المنزلة ورد اسمها فى رسالة عمرو بن العاص للقعقاع بن عمرو منية النصر مركز سلاح المهندسين فى جيش محمد على باشا لكل مدينة وقرية فى الدقهلية حدوتة تاريخية لها دلالة على الشموخ والفخر ففى يوم 7 مايو 1250 تم أسر ملك فرنسا لويس التاسع بالمنصورة إثر مجيئه لغزو مصر في الحروب الصليبية, وتم حبسه في دار ابن لقمان, إلي أن دفعت زوجته الفدية فتم إطلاقه واتخذت محافظة الدقهلية من هذا اليوم عيدا قوميا لها. ولمحافظة الدقهلية تاريخ ممتد, فقد قسم العرب ارض الدلتا بمصر- بعد فتحها- إلي قسمين هما الحوف والريف, وكان الحوف يشمل الأراضي الواقعة شرق فرع دمياط من عين شمس إلى دمياط, وكان الريف عبارة عن بقية أراضى الدلتا إلى الإسكندرية. كانت الدلتا احد أقاليم الوجه البحري الى جانب «المرتاحية- الشرقية – الأبوانية» , وكان إقليم المرتاحية واقعاً في المنطقة التى تشمل اليوم مركزي المنصورة وأجا وكان يجاوره من الناحية الشمالية إقليم الدقهلية الذي كان في ذلك الوقت واقعاً في المنطقة التى تضم اليوم مراكز, فارسكور ودكرنس ومنية النصر والمنزلة. ومن أهم قرى إقليم الدقهلية في ذلك الوقت «دقهلة» وهى من القرى القديمة وذكرت فى كتاب «المماليك والمسالك» للمؤرخ أبو القاسم ابن خردوازية باسم «كورة دقهلة» وإليها ينسب إقليم الدقهلية من وقت الفتح العربي لمصر, وكانت مساكن قرية دقهلة القديمة واقعة شرق ترعة الشرقاوية ومكانها الآن يعرف باسم «عزبة الكاشف» وبسبب ما أصاب مساكنها من تقادم أنشأ سكانها قرية جديدة لهم باسم دقهلة أيضا تقع إلى الشمال الغربي من دقهلة القديمة وعلى بعد كيلو متر واحد منها. وأصبحت دقهلة قاعدة كورة الدقهلية من أول الفتح العربي واستمرت قاعدة لإقليم الدقهلية إلى إقليم المرتاحية, وصار إقليماً واحداً باسم «أعمال الدقهلية والمرتاحية» وفى تلك السنة نقلت القاعدة من دقهلة إلى أشمون طناح « أشمون الرمان» لتوسطها بين الإقليمين. وفى أوائل الحكم العثماني اختصر اسم هذا الإقليم الذي يشمل الدقهلية والمرتاحية إلى اسم الدقهلية ونقلت القاعدة إلى المنصورة عام 1527, أما قاعدة مديرية الدقهلية, فقد أنشأها الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب من ملوك الدولة الأيوبية في سنة 616 هجرية. ونقل مؤرخ الديار المصرية فى زمانه صارم ابن دقماق فى كتاب «الانتصار» عن كتاب تقويم البلدان للمؤيد عماد الدين"أن المنصورة بناها الملك الكامل بن العادل قبالة جوجرعند مفترق النيل على دمياط وأشموم، وبينهما جزيرة تسمى البشمور بناها في وجه العدو, لما حاصر الفرنج دمياط وقال ابن دقماق:" والصواب إن المنصورة قبالة بلدة تسمى طلخة وجوجر بعيدة عنها, وهى مدينة بها حمامات وأسواق وهى على ضفة النيل الشرقي. وذكر شيخ المؤرخين المصريين تقي الدين المقريزى في خططه «إن هذا البلد على رأس بحر أشموم- البحر الصغير الآن- تجاه ناحية طلخا، بناها الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب في سنة 616 هجرية, عندما جاء ملك الفرنج مدينة دمياط، فنزل في موضع هذا البلد وخيم به، وبنى قصراً لسكناه وأمر من