"حمودة" يُطالب السيسي بتعيين رئيسة الطائفة اليهودية في مصر بمجلس النواب "شجعنا اليهود المصريين على البقاء في مصر لأنهم من أخلص المواطنين لبلدهم.. ومقابر اليهود في البساتين أصبحت وكرا لاختباء المجرمين والخارجين عن العدالة.. وعبد الناصر أخطأ في تهجيرهم وكان يمكن أن نستفيد منهم كجماعة وظيفية للضغط على إسرائيل والاستفادة من الرأسمالية اليهودية لجذب آلاف اليهود". هكذا قال العميد حسين حمودة مصطفى، رئيس مجموعة مكافحة الصهيونية، مسئول الشئون الفلسطينية بجهاز أمن الدولة السابق بلاظوغلي، ومؤلف موسوعة إسرائيل في إفريقيا الحائزة على جائزة العبقرية المصرية عام 2011. وقال حمودة ل "المصريون" إن "عدد اليهود في مصر حاليا أصبح "7 سيدات فقط" وهن في طريقهن نحو الاندثار، وأصغرهن سنا تجاوزت ال 60عاما، وهن بقية أسر توفيت ذويهن"، محملاً نظام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر مسئولية ذلك، لأنه كان ينظر إلى اليهود على أنهم "خطر على الدولة المصرية" رغم أن العديد منهم رفض أن يموت خارج مصر، وكانوا وطنيين أكثر من غيرهم من المصريين. ورأى أن "عبد الناصر ارتكب خطأ لا يُغتفر، لأنه كان يرى اليهود جماعة يجب التخلص منها"، لافتا إلى أن رئيسة الطائفة اليهودية في مصر حاليا هيّ ماجدة شحاتة هارون، وهي وطنية وابنة المناضل المصري القومي العربي المحامي شحاتة هارون، وترى أن إسرائيل دولة معتدية رغم كونها يهودية. وقال حمودة، إن رئيسة الطائفة اليهودية السابقة كارمن واينشتين كانت تنسق مع جهات أمن الدولة بصفة مستديمة، لافتًا إلى أنها كانت تقول دائما للمنظمات الصهيونية العالمية، إن آثار اليهود في مصر "مصرية"، وكانت تقف حائط صد أمام المنظمات الصهيونية العالمية، ومن أبرزها منظمة "جوينت"، التى كانت تقدم مساعدات لليهود في محاولة لاستقطاب أعضائها إلا أنها فشلت. وأوضح أنه قال ل"واينشتين" قبل وفاتها "إذا كانت المنظمات الصهيونية تريد المساعدة فعلا، فعليها، ألا تطلب الولاية على المعابد والآثار اليهودية، وبدلا عن ذلك تقوم بدعم اليهود ماديا لترميم وتحديث معابدهم". وأضاف: حينما توفيت "واينشتين"، شاركتُ في جنازتها وحملتُ نعشها، لأنها كانت وبصدق مصرية تحب مصر وتضحي من أجلها، ومعظم اليهود في مصر كانوا بالفعل "محبين لوطنهم مصر" رغم جميع المغريات التي قدمت لهم، يستثنى من ذلك خلية من اليهود المصريين صهيونية شهيرة تورطت في فضيحة "لافول" الشهيرة بعملية "سوزانه". وأوضح أن نظام "عبد الناصر" بدلا من تهجير اليهود والقضاء عليهم، فكان يجب عليه دعمهم وتوفير الحماية لهم، فكان يمكن استغلال يهود مصر كورقة ضغط على إسرائيل، إذا كان النظام يمتلك النضج السياسي، مضيفا: "كان لا بد من تشجيع اليهود الوطنيين والرأسمالية اليهودية الوطنية لدعم الاقتصاد الوطني". وكشف "حمودة" عن مطالبة إسرائيل من عقدين من الزمان لمصر بأن تكون وصية على المعابد والآثار اليهودية، وذلك لأن الآثار اليهودية تعد ذريعة لتدخل إسرائيل في مصر، مضيفا: "كان يمكن لمصر لو شجع اليهود على البقاء في مصر، أن تكون قبلة لمئات الآلاف من يهود العالم وبالتالي انتعاش الاقتصاد، لأنهم كانوا سيأتون لزيارة معابدهم وآثارهم، بالإضافة إلى الإسهام في تحسين الصورة الحضارية للمصريين". وأكد أن إسرائيل طالبت أكثر من مرة مصر، أن تكون الكتب والتراث الموجود في المعابد الأثرية بمصر تحت تصرفها، أو تصرف المركز الأكاديمي الإسرائيلي الموجود في القاهرة، لأنها تعتبر نفسها المسئولة عن كل تراث اليهود في العالم وفشلت في ذلك. وألقى حمودة الضوء على ما قامت به وزارة الآثار من ترميم المعابد في مصر، مشيرا إلى أن عملية التهجير التي تعرض لها اليهود عام 1948 وعامي 1967 و1956، أدت إلى فقدان مصر "كنز مستقبلي" لو كان ينظر إلى الأمور بعقلانية، مؤكدا أنه طوال تواجده بجهاز أمن الدولة كان ينادي بضرورة الحفاظ على الطائفة اليهودية. وتابع: "الجينزا" وهي تعني مدفونات اليهود، وهي تساوي المليارات، وسرقت وثائق مهمة تخص اليهود في مصر، وتم إرسال بعضها إلى متحف يهودي عالمي أنشئ خصيصا في أمريكا لهذا الغرض وهو جمع "الوثائق التاريخية الخاصة باليهود بأي ثمن أو المقابل". وأنفق الملياردير اليهودي، ستيف جرين، نحو 300 مليون دولار على نقل بعض الوثائق والتوراة والأناجيل القديمة من الشرق الأوسط إلى المتحف اليهودي العالمي بالولايات المتحدة، وليس ذلك فقط بل أيضا للحصول على الأقنعة المصرية القديمة وكسرها وجمع الشظايا بها، وذلك لأنه يؤمن بأن تدمير أقنعة المومياء سيؤدى إلى انتشار الإيمان. يُذكر أن الملياردير الإسرائيلى الراحل شلومو موساييف، كان من أبرز المهتمين بذلك المشروع وكان يعد أكبر جامع للآثار الدينية لدعم إسرائيل، وكان يعمل من تل أبيب ولندن وتوفى فى عام 2015 بعد أن قام بتهريب 60 ألف قطعة أثرية من الشرق الأوسط. وختم حمودة، قائلاً: "إذا كان الرئيس عبدالفتاح السيسي حريصًا على تمتين الوحدة الوطنية في مصر، فأنا أدعوه إلى سرعة تعيين رئيسة الطائفة اليهودية في مصر ماجدة شحاتة هارون، كعضو في مجلس النواب في المقعد الشاغر حاليا، لرد اعتبار أعضاء الطائفة في مصر من العناصر الوطنية التي رفضت الهجرة إلى إسرائيل أو الدول الغربية رغم الإغراءات الكبيرة التي قدمت إليهم".