أن تكون معتقلا سياسياً في وطنك فهذه جريمة، وأن تقوم سلطات الانقلاب بقتلك بالبطيء فالجريمة أشد، وأن تراهن تلك السلطات على الصمت الحقوقي والدولي المخزي، معناه أن الجريمة تحتاج لمن يعريها، حيث وصل عدد حالات الوفاة الناتجة عن الإهمال الطبي داخل سجون ومعتقلات العسكر، ومقار الاحتجاز إلى ثلاثين حالة خلال شهر أغسطس الماضي وحده. ما دعا ناشطون في الائتلاف العالمي للحريات والحقوق، إلى مطالبة سلطات الانقلاب المصرية بالكف عن استخدام سياسة القتل البطيء بحق المعتقلين، مؤكدين أن عدم النظر بقضايا المعتقلين وعدم الإفراج عنهم، بالإضافة إلى تعنت إدارة السجن بعدم تقديم أي رعاية صحية، يُعد مخالفاً للقوانين والمواثيق الحقوقية. ونصت المادة 36 من قانون تنظيم السجون رقم 396 لسنه 1956 على أن “كل محكوم عليه يتبين لطبيب أنه مصاب بمرض يهدد حياته بالحظر او يعجزه عجزاً كلياً يعرض أمره على مدير القسم الطبي للسجون لفحصه بالاشتراك مع الطبيب الشرعي للنظر في الإفراج عنه، وينفذ قرار الإفراج بعد اعتماده من مدير عام السجون وموافقة النائب العام وتخطر بذلك جهة الإدارة والنيابة المختصة”. وتزايدت التقارير التي تتحدث عن ظروف الاعتقال في سجون الانقلاب، خصوصاً في سجن العقرب، وبحسب حقوقيين فإن سجن العقرب واحدا من السجون العديدة التي باتت مسرحا لانتهاكات حقوقية جسيمة بحق رافضي الانقلاب العسكري. وتتمثل أدوات القتل البطيء في التالي: 1- عدم توفير الرعاية الطبية والصحية للمعتقلين ومنع دخول الأدوية. 2- التكدس داخل العنابر وغرف الاحتجاز مما يؤدى إلى انتشار الأمراض. 3- الحبس الإنفرادى لمدة طويلة في ظروف غير آدمية. 4- سوء التغذية ومنع الأطعمة من الخارج. وتشمل الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون الصعق الكهربائي والضرب المبرح، ويقع سجن العقرب في منطقة السجون المركزية جنوبالقاهرة، وأسس أوائل تسعينيات القرن الماضي. وتقول تقارير حقوقية إن سلطات الانقلاب المصرية تستخدم الإهمال الطبي للقتل البطيء في سجن العقرب، كما وثقت منظمات حقوقية وفاة 280 معتقلا في السجون المصرية منذ يوليو 2013. وارتفع عدد من قتلوا داخل السجون والمعتقلات وأقسام الشرطة، جراء التعذيب إلي أكثر من ثلاثمائة حالة، منهم خلال شهر أغسطس 2015: 1- محمد عبد النبي خليل الشيخ والبالغ عمره 22 عاما بتاريخ 5 /8/2015 داخل قسم شرطة إمبابة محافظة الجيزة حيث تعرض للاعتداء بالضرب فوق رأسه من قبل أمناء شرطة القسم حتى أصيب بإعياء شديد أدى إلى وفاته. 2- وفي 9/8/2015 توفي محمد مهدي حجاج داخل قسم شرطة أول الرمل بمحافظة الاسكندرية. 3- في 10 /8/2015 توفي الصحفي علاء أحمد سليم 31 عاما نتيجة التعذيب على يد قوات الجيش بالعريش. 4- 11/8/2015 توفي محمد عبد الحميد أحمد داخل قسم شرطة الجمالية بالقاهرة. 5- وفي 19/8/2015 توفي صلاح عبد الحفيظ البلغ من العمر 40 عاما داخل قسم شرطة المطرية سيئ السمعة. 