة سببت له صداعًا سياسيًا وأغضبت منه الحكومة والقوى السياسية وأصبحت مصدراً للصداع له بصفة شخصية، ففى الآونة الأخيرة كان يتلقى النقد والشكوى الدائمة من جميع الأطراف والقوى المختلفة؛ فما بين قوى ثورة 25 يناير ومن يُطلق عليهم الفلول، المحافظون والإصلاحيون، النظام والمعارضة، كلهم على حد سواء كانوا غير راضين. وكان يتلقى اللوم الدائم، مما سبب له هو شخصيًا الضيق فكان الحل هو البيع. وعلمت "المصريون"، أن الملك الجديد سيجرى تغييرًا جذريًا للسياسة الإعلامية داخل "أون تي في" على رأسها إبعاد عدد من الإعلاميين وفى مقدمتهم يوسف الحسينى الذي توقف عن الظهور منذ فترة من خلال برنامجه "السادة المحترمون"، كما سيتم إبعاد الإعلامية ليليان داود مقدمة برنامج "الصورة الكاملة". وكانت النية لدى ساويرس مبيتة لبيع القناة خصوصًا مع إصراره لدى التجديد مع الإعلامية ليليان داود على القناة الحق في فسخ العقد دون توضيح الأسباب، أو تغيير محتوى البرنامج دون اعتراض من فريق العمل، فضلاً عن تصاعد احتمالات فسخ عقد الإعلامي خالد تليمة. ولن يكتفي الملاك الجدد بإبعاد عدد من الإعلاميين الذين أبدوا موقفًا مناهضًا للتنازل عن جزيرتي "تيران" و"صنافير"، حيث سيتم التركيز خلال المرحلة القادمة على المنوعات بصورة كبيرة، والابتعاد نهائيًا عن السياسة، في ظل قيام ساويرس قبل إتمام الصفقة بشراء عدد من المسلسلات للعرض الحصري، كبداية حقيقية لتغيير المحتوى والسياسة التحريرية للقناة. انتهاء علاقة ساويرس بفضائية "أون تي في" لا يخرجه من المشهد بشكل تام، خاصة وأنه قدم عددًا من الإشارات أنه لعب دورًا قويًا فى سوق الإعلانات بشكل يجعله قادرًا على التحكم فى السياسية التحريرية لعدد من الفضائيات، بعد كشفه عن أن خطته الاستثمارية الآن مبنية على الاستثمار فى مجال حقوق الإعلان ومجال إنتاج الأفلام والمسلسلات والبرامج عن طريق شركة "بروموميديا" التابعة لمجموعته الإعلامية والتى تركز نشاطها فى الشق التجارى للإعلام، والتى ينوى دعمها ماليًا ومعنويًا وإداريًا. وفى هذا السياق، وافق ساويرس، على رفع رأس المال المدفوع لشركة "بروموميديا" إلى 500 مليون جنيه مصرى لتعزيز موقفها المالى، مقابل رئاسة مجلس إدارتها، فى حين سوف يتولى إيهاب طلعت منصب العضو المنتدب ليدفع الشركة بخبرته الواسعة فى مجال الإعلام إلى المزيد من النجاح، ويجعلها تعزز موقعها الريادى فى السوق المصرية وتعظم حصتها السوقية. من ناحية أخرى، تتجه الأنظار إلى شركة "بلاك أند وايت" لمالكها ياسر سليم، للتحول لوكيل إعلانى لفضائية "أون تي في" فى ظل ما يتردد عن أن سليم كان عراب الصفقة ومن لعب دورًا فى تمهيد الأجواء لأبوهشيمة، فضلاً عن امتلاكه موقع "دوت مصر" الإخبارى والمنتج المنفذ لبرنامج "أنا مصر" على شاشة "ماسبيرو"، ودخل أخيرًا مجال الإنتاج الدرامى كمنتج شريك فى عشرات من المسلسلات. لن يكون بيع ساويرس للقناة، هو التغيير الوحيد في المشهد الإعلامي، بل ستكون هناك تغييرات جذرية في سوق الإعلانات متمثلة في دخول شركات جديدة لهذه السوق، وخروج إيهاب طلعت مالك وكالة "بروموميديا" المعروف بإمبراطور الإعلان في مصر من المشهد، حيث يدخل اسم رجل الأعمال والإعلامي ياسر سليم ليحل بديلاً له في "أون تي في"، كوكيل إعلاني بعد شراء أبوهشيمة لجميع أسهمها. كما سينهي طلعت تعاقده مع شبكة قنوات "الحياة"، بعد أن قرر مالك الشبكة رجل الأعمال السيد البدوى، قرر بصورة نهائية فسخ التعاقد مع وكالة "بروموميديا"، إلا أن بعض المديونيات المالية لعبت دورًا فى إرجائه حتى الآن هو بعض المديونيات العالقة بين الطرفين، ويسعى كل منهما إلى تسويتها قبل إنهاء التعاقدات بينهما، خاصة أن البدوى أيضًا قرر بيع الشبكة بالكامل. ودخل عدد من المستثمرين الخليجيين على خط المفاوضات شبه نهائية لشراء شبكة قنوات "الحياة"، وذلك لقطع الطريق على محاولة رجال أعمال مصريين شراء الشبكة وإقناع البدوى ببيعها لهم، إلا أن المقابل المالى الذى طلبه البدوى المقدر ب 2مليار جنيه تقريبًا، تسبب فى تأخر الصفقة بسبب حجمها وقيمتها المالية المبالغ فيها. وإذا كان البدوى، قد قرر بصورة نهائية الخروج من السوق الإعلامية وبيع القنوات خلال الأيام القادمة، فإن اللافت دخول عدد من رجال الأعمال والإعلاميين وفى مقدمتهم الإعلامى أسامة طه، والذى يعمل من خلال إحدى الشركات الوليدة فى السوق المصرية، من خلال تعاون مشترك مع بعض رجال الأعمال الخليجيين. تغيير خريطة الإعلام الخاص فى مصر لم يطل "أون تي في" و"الحياة" فقط، ولكن الأيام القادمة ستشهد خروج قنوات أخرى وتغيير ملاكها، ومنها قناة "دريم" التى قرر مالكها رجل الأعمال أحمد بهجت الانسحاب من السوق الإعلامية بسبب أزماته المالية، إضافة إلى قناة "المحور"، والتى يدرس أيضًا مالكها حسن راتب بيعها بصورة نهائية، خاصة أن ملاك هذه القنوات يعانون من خسائر كبيرة بسبب هذه القنوات، ولم يسددوا أجور العاملين منذ فترة طويلة. وعلى الرغم من ثورة التغييرات التى تشهدها الفضائيات المصرية، إلا أن عددًا من القنوات تتمتع بحالة من الاستقرار النسبى قنوات أخرى منها شبكة قنوات "النهار" وشبكة قنوات "سى بى سى". ومع ذلك، فإن مصادر مطلعة أبدت شكوكها في استمرار هذا الاستقرار، مشيرة إلى أنه بنهاية عام 2016 ستتغير الخريطة الإعلامية فى مصر بصورة كبيرة، ولن يبقى من القدامى أحد، بل سيحل بدلاً منهم مجموعة كبيرة من رجال الأعمال.