لاشك أن هناك غموضا وغرابة تحيط بأسماء بلدان ومحافظات مصر من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. فهل فكرت يومًا عزيزي القارئ في معنى اسم البلدة التي تعيش فيها وأساس التسمية، وفي الفقرة التالية نقدم لك عزيزي القارئ معنى اسم إحدى هذه المحافظات وأساس التسمية وهى محافظة الدقهلية. الدقهلية: اسم ارتبط بالانتصارات التي حققها الشعب المصري على جيوش الصليبيين التي حاولت مرارًا اكتساح العالم العربي وأنشأها الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب من ملوك الدولة الأيوبية في سنة 616 ه. وعند مفترق النيل على دمياط وأشموم، وبينهما جزيرة تسمى البشمور بناها فى وجه العدو لما حاصر الفرنج دمياط. وكانت بلد أشمون طناح التى تعرف اليوم باسم أشمون الرمان بمركز دكرنس قاعدة لإقليم الدقهلة والذي نسبت إليه فيما بعد محافظة الدقهلية. وذكرها المقريزى فى خططه فقال: إن هذه البلد على رأس بحر أشموم (البحر الصغير الآن) تجاه ناحية طلخا، بناها الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب فى سنة 616 ه عندما حاصر ملك الفرنج مدينة دمياط، فنزل فى موضع هذه البلدة وخيم به، وبنى قصراً لسكناه وأمر من معه من الأمراء والعساكر بالبناء فبنيت هناك عدة دور ونصبت الأسواق، وأدار عليها سوراً مما يلى البحر (فرع النيل الشرقي) وستره بالآلات الحربية والستائر. وقد قسم العرب أرض الدلتا بعد فتح مصر إلى قسمين هما: الحوف والريف وكان الحوف يشمل الأراضي الواقعة شرق فرع دمياط من عين شمس إلى دمياط وكان الريف عبارة عن بقية أراضى الدلتا إلى الإسكندرية. .وجعل العرب مراكز الحوف 14 كورة والريف 31 كورة وكانت الكورة تعادل فى مساحتها المركز فى الوقت الحاضر .ثم عدل هذا التقسيم فى القرن الثالث الهجرى وصارت أراضى الدلتا أقسام هى الحوف الشرقى والحوف الغربى وبطن الريف ثم ألغى فى عهد الفاطميين. واستبدل به تقسيم آخر كانت فيه مصر مقسمة إلى 22 إقليمًا وكان من أهم هذه الأقاليم فى ذلك الوقت هو إقليم "دقهلة" وهو من أكبر وأقدم القرى واستخدم هذا الإقليم كقاعدة عند الفتح العربى وسميت محافظة الدقهلية بهذا الاسم نسبة لهذا الإقليم.