6- 21/8/2015 توفي أحمد محمد محمد حامد – 46 عامًا في مقر الأمن الوطني نتيجة تعرضه للصعق المستمر بالكهرباء المستمر لمدة تزيد عن 6 ساعات في قسم شرطة الفيوم. ويقول مدير مركز شهاب لحقوق الإنسان "خلف بيومي"، إن هناك إصرارا وخطة للتخلص من قيادات رافضي الانقلاب عبر سوء المعاملة والإهمال الطبي ومنعهم من تناول أدويتهم، مما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية. وأشار إلى أنهم بصدد الانتهاء من توثيق أسماء الضباط المتورطين في هذه الجريمة، مضيفا أن التعذيب الممنهج في سجن العقرب لا يسقط بالتقادم، وأن ما يجري هو قتل عمد. من جانبه، وصف عضو رابطة الدفاع عن المعتقلين المصريين "عمار البلتاجي"، ما يجري في سجن العقرب بعملية قتل بطيء ممنهجة من خلال الإهمال الطبي للمعتقلين. وقال إن هناك حالة من النفاق الدولي والمحلي بالسكوت عما يجري في السجون المصرية من انتهاكات، ويرى أن هناك نوعا من التسويغ والتبرير الحقوقي لهذه الجرائم من قبل جمعيات حقوق الإنسان، وكذلك المؤسسة الدينية في مصر. وتصاعدت وتيرة الانتهاكات الممارسة بحث المعتقلين على خلفية سياسية خلال احتجازهم داخل سجون الانقلاب المصرية، حيث تزايد العنف الشرطي المستخدم بحق معارضي الانقلاب المعتقلين في السجون المختلفة دون مسائلة عادلة لأيٍ من الضالعين في تلك الانتهاكات. ورصدت منظمة هيومن رايتس مونيتور تعرض المعتقلين إلى معاملاتٍ قاسية، من الضرب المبرح والتعذيب لمحاولة انتزاع اعترافات والذي راح ضحيته ما يزيد عن 200 معتقل منذ أحداث 30 يونيو من العام 2013، بالإضافة إلى احتجاز في أماكن غير آدمية، والإهمال الطبي وتردي الخدمات الصحية المقدمة داخل السجون للمعتقلين المرضى بأمراض مختلفة كالقلب والسرطان وأمراض أخرى خطيرة ما تسب في وقوع عشرات الموتى ضحية لذلك. وتمارس الانتهاكات بشكلٍ شبه يومي في مختلف سجون الجمهورية المصرية، وتزيد وطأتها وحدتها على المعتقلين في سجن العقرب الموجود بمجمع سجون طرة، ولا تتخذ سلطات الانقلاب أي خطوات جادة لحله، أو مسائلة عادلة للمسئولين عن وقوع عشرات القتلى داخل السجون المصرية، في تستر واضح من الأجهزة القضائية المصرية على تلك الجرائم. إذ وصلت عدة استغاثات من داخل سجن العقرب ومن أهالي المعتقلين بالسجن تروي تفاصيل الانتهاكات الممارسة، فقص أحد المعتقلين في عنبر H1 بسجن العقرب أنهم يتعرضون بشكلٍ دوري للضرب المبرح بالعصي والهراوات كما يتعرضون للصعق المتكرر بالكهرباء في مختلف أنحاء الجسد ويزيد في الأماكن الحساسة، بالإضافة إلى تعليق معظم المعتقلين لساعات طويلة في الحائط وربما تتجاوز تلك المدة عدة أيام. وأضاف المعتقل في روايته لمنظمة هيومن رايتس مونيتور أن عدد كبير منهم تم اغتصابه بشكلٍ كامل وليس مجرد تحرش جنسي من قبل ضباط وعساكر السجن، وتابع حديثه لمندوب المنظمة قائلًا: "عدد منا أجبروه على الجلوس على أربع كالحيوانات وقاموا بوضع العصي في دبر المعتقلين كنوعٍ جديدٍ من الإذلال والتنكيل بنا"، وشدد على