معه من الأمراء والعساكر بالبناء فبنيت هناك عدة دور ونصبت الأسواق، وأدار عليها سوراً مما يلي البحر (فرع النيل الشرقي) وستره بالآلات الحربية والستائر، وسميت هذه المدينةالمنصورة تفاؤلا لها بالنصرولم يزل بها حتى استرجع مدينة دمياط، ثم صارت مدينة كبيرة بها المساجد والفنادق والحمامات والأسواق» وكانت أشمون طناح التى تعرف اليوم باسم أشمون الرمان بمركز دكرنس قاعدة لإقليم الدقهلية والمرتاحية ومقر ديوان الحكم فيه إلى آخر أيام دولة المماليك. وعندما استولى العثمانيون على مصر رأوا أشمون الرمان بعيدة عن النيل ولم تعد تصلح لإقامة موظفي الحكومة، فأصدر سليمان الخادم والى مصر عام 1527 ميلادية أمرا بنقل ديوان الحكم من بلدة أشمون الرمان إلى مدينة المنصورة لتوسطها بين بلاد الإقليم وحسن موقعها على النيل وبذلك أصبحت المنصورة عاصمة إقليم الدقهلية ومقر دواوين الحكومة منذ ذلك الحين حتي الآن. وفى عام 1871 انشئ قسم المنصورة، وأصبحت المنصورة قاعدة له ثم سمى مركز المنصورة من سنة 1881, وأصدرت نظارة الداخلية في سنة 1890 قراراً بإنشاء مأمورية خاصة لبندر المنصورة، وبذلك أصبح البندر منفصلاً عن مركز المنصورة بمأمورية قائمة بذاتها, لتصبح المنصورة اليوم من أشهر وأكبر مدن الإقليم الجنوبي, وكان اتساع المنصورة هو الدافع لهذا القرار. لم تتوقف بطولة المنصورة عند حد انتصارها على لويس التاسع, فمعركة المنصورة الجوية في 14 أكتوبر 1973 تعد من أعظم المعارك الجوية العربية, وكان لها دور كبير في انتصار مصر في حرب أكتوبر. المنزلة مدينة اخرى لها تاريخ فهى أحد مراكز محافظة الدقهلية الإدارية، وتقع في الشمال الشرقي من مصر، و سميت في العصر الفرعوني مدينة «تنيس» وتعني بالهيروغليفية صناعة الحرير, واشتهرت قديماً بصناعة الحرير الطبيعي. وتذكر المراجع التاريخية أن المنزلة سميت بذلك الاسم عندما ورد كتاب من عمرو بن العاص رداً علي على رسالة القعقاع بن عمرو التميمي والذي أخبره فيه أنه نزل في هذه المنطقة بعد أن فتح أحد حصون الرومان فقال له عمرو, بارك الله في منزلتك يا قعقاع، فسميت بالمنزلة. تجمع بين سمات الريف والحضر, وتتميز بحيرة المنزلة بانتشار مجموعة من الجزرأهمها جزيرة ابن سلام وتضم ضريح الصحابي الجليل عبد الله بن سلام, وتفد إليها أعداد كبيرة من الزائرين. وتحمل مدينة المنزلة كل السمات البشرية والثقافية والعمرانية للمراكز الادارية التابعة لمحافظات الوجه البحري دلتا مصر. أما الجمالية فهي أحد مراكز شمال شرق محافظة الدقهلية على ضفاف بحيرة المنزلة, ويمر فى شمال المنطقة ترعة السلام ومصرف الطويل البحرى الذي يوازى ترعة السلام, وسميت بالجمالية نسبة إلى بدر الدين الجمالي, وقيل إنها كانت مركزاً للتجارة فكانت تستريح فيها الجمال التي تنقل البضائع ولذلك سميت الجمالية, وكانت فى البداية قرية تابعة للمنزلة وكانتا معا تتبعان مركز دكرنس في عام 1272هجرية, فلما انشئ مركز المنزلة أصبحت تابعة للمنزلة عام 1929, وتم إنشاء مركز الجمالية عام 1986 ثم تم تحويل الجمالية من قرية إلى مدينة. دكرنس أحد أهم مراكز