ينتظر العالم أن يشهد مرة جديدة مجزرة مروعة على يد النظام السوري في سجن حماة، وإن كانت بضع ساعات تمر بسرعة طبيعية على أي إنسان عادي، فإنها ليست كذلك بالنسبة للعالقين في سجن حماة المركزي. كانت الشوارع المحيطة بسجن حماة قد شهدت صباح اليوم تكدس حشود عسكرية تابعة لنظام بشار الأسد التى قامت بحصار جميع أبواب ومداخل السجن، تنفيذًا لفك الاستعصاء الذي بدأ منذ 5 أيام، وسط صمت دولي وحقوقي وإنساني تام. وبحسب أبو جيفارة (أحد السجناء المستعصين في الداخل) فإن حياة 1600 إنسان تقريبًا على المحك، منهم 830 معتقلاً وموقوفًا ومحكومًا عليهم بتهم تتعلق بالإرهاب. الظروف الحالية داخل السجن لا يمكن وصفها إلا بأنها لا إنسانية ولا تشبه القرن الحادي والعشرين، وكما شرح أبو جيفارة، فإنهم منذ 16 ساعة حتى ساعة كتابة هذا الموضوع، بدون ماء أو كهرباء، وحشود النظام المكثفة تشمل قواذف آر بي جي، وقوات من حفظ النظام والجيش تنتشر حول المبنى، إضافة إلى كتيبة المهام الخاصة المتواجدة قريبة من السجن، وعناصر من فرع المخابرات الجوية المتواجد في مطار حماة العسكري. أبلغ المفاوض السجناء بأنه بعد 3 ساعات سيخرج، وسيدخل الجيش لتنفيذ الاقتحام وإنهاء الاستعصاء بالقوة، ذلك فإن المفاوضات وصلت لطريق مسدود؛ بسبب رفض النظام الطلبات التي قام الاستعصاء بسببها، ورفض إشراف الهلال الأحمر والصليب الأحمر أو أي جمعية مدنية أو أهلية على عملية سير المفاوضات أو تنفيذها، وبقي السجناء بلا طعام ولا ماء ولا كهرباء أو اتصالات، وأما شهادة أبو غيفارة فاستطاعت الوصول إلينا بعد أن تم شحن عدد من الموبايلات لحالة الطوارئ وللتواصل مع العالم الخارجي، وذلك حسب موقع "العربية نت". يذكر أن الاستعصاء بدأ منذ 5 أيام احتجاجًا على نقل بعضهم إلى سجن صيدنايا قرب دمشق، وفشلت قوات الأسد في السيطرة على السجن، ما أجبرها على التفاوض مع السجناء. ويبلغ عدد نزلاء سجن حماة المركزي 1600 سجين، ويشارك في الاستعصاء 830 شخصًا معظمهم بتهم الإرهاب. هذا وأصدر نشطاء سوريون بيانًا حملوا فيه المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان مسؤولية المجزرة التي يمكن أن تحدث مع خيوط الصباح في سجن حماة، وطالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والقيام بالاتصالات اللازمة لإيقاف النظام عن اقتحام سجن استعصى فيه نزلاؤه، وطلبوا تحسين ظروف السجن ووقف الموت البطيء الذي يحدث في داخله، واحتجوا على نقل مساجين إلى السجن الموسوم بالسمعة الأسوأ في سوريا. كما أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بيانًا حذر فيه من مجزرة استثنائية قد تحصل في سجن حماة المركزي، "حيث يواجه المعتقلون خطر الإبادة الجماعية بعد الاستعصاء الذي فرضوه منذ عدة أيام احتجاجًا على محاولة قوات الأسد إعدام بعض المعتقلين".