أن أنواع التعذيب المختلفة تقتلهم بالبطيء يوميًا. كما لفت الحديث إلى أن عددا كبيرا من الموجودين داخل السجن مصابين بأمراض مزمنة تستوجب إجراء جراحات وعمليات عاجلة ومتابعة طبية خاصة إلا أن إدارة السجن تتعنت في إجراء تلك العمليات، وأشار إلى أن أحد المعتقلين يحتاج بشكلٍ عاجل إلى إجراء عملية أسترة بالقلب وتم منعها دون سبب واضح، ما يشكل خطرًا على حياته. المعتقلون بسجن العقرب لا يتم التنكيل بهم وقتلهم بالبطيء وفقط، بل يتم أيضًا تهديدهم باغتصاب زوجاتهم وأمهاتهم وبناتهم أمام أعينهم أثناء الزيارة شبه الدورية - والتي توقفت تماما قبل بداية شهر رمضان وحتى الإن- حال تفوه أحدٌ منهم بأي كلمة عن الانتهاكات التي يتعرضون لها لأي من الحقوقيين. هذا دون التطرق للحديث عما تعانيه الأسر خلال الزيارات السابقة الذي وثقته المنظمة سالفًا من منع إدخال الطعام والدواء والمستلزمات الخاصة، والطوابير الطويلة والإهانات المتكررة والتفتيش الشبيه بالتحرش، والحرمان من التواصل مع المعتقل وأهله حيث يحول بينهم لوح زجاجي وتكون الزيارة من خلال سماعة هاتف مراقبة، فضلًا عن منع إدارة السجن لزيارة عدد كبير من أهالي المعتقلين مرات عديدة دون سبب. أما عن معاناة أسر المعتقلين بالسجون الانقلاب فحدث ولا حرج، تروي الأسر أن المعتقلين يتعرضون للتهديد المستمر بالتصفية المباشرة، ويقوم ضباط السجن بتهديدهم بالقتل ويخبروهم عن قتل القوات الأمنية ل9 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين المعارضة للسلطة داخل شقة سكنية قبل أسبوعين، ويهددوهم بأن يلقوا نفس المصير في القريب العاجل. وأشارت الأسر كذلك إلى أن المعتقلين محرومون من طعام الزيارات التي تحضره الأسر، كما أن إدارة السجن تتركهم لأيام عديدة دون طعام، بالإضافة إلى إدخال طعام غير آدمي دون ملح بعد عدة أيام من تجويع المعتقلين وحرمانهم من تناول الطعام، الأمر الذي أثر على صحة عدد من المعتقلين المرضى، وعانى غيرهم من من آلالام العظام والأسنان لندرة الملح. وتخالف سلطات الانقلاب نص المادة 40 من دستورها، بأن كل من يُقبض عليه، أو يحبس، أو تقيد حريته بأي قيد تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامته، ولا يجوز تعذيبه، ولا ترهيبه، ولا إكراهه، ولا إيذاؤه بدنيًا أو معنويًا، ولا يكون حجزه، أو حبسه إلا في أماكن مخصصة لذلك لائقة إنسانيًا وصحيًا، تلتزم الدولة بتوفيرها، ومخالفة شيء من ذلك جريمة يعاقب مرتكبها وفقا للقانون ولا تسقط بالتقادم. مشددةً على ضرورة احتفاظ السجناء بحقوق الإنسان والحريات الأساسية المبينة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وكذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وبروتوكوله الاختياري، والمبادئ الأساسية لمعاملة السجناء، وغيرها من الحقوق المبينة في عهود ومواثيق أخرى للأمم المتحدة والتي وقعت عليها مصر. وتطالب أسر المعتقلين بالتحقيق بشكلٍ عاجل في تلك الانتهاكات، والتدخل