حذرت منظمة دولية، اليوم، من "تساقط مزيد من الضحايا في مقار الاحتجاز المصرية خلال فصل الصيف، جراء التكدس والإهمال، وارتفاع درجات الحرارة"، مشيرة إلى أن "87 محتجزًا لقوا مصرعهم خلال عامي 2014، و2015، وحالة أولى حتى الآن في عام 2016". وبحسب بيان حصلت "المصريون" على نسخة منه، قالت منظمة "هيومن رايتس مونيتور" (غير حكومية مقرها لندن) اليوم، "إن مصر تعاني في الأعوام الأخيرة في فصول الصيف المتعاقبة من موجات حرارة لم تعهدها البلاد من قبل، أثرت على سير الحياة الطبيعية للمواطنين، وكان من ضمن من تأثر بهذه الموجات شديدة الحرارة المعتقلون السياسيون المتكدسون في السجون وأماكن الاحتجاز". وقالت المنظمة إنه وصل عدد قتلى السجون نتيجة التكدس وارتفاع درجات الحرارة والإعياء الشديد في شهور الصيف من عام 2014 لأكثر من 75قتيلاً سياسيًا وجنائيًا بينما ارتفع في صيف العام الذي تلاه ليصل إلى 87 محتجزًا. وأضافت: "أما هذا العام فقد توفى 3 مساجين، الاثنين 16 مايو، داخل حجز قسم أول شبرا الخيمة بعد إصابتهم بحالة إغماء وضيق في التنفس بسبب موجة الحر الشديدة التي تمر بها البلاد، حيث تلقت السلطات إخطارًا يفيد مصرع كل من "محمد.أ.م" محبوس على ذمة قضية "مخدرات" و2 آخرين نتيجة إصابتهم بإعياء شديد نتيجة موجة الحر، وتم نقل جثثهم لمستشفى النيل ومنها إلى مشرحة زينهم وتولت النيابة التحقيق". وتابعت المنظمة: "كما أعلنت مديرية الشئون الصحية بالوادي الجديد عن وصول حالتين جديدتين لاثنين من السجناء المصابين بالإجهاد الحراري وتم نقلهم لغرفة العناية المركزة؛ حيث لفظا أنفاسهما الأخيرة وهما "عبد العال مصطفى علي" 57 سنة، والذي توفى فور وصوله إلى المستشفى و"رجب خميس عبد الوهاب" 35 سنة، والذي توفى داخل غرفة العناية المركزة، وتحرر محضر بالواقعة، وأحيل إلى النيابة لمباشرة التحقيق ليرتفع بذلك عدد حالات الوفيات إلى 5حالات نتيجة الإجهاد الحراري". وأضافت المنظمة، "يتخوف كثيرون من حوادث الموت بسبب ارتفاع درجة الحرارة في السجون المصرية سيئة التجهيز، والتي تزيد من معاناة المسجون بها برفض إدارات السجون المختلفة إدخال وسائل التهوية والأدوات اللازمة للتخفيف من معاناة المساجين". وبحسب المنظمة، تشير آخر الإحصائيات إلى "وجود أكثر من 60 ألف معتقل سياسي منذ 3 يوليو 2013 متواجدين في مراكز الاحتجاز المختلفة الرسمية منها وغير الرسمية، فيما قد بدأت السلطات في بناء ما يزيد عن 10 سجون جديدة لاستيعاب هذه الأعداد". "ووصل عدد من توفوا بالسجون نتيجة التكدس وارتفاع درجات الحرارة والإعياء الشديد في شهور الصيف من عام 2014 لأكثر من 75 سياسيًا وجنائيًا، بينما ارتفع في صيف 2015 إلى 87 محتجزًا، فيما لقيت حالة واحدة مصرعها في مايو الجاري داخل سجن برج العرب"، وفق المنظمة. والأحد الماضي، أطلق نشطاء مصريون، حملة إنسانية ب 5 لغات، ل"إنقاذ المعتقلين"، من الموت جراء موجة الحر الشديدة التي تضرب البلاد حاليًا. بيان الحملة الإنسانية لإنقاذ السجناء السياسيين في مصر، ترجم إلى 4لغات بخلاف العربية، هي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية، وتم تدشين (هاشتاج)، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تحت عنوان "#عايز(أريد)_أتنفس ، #مسجون_مخنوق"، لاقى تفاعلًا كبيرًا من قبل الناشطين. وأشارت المنظمة إلى أن أهالي السجناء "يتجرعون جرعات زائدة من المُعاناة التي وصلت للوفاة في محاولات دخولهم السجن لرؤية ذويهم، ما بين السير في الحرارة الشديدة، في محاولة للوصول لمبنى السجن، وبقائهم منتظرين بالساعات خارجه، وفي أحيان كثيرة تتغير مواعيد الزيارات بحسب هوى مصلحة السجون، وبقائهم تحت حرارة الشمس الحارقة مباشرة". وأضافت أن "هذا أدى إلى وفاة العديد من الأهالي نتيجة العذاب الذي يعانونه من أجل لقاء ذويهم فقد توفي "محمد عابدين" زوج المعتقلة السابقة "رشا منير" أثناء انتظاره في طابور الزيارة في سجن القناطر نتيجة انخفاض حاد في الدورة الدموية في ابريل من عام 2014". وتابعت: "كما تُوفي في 15 مايو الجاري "عبد العزيز عبد العاطي السريحي"، والد المُعتقل "محمود عبد العزيز" الصادر ضده حكما عسكريا في قضية حرق قسم شرطة حوش عيسي والمعروفة إعلاميا "عسكرية 507" داخل سجن برج العرب بعد انتهاء زيارته لأبنه". وأكد شهود عيان أن إدارة سجن برج العرب تركت الأهالي أكثر من 4ساعات في طابور طويل دون مظلات مما أصاب العديد من الأهالي خاصة كبار السن بالإعياء قبيل دخولهم لزيارة أبنائهم المعتقلين، وفق المنظمة. وأوضح الشاهد أن والد المعتقل "محمود عبد العزيز" قام بزيارة ابنه في قاعة صغيرة وسط زحام شديد دون تهوية في ظل درجة حرارة مرتفعه وعقب انتهاء الزيارة سقط قتيلًا والد المعتقل الحاج "عبد العزيز السريحي"، بالإضافة إلى أن قوات الداخلية تتعمد إهانة أسر المعتقلين وتعذيبهم ووضع العراقيل أمامهم عند كل زيارة لأبنائهم المعتقلين السياسيين مما يحمل الجهات المعنية مسئولية حدوث حالة الوفاة"، بحسب البيان.