محافظة الدقهلية, ويعود تسميتها لعهد مصر القبطية, وكانت تسمى دير كنس, ويعود اسمها إلى راهب كان مشهورا و يدعى كنس ويقيم في دير مكان كنيسة دكرنس الآن, وتعد مزاراً للمسيحيين من جميع أنحاء مصرلأنها من أقدم الكنائس بمصر حالياً. ومن الأماكن الأثرية بدكرنس تل بله, وهو من أهم التلال الأثرية, وله طابع خاص فهو مكان المدينة القديمة التي أطلق عليها دبلله, ثم حرفت إلى تباله وتبله وهي تقع على الترعة القديمة «اتوينس» ولها شهرة في العصرين اليوناني والروماني، وقد استخرج من التل قطع أثرية مهمة محفوظة حالياً في المتحف المصري, وأيضا مدافن قرية أشمون الرمان وكانت قديماً قصرلأحد ملوك الرومان وتم دحره, والغريب أنه لا يزال تستخرج كنوز منها حتي الآن حين يتم دفن أحد الموتى, وفى إحدى فترات العصر الرومانى كانت قرية اشمون الرمان إحدى القرى الحاكمة. أما منية النصر- منية النصارى سابقاً- فهي أحد مراكز محافظة الدقهلية, اتخذها محمد باشا علي مركزاً لسلاح المهندسين بجيشه, فى حين ورد اسم منية غمر في نزهة المشتاق وهى قرية لها سوق ومتاجر ودخل وخراج قائم, ووردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي تاج العروس مع منية حماد محرفة باسم منيتي عمر وحماد من أعمال الشرقية, وفي الانتصار وردت محرفة باسم منية عمر, ثم حرف اسمها من منية إلي ميت فوردت سنة 1228هجرية باسمها الحالي, وفي سنة 1871 سمي مركز ميت غمر. وتعد طلخا أحد مراكز محافظة الدقهلية، وثاني مدن المحافظة, ويرجع تسمية مدينة طلخا بهذا الاسم لحفيدة أحد الفراعنة الذين حكموا مصر منذ أكثر من 3 آلاف عام وتسمي الأميرة «طرخا» وأقامت في هذه المنطقة علي الشاطئ الغربي لفرع النيل وسمي المكان بهذا الاسم, وحور إلي طلخا، وتعتبر طلخا حلقة اتصال بين محافظة الدقهلية وبعض محافظات وسط الدلتا. وتأخذ بلقاس اسمها من الإمبراطور الروماني بلقاس، وكانت بلقاس إحدى مزارعه التي يملكها في جميع أنحاء الإمبراطورية التي حكمت العالم قروناً طويلة, فعندما حكم البطالمة مصر أطلقوا علي مدنها ومعالمها المهمة أسماء يونانية. اما مدينة نبروة فهي عاصمة مركز نبروة بالدقهلية وتكونت من ربوة متوسطة الارتفاع, انحدرت بالتدريج علي بحر نبروة الواقع علي بحر شبين، وشهدت العديد من الوقائع التاريخية التي تشهد علي قدمها فخلال القرن الأول الميلادي نزل بها السيد المسيح والعائلة المقدسة أثناء قدومه لمصر، ونالت اهتماماً بالغاً في العصر الإسلامي. وبعد فتح مصر علي يد عمرو بن العاص تم بناء مسجد الأربعين بأمر عمرو بن العاص, و تم تجديده بعد ذلك عام 1882هجرية، و نالت رعاية واهتمام الخليفة المأمون في الحفاظ علي سلامة سكانها من المسلمين والمسيحيين أثناء حالة الاضطرابات التي شهدتها البلاد بعد وفاة أخيه الأمين. وفي العصر المملوكي أمر الظاهر بيبرس حاكم مصر وقتذاك ببناء مسجد سيدي مجاهد كتحفة معمارية عظيمة في عصره، وفي عام 607 هجرية تم بناء مسجد الشيخ عبيد, ونالت نبروة اهتمام محمد علي باشا خلال قيامه ببناء مصر الحديثة حيث قرر بناء أول مدرسة زراعية في مصر علي أرضها.