الدولي العاجل لمحاسبة المسئولين عن تلك الجرائم البشعة، كما تؤكد على ضرورة تحسين ظروف الاعتقال، والإسراع في إقامة محاكمات عاجلة تتمتع بالنزاهة والعدالة للمعتقلين، حيث لا يجوز استمرار حبسهم على ذمة قضايا سياسية، وتهم لم تثبت بحقهم. وفيما يلي توثيق لعدد ثلاثين حالة قتل بطيء بالإهمال الطبي خلال شهر أغسطس الماضي، بيانهم كالتالي: 1. في 1/8/2015 توفي أحمد حسين غزلان المحبوس بسجن الأبعادية بمدينة دمنهورمحافظة البحيرة. 2. وفي 2/8 /2015 توفي رمضان عبد العزيز ابراهيم بدوي 46 عام والمعتقل بسجن الأمن المركزي في الجبل الغربي بمحافظة سوهاج. 3. وفي 2/8/2015 توفي عزت حسين محمد حسين السلاموني المحبوس بسجن طرة. 4. وفي 5/8 /2015 توفي مرجان سالم المحبوس بسجن العقرب. 5. وفي 7/8/2015 توفي محمود حنفي المحتجز داخل قسم شرطة أول الرمل بمحافظة الاسكندرية. 6. وفي 7/8/2015 توفي صلاح عبد الكريم أحمد 23 عاما داخل قسم شرطة مصر الجديدة بمحافظة القاهرة. 7. وفي 9/8/2015 توفي الدكتور عصام دربالة القيادي بحزب البناء والتنمية المحبوس بسجن العقرب محافظة القاهرة. 8. وفي10/8/2015 توفي محمد حسن محمد 50 عاما المحتجز بمركز شرطة كوم امبو محافظة أسوان. وبتاريخ 11/8/2015 توفي ثلاثة محتجزين داخل قسم أول شبرا الخيمة محافظة القليوبية :- 9. أحمد محمد أحمد مصطفى- 24 عامًا". 10. هاني سعيد محمد إمبابي – 36 عامًا 11. محمد.ج – 28 عاماً".. 12. 10/8/2015 توفي محمد عباس مهران بسجن الوادي الجديد. 13. وفي 12 /8/2015 توفي رفعت رضوان المحبوس بسجن أبو زعبل. وفي 13/8/2015 توفى عدد 4 في سجن الوادي الجديد وهم :- 14. ياسر سعد أحمد محمد 39 عاما من محافظة قنا. 15. عبد الرازق أحمد حسن عمر 54 عاما من محافظة سوهاج 16. ناجي حسانين إدريس ناجي 42 عاما من محافظة أسيوط. 17. جمال السيد سلطان 51 عاما من محافظة الفيوم. 18. وفي 13/8/2015 توفي عبد الرحمن يوسف المسجون بسجن عتاقة بالسويس. 19. وفي 16/8/2015 توفي حمدي رزق إسماعيل البالغ من العمر 48 عاما داخل سجن جمصة العمومي محافظة دمياط. 20. 16/8/2015 توفي بكري محمد أمين – 40 عامًا"، بسجن قنا. 21. وفي يوم 18 /8/2015 توفي جابر أحمد محمد أبو عميرة المحبوس بسجن برج العرب بمحافظة الاسكندرية. 22. وفي 19/8 /2015 توفي رجب عبد الوهاب البالغ من العمر 45 عاما في سجن الوادي الجديد. 23. 19/8/2015 بسجن الوادي الجديد توفي عبدالعال مصطفى – 57 عامًا. 24. 19/8 /2015 بسجن الوادي توفي أيمن فتحي محمود. 25. 19/8/2015 توفي طلعت علام علي بسجن المنيا شديد الحراسة. 26. وفي 20 /8/2015 توفي بهاء الدين سيد عبد المنعم المحتجز في مركز تدريب قوات الأمن بالجيزة. 27. 24/8/2015 توفي شعبان عبد اللطيف عبد العال بسجن مركز أبشواي بالفيوم. 28. وفي 27/8/2015 توفي خالد أحمد زهران المحبوس بسجن أسيوط العمومي. 29. 30/8/2015 محمد أحمد داخل قسم شرطة ثاني الغردقة. 30. توفي محمود عياد داخل سجن 15 مايو.